جديدنا

قصة واقعية غربة أكرم

قصة واقعية غربة أكرم

قصة واقعية غربة أكرم

قصة غربة أكرم إغترب شابا يدعى أكرم إلى أحد الدول العربية مع أولاد خالته الثلاثة وبعد أيام قليلة من البحث عن عمل أخيرا إستطاع الشاب أكرم أن يعمل مع أحد التجار موظف حارس أمني براتب جيد ومناسب  ولم يجد الأخوة الثلاثة عن عمل حيث كانوا يخرجون للبحث عن العمل في الصباح و يعودون إلى المنزل في الظهيرة ولكن دون فائدة فكان أكرم الوحيد من بينهما الذي يعمل وكان هو من يدفع ثمن الطعام والمسكن بالنيابة عنهم وبعد ثلاثة أشهر إستطاع الشاب أن يكسب بأمانته وأخلاقه ثقة الرجل الذي يعمل لديه حيث كان الرجل قد أحب أكرم بشدة وأصبح يعامله بكل إحترام و حب وبعد أيام طلب أكرم من صاحب العمل أن يسمح لأولاد خالتة بالعمل إلى جانبه وكان قد أخبره بأنهم قد تركوا أسرهم وجاءوا إلى هنا من أجل العمل والحصول على المال لكي يصرفوا على أسرهم و لكي يرسلوا لهم المال فلم يعترض الرجل وأخبره أن يأتي بهم غدا الى المنزل لكي يوزع عليهم العمل من الرغم أنه ليس بحاجة الى عمالا ولكن كان يريد أن يلبي طلبه ويساعدهم وفي اليوم التالي حضر أكرم برفقة الأخوة الثلاثة الى منزل الرجل وقام الرجل بتوزيع الاعمال بينهم و  بدؤا في العمل وبعد شهر قبض أكرم راتبه وراتبهم أيضا وقام بتسليم المال لهم فقاموا الأخوة الثلاثة بإرسال المال إلى والدتهم كاملة ولم ينقصوا منها فلسا واحدا وعندما جاء صاحب السكن يطالب بماله قام أكرم بدفع المال بمفرده وليس هذا فحسب بل أنفق كل راتبه عليهم ولم يطلب منهم أن يشاركونه في

 

 

 

  الٳيجار و  المصاريف اليومية لقد كان يقول أن هذا راتبهم الأول منذ دخولهم إلى هنا هكذا كان يفكر أكرم وكان كثير التعاطف مهم وفي أحد الأيام إتصلت والدته و قالت له لماذا لم تعد ترسل المال يا بني وأنت تعلم أننا ليس لنا هنا غيرك بعد الله وقد نفذ الزاد وإنتهت المواد ولا يوجد لدينا ما يسد جوعنا يا بني فقال لها حسنا حسنا يا أمي سأطلب من أولاد خالتي أن يسلفاني بعض المال الى آخر الشهر وسأتصل بك بعد قليل أغلق أكرم المكالمة ثم ذهب الى أولاد خالته وقال لهم أحتاج منكما سلفة وسأعيدها لكم في نهاية الشهر أجاب أحدهم قائلا نعتذر منك لقد قامت امنا بشراء مجوهرات بالمال الذي أرسلناه لها قبل أيام إقتنع أكرم بما أخبروه ثم إتصل بأمه وقال لها إصبري لبضع الأيام وإن شاءالله سأوفر لكم المال أنهى أكرم مكالمته مع أمه وبدأ بالبكاء لعدم توفير المال لأسرته وفي اليوم التالي ذهبوا جميعا الى العمل إنتظر أكرم خروج صاحب المنزل وعندما أقبل الرجل ذهب أكرم إليه وقال له أعتذر منك يا سيدي أحتاجك في موضوع إذا كنت لا تمانع أن تعيرني من وقتك دقيقة فإبتسم الرجل وقال كيف لا أعطيك من وقتي اخبرني بماذا تحتاجني أجاب اكرم لقد إتصلت بي والدتي وطلبت مني المال لكي تشتري زادا للمنزل لأنني لم اقم بارسال لهم المال هذا الشهر وأريد منك أن تقرضني المال من راتبي لهذا الشهر وحينما اقبض سأعيده لك أو قم بأخذ مالك من راتبي بنفسك فقال الرجل اعطيني الأسم الذي تريد أن ترسل له المال وانا سأتكفل بالباقي سجل أكرم الاسم والعنوان وذهب الرجل فشعر الإخوة الثلاثة بالغيرة والحسد بسبب ما يناله أكرم من حب وتعاطف و إحسان من قبل كفيلهم فقرروا أن يشوهو صورة أكرم أمام الرجل لينزعو الثقه والمحبة التي بينهما و  يجعلون الرجل يكره أكرم حتى ينالون المرتبة التي كان عليها إبن خالتهم ويحصلون على ثقة الرجل ومحبته وإهتمامه إستيقظ الجميع في الصباح كالعادة تناولوا وجبة الفطور ثم ذهبوا سويا إلى العمل في منزل الرجل وصل الجميع

