جديدنا

قصة واقعية نجحت ابنتي في امتحان

قصة واقعية نجحت ابنتي في امتحان

 


تقول.... نجحت ابنتي في امتحان شهادة التعليم الابتدائي، لذلك قررت إهدائها هاتفا ذكيا كنوع من التحفيز، لكني لم أتكبّد عناء تعليمها ما عليها وما ليس عليها فعله به، تركت لها زمام الأمور إهمالا لا ثقة في تصرفاتها، لكني لم أدرك أني اقتدتها للهاوية وطريق لا رجعة منه، بعد فترة شعرت بتغيُّرها المفاجئ، باتت تحبس نفسها في غرفتها لساعات، وأقلعت عن كثير من النشاطات التي كانت تقوم بها من رياضة ومطالعة، لم أهتم في البداية لأنها كانت في إجازتها الصيفية، فرجّحت ذلك كفرحة بهديتها الجديدة حتى وصل ذلك اليوم الذي دلفت فيه لغرفتها لأجدها تلتقط لنفسها صورا بملابس خفيفة جدا وارتبكت فور رؤيتي، وجدت نفسي أنتزع الهاتف من يدها رغم اعتراضها وتذمرها الذي لم يخلو من الخوف، لم أتوقع أن صغيرتي التي لم تبلغ الثانية عشر بعد لها حساب

 

 على مواقع التواصل الاجتماعي دون علمي، فتحت سجل الرسائل فشعرت كأن نيرانا مستعرة أُضرمت بداخلي، كان فحوى تلك الرسائل التي تتبادلها مع شاب بدى من صورته أن تجاوز الثلاثين تستحي امرأة متزوجة أن تقرأها أو أن ترد عليها، كل ذلك كان في كفة، وفي الكفة الأخرى تلك الصور والأفلام التي يرسلها لها، لم أشعر بنفسي في تلك اللحظة إلا وأنا أنقض عليها بالصفعات والضربات القاسية، لكني توقفت فجأة عندما استوعبت أني من تستحق ذلك لا هي، هي مجرد طفلة ولجت لمتاهة دون خريطة أو موجه، فأبهرتها بهرجاتها وراحت تلاحقها دون وعي لتكتشف المزيد، أول ما فعلته هو إبلاغ السلطات عن ذلك الشاب قبل أن يفعل أي شيء سيء بتلك الصور، حذفت كل مواقع التواصل الاجتماعي من هاتفها واكتفيت بتنزيل تطبيقات من شأنها إفادتها لا إلحاق الضرر بفطرتها، لكن ذلك لم يكن سهلا فقد وصل بها الأمر حد الإدمان لما كانت تشاهده فدخلت في نوبة اكتئاب عجزت عن إخراجها منها. اليوم ابنتي تخضع لجلسات علاج نفسية وإعادة تأهيل حتى تعود لفطرتها السليمة، اليوم ابنتي غدت أكبر من عمرها لأنها تعلمت أشياءا 

 

لم أفقه أنا عنها شيئا بطريقة تثير الاشمئزاز في النفوس وتدمي القلوب، كنت أظن أني أساعد ابنتي على مواكبة الحداثة وتعلم أشياء جديدة، لكني لم أدرك أني أدمر طفولتها. #المتاهة_الزرقاء #ياسمينا_العايب لا ضير من تزويد طفلك بالأجهزة الذكية لأنها كنز لمن يحسن استخدامها، لكن عليك أن ترخي دفاعاتك ضد ما يستقبله من مدخلات من شأنها تدمير فطرته، عليك بتعليمه كل ما هو جديد وأن تكوني أنت مرشدته حتى لا ينحرف عن الطريق، هناك متاهات في مواقع التواصل الاجتماعي بعض الكبار رغم نضجهم لم يستطيعوا محاربتها فكيف بأطفال لم يبلغوا الحلم بعد، راقبوا أطفالكم حتى يصلوا لبر الأمان.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-