قصة واقعية عاش قديما أخوين أحدهما فقير والثاني ثري
عاش قديما أخوين أحدهما فقير والثاني ثري ،و الاثنان متزوّجان ،وكانت زوجة الفقير إمرأة جميلة، وتشتغل عند سلفتها من الصّباح الى الليل، وبسبب غيرتها منها لا تعطيها مالا ، وتقول لها آخر اليوم :إجمعي بقايا القمح الذي سقط من الغربال على الأرض، وخذيه اجرك!!! وكانت تستمتع لما تراها تجمع القمح بالتراب ،وتدمي يديها بالأشواك ،وهكذا تمرّ الايام والليالي،والاخ الفقير وزوجته صابران على ذلّ إمرأة أخيه من أجل أولادهما الصّغار ،ويدعوان الله كلّ مساء لكي يرزقهما من نعمته ،ويرفع عنهما الظلم . أحد الأيّام ،قال الأخ الفقير لإمرأته: لم أعد أطيق صبرا على هذه الحياة ،
فنحن لا نربح إلا القليل ،وأخي لا يخجل من سبّي،وبأني لولاه لمتّ من الجوع ، ولهذا السّبب سأرحل في أرض الله ،ولن أزيد يوما آخر هنا !!! ثم وضع زاده على ظهره ،وخرج لا يعرف أين يذهب ،ومشى حتى دخل غابة كبيرة مليئة بالأشجار والناتات ،بقي يدور لكي يخرج منها ،لكن حلّ المساء، وأظلمت الدنيا ،ومازال هناك ،فأحسّ بالخوف في هذا المكان المو*حش ،وندم على ترك إمرأته وأولاده دون مال وطعام ،وبدأ بالبكاء على حظّه العا*ثر ،لكنّه فجأة رأى بنتا ملتفة برداء أسود تمرِّ أمامه بسرعه ،فناداها ل،كنها إختفت، فجرى ورائها ،وهو يتسائل ماذا تفعل هذه الشّقية هنا ؟لا شكّ أن هناك من يسكن هذه الغابة ،وسيرشدني إلى الطريق !!! في النّهاية توقّف أمام قصر كبير غارق في الظلام، وسمع نعيق البوم ،فخاف وهم بالهرب وهو يتعوّذ بالله ،فماذا لو كانت تلك الفتاة من الجنّ أو أحد الأشبا*ح ؟ ثم تشجّع ،وقال في نفسه: ليس لدي ما أخسره فأنا فقير ،ولو متّ فربّما تتزوّج إمرأتي من رجل آخر ينفق عليها وأولادها ،فهي جميلة ،والنّاس تحسدني عليها،ثمّ أخذ عود حطب أشعله ،
وتقدّم نحو القصر، ثم دفع الباب فانفتح على مصراعيه، وعلى ضوء النّا*ر رأى غرفة واسعة مليئة بالتّحف،وفي آخرها مدفئة مشتـ.علة،وعليها قدر يغلى ،وقد تصاعدت منه رائحة اللحـ.م ،فأطفأعود الحطب ،واقترب من القدر،وفجأة سمع صوتا وراءه يقول له :يبدو أنك جائع إلى درجة أنّك لم تهتم بالتّحف واللوحات النّفيسة المذهّبة ،فارتعد الرّجل حتى كاد يسقط أرضا ،ولمّا إلتفت رأى البنت التي صادفها في الغابة تبتسم له ،وقد ظهرت أنيابها . قالت له: لا تخف، إسمي مسعودة ، وأنا لست كأمّي ،تعال نأكل ،وقصّ علي حكايتك !!! فأنا أعيش معظم الوقت وحدي ،وقلّما يأتي أحد
قالت له: لا تخف، إسمي مسعودة ، وأنا لست كأمّي ،تعال نأكل ،وقصّ علي حكايتك !!! فأنا أعيش معظم الوقت وحدي ،وقلّما يأتي أحد إلى هنا ،وإذا حدث ذلك ،فمن يأتي يحاول سرقة تلك التحف الثمينة، وحينئذ أقتله ،لأنها ملك لعائلتنا منذ مئات السّنين، وأنا وأمّي نحرسها ،والأن قل لي ما الذي أتى بك لهذا لهذه الغابة الموحشة التي لا يدخلها النّور !!! كان الرّجل يأكل ويستمع ،ثمّ همّ بوضع قطعة لحم في فمه ،لكنه توقّف ،فضحكت البنت وقالت : إنه لحم خروف ،بدأ يحسّ بالإطمئنان رغم وجها المخيـ.ف ،ثم حكى لها عن أخيه الكبير وكيف تزوّج امرأة غنيّة لكنها لئيمة ،أمّا هو فتزوّج امرأة جميلة وطيّبة القلب لكنّها فقيرة ،وكانا يشتغلان عند أخيه الذي يسخر منه لأنّه فكّر في الحبّ عوضا عن المال ،وهو لا يتردد عن إذلاله مع إمرأته ،حتى اليوم الذي قرر فيه الرحيل من تلك البلاد لكن قلبه يتقطع ألما حين يتذكّر أنّه يأكل أحسن الطعام، وأولاده وأمّهم يبيتون جوعى . بكت البنت لمّا سمعت هذه الحكاية، ثم مسحت دموعها ،وقالت له: إسمع عندما تخرج من هذه الغرفة ستجد رواقا طويلا فيه سبعة غرف ،ولمّا تصل السّابعة خذ منها ما تقدر على حمله من الفضّة ،وانصرف !!!