 

 

 

 إلى الفيلا واخذ كلِِ منهم موقعه حيث يعمل أكرم مسؤولا عن حراسة البيت في النهار ويعمل الأخرون في تنظيف الحديقة وسقاية الأشجار  وبعد قليل خرج الرجل من منزله ذاهبا إلى شركته فإقترب الرجل إلى أكرم و قال له أريد أن أخبرك يا أكرم بأنني قمت بتحويل المال الى عائلتك لا أريد أن أراك مهموما مرة أخرى وعندما تحتاج شيئا اخبرني على الفور وإياك أن تتردد أجاب أكرم بكلماته الطيبة و قال ألف شكر لك سيدي بارك الله فيك وبأملاكك وبيض الله وجهك وأسعدك الله دنيا وآخرة فإبتسم الرجل في وجهه وتابع طريقه وكان الإخوة يشاهدون ما يحدث وهما يشتعلون غيظا فلم يعودوا يتحملون ما يرونه و هنا قرروا تنفيذ ما خططوا له فقد إستغلوا غياب أهل البيت وعدم وجود كاميرات مراقبة من الباب الخلفي فقام أحدهم بالتسلل إلى داخل الداخل أحدهم يراقب في الخارج والآخر كان يشغل إنتباه أكرم بالحديث حتى لا يلاحظ غياب الاخرين فقاموا بسرقة قطعة من المجوهرات التابعة لزوجة الرجل واحدثوا القليل من الفوضى في غرفة النوم الخاصة بالرجل وزوجتة لكي يلاحظان  وجود تغيير في الغرفة ثم وضعوا المسروق داخل جاكيت أكرم دون أن يراهم وتابعوا أشغالهم وكأن شيئا لم يحدث وبعد ساعة عادت زوجة الرجل فلاحظت أن شيئا ما قد حدث في غرفتها فقامت بالأتصال بزوجها وطلبت منه أن يأتي إلى المنزل في الحال فوصل الرجل فورا دخل الى الفيلا وعاد إليهم وهو يشتعل غضبا فقال لهم من منكما قام بالتسلل الى غرفة نومي وسرق مجوهرات زوجتي فأجاب أكرم لم أرى أحدا دخل إلى الداخل لقد كان الجميع في موضع عمله فطلب الرجل من الجميع أن يقف أمامه ثم قام بتفتيشهم جميعا ولكن كانت المفاجأة لقد وجد القطعة بحوزة أكرم فكان أكرم مندهشا و  ومصدوما كيف حدث هذا وكيف وصلت القطعة إلى جيبي فقال أكرم وهو يرتجف من شدة الخوف صدقني يا سيدي لا أعلم كيف وصلت إلى جيبي أنا لم أسرقها صدقني أنني اقول الحقيقة فرفع الرجل قبضة يده ولكم أكرم بالقرب من عينه حتى تورمت فنظر أكرم الى سيده بعين حزن ويأس فقال الرجل لقد وثقت بك كثيرا لقد كنت أعتبرك بمقام إبني كيف تخون ثقتي بك يجب أن تشكر الله أنني لن أقوم بطلب الشرطة واضعك بالسجن ولكن لا أريد أن اراك هنا مرة أخرى إرحل من امامي الآن غادر أكرم وهو يضع يده على عينه المصابة والمتورمة من شدة اللكمة رحل أكرم وظل الإخوة في الفيلا وهم يشعرون بالسعادة لتنفيذ المهمة بنجاح وبعد عدة أيام قرر أكرم ان يذهب للبحث عن عمل آخر ولكن كان يعود دون فائدة وكان ينتظر في البيت إلى أن يعود اولاد خالته لكي يشاركهم بالطعام ولكن كانوا يتناولون العشاء في الخارج ويعودون الى المنزل وعندما يجدهم اكرم انهم قد تناولا الطعام في الخارج يقوم بربط بطنه من شدة الجوع وينام جائعا وبعد يومين قالوا له اذا لم تجد عمل وتستطيع توفير المال و تشارك في دفع الإيجار معنا سوف نقوم باخراجك فنحن غير مسؤولين عنك ولا نريدك معنا بسبب فعلتك لتلك الحادثة لقد شوهت صورتنا أمام سيدنا فإنفجر أكرم بالبكاء ثم قال لهم هل أنتم أيضا يا أخوتي صدقتم ما حدث فقالوا نحن نصدق ما تراه أعيننا فحسب لقد شاهدنا قطعة المجوهرات تخرج من جيبك وهذا يكفي فحمل أكرم حقيبة ملابسه وترك المكان ورحل  يحبث عن مكان يمكث فيه وبعد بحث طويل وجد مبنََا مهجورا ولبث الليل فيه وفي الصباح خرج يبحث عن لقمة عيش تسد جوعه وكان لم يأكل منذ يومين وعندما إشتد به الجوع أصبح غير قادرا على