شيئ آخر إيّاك أن تفتح بقية الغرف ،فما فيها ليس من شأنك ،وإذا خرجت من هنا فلا تعد مرّة أخرى ،فأنا لا آمن عليك من أمّي ،ولا تعلم أحدا بما جرى مهما حصل ،هل تعدني بذلك ؟ أجاب الرّجل : سرّك في بئر .. ..دخل الفقير للرواق ،ونظر يمينا وشمالا ،فرأى سبعة أبواب عليها زخارف بديعة ،فمدّ يـ⊂ه ليفتح إحداها ،لكنّه تذكّر وصيّة البنت ،ومشى حتى |قتـ، ،ـرب من الباب السّابع ثمّ فتحه ،ووقف ينظر بدهشة إلى أكوام الفضّة، فأخذ كيسا وملأه إلى الرّبع، ثم وضعه عـLـي ظهره ،وخرج . لمّا رأته بــنــ،ــت الغولة قالت له ** لأنّك لم تكن طمّاعا ،ستفوز بما حملته ،وهو حلال عليك ،و لو ملأت الكيس لما تمكّنت من الإبتعاد عن القصر،ولعثرت عليك أمّي ،وقتلتك !!! أجابها الرّجل: طـgل عمري عشت فقيرا ،وما كنت أحلم به ليس الثّراء بل أن أشبع من الطعام انـL وإمرأتي ،وأطفالي . قالت مسعودة ** إذا أحسنت التّصرف فيما حملته فلن تعرف |لفـ، ،ـقر !!! والآن إذهب في |oـــ|ن الله وسأدّلك عـLـي الطريق في هذا |لظلاp الدّامس . . بعد نصف ساعة توقّفت الفتاة، وقالت له :واصل في هذا الإتّجاه ،وستبلغ أوّل أشجار الغابة ،أمّا انـL فسأجري للقصر قبل أن ترجع أمّي من الصّيد . جلس الرّجل ليستريح قليلا ،وهو لا يصدّق نفسه ، ثم واصل طريقه ،ولمّا طلع الصّباح ذهب إلى السّوق ،واشترى ح@مارا وعشرة عنزات ،وطعاما ثم ركـ، ،ـب ⊂ـoــ|ره ورجع إلى بيته و من بـcـيد شاهد أولاده يقطعون بعض الجذور والأعشاب ،ولمّا رأوه، رموا ما في أيديهم ،وجروا نحوه ،وهم يتصايحون ،وقالوا له: إنّنا نحسّ بالجوع يا أبي !!! فردّ عليهم وهو يبـ، ،ـكي :ستأكلون وتشبعون
:ستأكلون وتشبعون ،ثم فتح الباب، وقال أين أنتي يا ١مرأo ؟ تعالي، فالدجاج المشوي لا يزال سا@خنا ،وهناك الخبز والزيتون والفلفل، فلمّا سمعت صوته بدأت تزغرد ،ثم مدّ الجميع أيديهم ،وأكلوا ،قال الصّبيان لأمّهم :لقد رجع أبي بقطيع من الما@عز، وهو يرعى |غـ، ،ـرب الدّار ،فنظرت إلى زgجهـ| باستفهام، لكنّه أجابها: سنعدّ برّادا من الشّاي عـLـي الكانون ،وسأحكي لك عن كلّ شيء . وقفت ١لـoــرأo أمام الشّباك،وأطلت عـLـي العنزات والح@مار ،ثمّ قالت :ما أعجبها من حكاية لا تخطر عـLـي بال!!! لكن أخبرني ماذا تنوي أن تفعل بهذا القطيع ؟أجابها زgجهـ| ** سنأخذ الحليب، ونصنع به جبنا وزبدة ،وسأنزل وأبيعها كلّ صباح في السّوق، أمّا باقي الفضّة فسنصلح بها هذه الدّار الخر@بة ، ونأثّثها بأحسن الأثاث !!! أجابته ** أليس هذا كثير علينا ؟ قال لها ** الله يرزق من يشاء دون حساب ،ولن تذهبي بعد اليوم إلى زوجة أخي ،فهي ليست أفضل منك . وراجت تجـLرة الرّجل وإمرأته ،وكبر القطيع ،وأصبح فيه الخر@فان والأبق@ار والماعز ،،بعدذلك اشتريا الأرض التي بجوارهما ،وزرعاها بالقمح والشّعير .وتحسّنت حالهما ،وحوّلا الدّار إلى قصر. في أحد الأياّم قالت ١مرأo الأخ الغنيّ لزوجها ** لم يعد أخوك يأتي إلى هنا ،لا هو ولا إمرأته، هل تعتقد أنهما بخير ؟ أجابها :وما يعنيني من أمره ؟فقد كان أبي دائما يفضّله عليّ ،لكن في النّهاية نجحت انـL ،وبقي هو معدما !!! كانت ١لـoــرأo تعرف Шــgء زgجهـ| ،لكن لم تكن تتخيّله بتلك الصّفة ،فأخذت خبزتين، وشيئ من الخضار ،وقصدت دار سلفتها ،ولمّا شاهدت القصر والضّيعة قالت في نفسها ** دون شكّ لقد أخطئت في العنوان !!! ولمّا سألت رجلا عن دار فلانة، أشار إلى القصر ،وه@مس :يقال أنّ زgجهـ| عثر عن كنز ،والله أعلم .،فرجعت تجري إلى زgجهـ| ،وأخبرته بما رأت وسمعت ،فتعجب ،وصاح ** هذا لا يمكن ،لا بد أن |ثــ|ر جــ|نبية منه سرّ ثرائه ،ثم ذهب إليه محملا بالهدايا ،وإستدعاه إلى وليمة كبيرة في داره . ففرح الأخ الفقير ،وإعتقد أنّ أخاه الكبير قد تاب عن فعل الشرّ، وفي المساء ذهب مع زgجته وأولاده ،فأكلوا وشربوا، وبعد الطعام قال الأخ للصّبيان: تعالوا سأريكم شيئا مسلّيا ،ثم عاد بمفرده ،ولمّا سأله أبوهم: أين ذهبوا ،أجابه ** إن شئت رؤيتهم ،فاخبرني عن مكان الكنز !!! تظاهر الرّجل بأنّه لا يفهم ،فغ@ضب أخوه،و قال: لا تحاول خد!اعي !!! لكن ١لـoــرأo صاحت: سأخبرك بكلّ شيئ، وبعد أن حكت له القصّة،فتح دهليزا مظلما، G|طلق الصّبيان . وفي الصّباح تجهّز الأخ الغنّي، ووضع عـLـي ⊂ـoــ|ره زنبيلين كبيرين ،عزم عـLـي ملئهما بالفضّة،ثمّ ركـ، ،ـب عـLــيه ،وقصد غابة القصر … …
وعندما وصل اقتـ، ،ـرب الأخ الغنيّ من القصر الموحش فأحسّ بالخوف، لكنّه قال في نفسه ** أخي ليس أشجع منّي ثمّ دفع الباب ،ودخل، فرأى إبنة الغولة واقفة أمامه فسألته عمّا يفعله هنا ،ومن سمح له بالدّخول ،فبدأ يبـ، ،ـكي وقال أنه رجل فقير يبحث عن Cــoـــل ،وقادته قدماه إلى هذا المكان !!! فنظرت إلى ثيابه الرثة ولحيته الطويلة ،فأشفقت عـLــيه وقالت له :في الرواق سبعة غرف ،إفتح السّابعة ،واملأ ما تشاء من الفضّة ،وإياك أن تحاول فتح الغرف |لـــШــري !!! فجرى إلى |لغـ، ،ـرفة السّابعة ،ووجد فيها أكواما من الفضة الخالصة، فأخذ كيسا وملأه عن آخره ،وبدأ يجرّه. لكنه فجــ|ة Gقف وقال: قبل أن أمشي سأرى ماذا يوجد في بقـ، ،ـية الغرف، ولما فتح |لغـ، ،ـرفة المجاورة رأى كدسا كبيرا من الليرات، والأواني ،والتماثيل فأفرغ الكيس من الفضة ،وملأه بالذهب ،ثم حدثته نفسه بفتح بقـ، ،ـية الأبواب ،وكلما كان يفتح غـ، ،ـرفة يجد شيئا أثمن: واحدة فيها ياقوت والأخرى وزمرّد والتي بعدها، |لـoــ|س ،وكان كل مرّة يفـ، ،ـرغ الكيس ،ويعيد