 

 

 التحمل أكثر فقام ببيع هاتفه بثمن بخس جدا. وقام بشراء الطعام وأكل حتى شبع وأستعاد قوته وثم قرر أن يعمل في تلميع ومسح زجاجات السيارات أمام المراكز التجارية وبدأ في العمل وإستطاع أخيرا أن يكسب بعض النقود من مسح الزجاجات إستمر في العمل لعدة أشهر وفي أحد الأيام كان يقف أمام أحد المراكز التجارية الكبيرة فقام بمسح أحد السيارات المتوقفة في صفوف المتجر و عندما انتهى جلس بجانب  السيارة ينتظر خروج صاحبها لكي يطلب منه ثمن تلميع الزجاج وبعد قليل جاء صاحب السيارة وكان سيده الذي كان يعمل عنده سابقا فنظر أكرم ٳليه بحزن ولكن أقبل الرجل يعانق أكرم وعيونه تسكب الدموع فقال الرجل أين كنت يا أكرم لقد بحثت عنك كثيرا وكنت قد اتصلت بك أكثر من مرة ولكن كان هاتفك مغلق فقال اكرم وهو يشعر بالدهشة ولكن ماذا تريد مني يا سيدي أجاب أولا أريد منك أن تسامحني بشأن ما فعلته بك لقد كنت مخطأ بإتهامي لك فقال أكرم ماذا تقصد يا سيدي لم أفهم شيئا فقال الرجل أن أولاد خالتك هم من فعلوها ووضعوا المجوهرات في جيبك عمدا لكي يلقون التهمة عليك لقد قمت بسجنهم لقد قاموا بسرقتي منذ عدة أيام وهربوا ولكن قمت بالإبلاغ عنهم وتم القبض عليهم واعترفوا بشأن تهمتك لقد بحثت عنك منذ تلك اللحظة وكنت أخشى أن لا أجدك ولكن الحمدالله لقد وجدتك هنا و أمام سيارتي فوالله إنها ليست صدفة ولكن يريد الله أن يجمعني بك ولكن لماذا أنت هنا ولماذا لم تعد في ذلك المكان الذي كنت تسكن به مع أولاد خالتك فقص  عليه ما حدث بينهم وأخبره أنهم قاموا بطرده لأنه لم يستطيع المشاركة في الإيجار فقال الرجل يا لهم من عديمي الرحمة والمعروف لقد نسيا أنك أنت من توسطت لهم كي يعملوا عندي فعاد أكرم إلى منزل سيده وعاد الى العمل ولكن هذه المرة سيعمل كسائق خاص لديه و هنا طلب أكرم الإتصال بأهله لكي يتفقد أحوالهم فسمح له الرجل وإتصل  بأمه و قال كيف حالك يا أمي  أنني أعتذر لأنني لم أقم بتحويل المال منذ شهور ولكنني كنت عاطلا عن العمل فقالت له ومن الذي كان يحول لنا المال في كل شهر ويخبرنا بأنك أنت من طلب منه أن يرسل المال بالنيابة عنك فإختنق أكرم بالبكاء وعلقت بين ضلوعه ولكن إنفجر بالبكاء فور اغلاقه للمكالمة فتحدث أكرم مع سيده بشأن ما قالته أمه فقال سيده نعم يا أكرم أنا من كنت أرسل المال كل شهر عندما غادرت أنت قامت أمك بالإتصال بي حيث قد كنت أحتفظ برقم اسرتك منذ أن سجلت الرقم حين طلبت مني أن أرسل لهم المال في ذلك اليوم فأتصلت بي وكانت تبحث عنك لم أستطيع أخبارها بما حصل ولكن قلت لها ماذا تريدين منه وأنا سأخبره عندما يعود يا أمي ولكن طلبت مني أن اوصل لك عبارة ولم أستطيع فهما فطلبت من أحد عيال خالتك يفسرها وعندما فسرها لي شعرت بالندم والحزن فقالت في العبارة أخبر إبني وقل له إذا كنت في النعيم لا تنسى أمك في الأليم وإذا كنت في الجحيم فأمك قد أصبحت رمادا في الجحيم فقمت على الفور بتحويل المال منذ أن عرفت التفسير وأصبحت في كل شهر أرسل لها المال لوجه الله إستمر أكرم في العمل لفترة طويلة حتى إستطاع بناء منزلا جديدا في مدينته وعاد الى منزله وتزوج وفتح مشروع كبير في بلده بينما قضى أولاد خالته في السجن لعامين .💜

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-