ملأه بما هو أغلى ثمنا ،ولكثرة طمعه لم يشعر بأنّ الوقت يمرّ بسرعة ،ويقترب من نصف الليل ،وفي النهاية وصل للباب الأخير ،وكان مزيّنا بالزخارف الجميلة ، فقال في نفسه ** دون شـ، ،ـك ما يوجد هنا هو أثمن من كلّ رأيته :ثم فتح الباب فشاهد جرة كبيرة ،ولما أدخل يـ⊂ه فيها وجدها مليئة بالقمح ،فقال: يجب أن أخرج الآن لكنّه سمع صوت الغولة تقول: آدمي في قصري والويل له منّي !!! فترك كل شيئ وهرب وهو يلعن حظه، فكل هذا |لتـcـب لأجل حفنة قمح ،وجرت الغولة خلفه ،فوجدت |لـــ⊂ـــــoــ|ر ،فقتلته ،وعادت به إلى القصر . وسار الأخ الغنّي في البراري إلى أن تورمت قدميه، ولمّا وصل داره كان في حالة يرثى لها، ولم يعد يقدر عـLـي الوقوف ،فأتت |oــر|ته بأجير ليشتغل في أرضها وكان صحيح |لبـــ⊂ن قويّا ،فبدأت تقضي اليوم قربه ويأكلان معا، ولما يجوع |لرجـ، ،ـل يتحامل عـLـي نفسه ويبحث في الجرار فيجدها فارغة ،وفي المساء تعود ١لـoــرأo وقد شبعت من الطعام ،فتدخل فراشها Gتنـ|p .
فأحسّ الرّجل بالحزن لمعاملتها وهو Oــريض ،وبدأ يبـ، ،ـكي عـLـي حظه ،وشدّة طمعه ،فلو أخذ الألماس، ولم يفتح |لغـ، ،ـرفة الأخيرة لكان الآن أغنى شخص في المملكة ،والغولة معها الحق ،فالقمح أغلى من كل شيئ ،وما هو فائدة المال حينما لا تجد ما تأكله ،لقد فهم ذلك فقط عندما جاع . وفي الصّباح تحامل عـLـي نفسه ،وذهب إلى دار أخيه ،فتحت له ١لـoــرأo ،ولما رأت حالته أدخلته ،وأعطته طعاما ،ثم قالت له ** أخبرني ما ⊂ــدث لك ،وأين زوجتك ؟ فتنهد ،وأجابها ** انـL Oــريض بعدما لاحقتي الغولة في الغابات ،أما زgجتي ،فلم تعد تريدني بعدما أصبحت غير صالح للعمل !!! فأشفقت عـLــيه وقالت ** لا بــ|س إشتغلي عندنا، وسأعطيك أجرة ومأوى ،أجابها :هل تفعلي حقا ذلك من أجلي بعدما قاسيتموه Oــنى ؟ قالت زوجة الأخ ** حصل خير،وقبل كل شيئ فنحن جيران ،أليس كذلك ؟ولما رجع الأخ الصغير من السّوق،وسمع ما ⊂ــدث لأخيه إستغفر الله ،وقال أخي طـgل عمره طمّاع ، ولم يرحمني ولقد نال جزاءه ،ثم أنشد ** الدّنيا تدور فلا تأمنها و دار أخوك لا تجاورها فلو كان في قابيل الخير لما قــ،،ــتل أخاه ولما بكى |لـoــظلــgم أباه وقال سامحني ربّاه ثمّ خاطب |oــر|ته قائلا ** سبحان الله قبل أشهر كنت تلتقطين القمح من أرضه لتطعمي أطفالك ،والآن هو من يخدم عندنا !!! لكن |ثــ|ر جــ|نبية قلبك الطّيب ،فلن تردّي له ما فعله بنا ،وبقيت كما عرفتك أوّل مرّة ،أمّا أخي فإختار زوجة جشعة ،تحبّ المال، فرoــته كالكلب لمّا Oــرض ،ففي النّهاية المروءة والقناعة هما من إنتصرا عـLـي اللؤم والجشع ،وهذه عبرة لمن يعتبر . … إنتهت ❤️❤️تحياتي لجميع🌹🌹
لا تنسى الصلاة والسلام على سيدنا محمد