أجمل قصة واقعية ماقبل النوم تقدمت لخطبة فتاة أُعجبت بها منذ أول لحظة
يقول.. تقدمت لخطبة فتاة أُعجبت بها منذ أول لحظة رأيتها فيها، كانت أمنية صعبة المنال بالنسبة لي لكني نلتها أو هذا ما ظننته، شعرت بأني أمتلك سعادة الدنيا بين يدي لأنها وافقت، لكن شرطها الوحيد أن لا نتزوج حتى تنهي دراستها الجامعية بعد ثلاث سنوات، احترمت رغبتها لأني اعتبرته حقا لها، لكني تفاجئت بمعاملتها الجافة اتجاهي، كلما ذهبت لزيارتها في منزل أهلها وجدتها تقابلني بوجه جامد وكلمات مقتضبة رجحتها على أنها خجل أو حدود تحميها من الوقوع في أي تجاوز، رفضت اختيار أثاث شقتنا أو أي تفاصيل أخرى بحجة انشغالها بدراستها، قمت بذلك بدلا عنها برحابة صدر بل وفرحة عارمة لأني انتقيت كل ما تعشقه حتى أفاجئها لعلي أنال قلبها، مرت الثلاث السنوات وحان موعد عقد القران، وإذ بها لأول مرة تطلب لقائي، شعرت بقلبي يتراقص فرحا لأنها تبادر لأول مرة بمحادثتي، ذهبت وفي جعبتي كلمات هذبتها لأبثَّها إياها بعد عقد القران فاستبدلتها بباقة من الورود الصفراء التي تعشقها، لم يمرّ بخاطري للحظة أنها ستكون آخر مرة أشعر فيها بطعم السعادة، وجدتها في انتظاري مرتبكة على غير عادتها، تفرك يديها تارة وتقضم شفتيها في الأخرى، تجول ببصرها الأرجاء هربا من عيني كأنها ترتكب جرما ما، قلت بلهفة: - مرت ثلاث سنوات لم أرى خلالها اسمك ينير شاشة هاتفي، لكن صدقا لو لم تتصلي كنت سأفعل ذلك، لقد أنهيت تجهيز مملكتنا الصغيرة، انتقيت كل تفاصيلها بلونك المفضل..
- أريد أن نفسخ الخطبة. شعرت كأن أحدهم لطمني على وجهي على حين غرة، كأن آخر ذرات السعادة قد انسَّلت من بين أناملي رغم إحكامي لقبضتي، ابتسمت بتوتر ظنا مني أنه مجرد خوف من المسؤوليات التي تنتظرنا بعد الزواج، التمست لها من الأعذار سبعينا وربما أضفت القليل رحمة بقلبي: - أعلم أن ما ينتظرنا مسؤولية سيكون من الصعب حملها بسهولة، لكن معا سنقو.. -أنا آسفة لكني لا أستطيع إتمام هذه الزيجة، حاولت صدقني لكني لم أستطع. - نحن مخطوبين منذ ثلاث سنوات وعقد قراننا بعد يومين كيف لك فعل هذا بي؟ - هل تريد أن تتزوج بفتاة لا تحبك، هل رجولتك تسمح بذلك؟ - لقد دوست عليها عندما تحملت جفائك وعنجهيتك لثلاث سنوات وفي قلبي ألف عذر لك كي لا يتهشم، تحملت أن أقوم بما يجب أن نتشارك فيه حتى أرضيك، حتى أنال قلبك والآن ببساطة تريدين إنهاء كل شيء. لم يبدو عليها التأثر للحظة، قالت كلمتها الأخيرة ثم أشاحت بوجهها للناحية الأخرى، شعرت أن بقائي لثانية أخرى يعني سقوطي صريعا لضعفي أمام أنثى لم تعر قلبي أدنى اهتمام وحطمته بقسوة لم أظنها من صفاتها يوما، خرجت من المطعم أجر أذيال خيبتي، وذلك الحب بات أثقل ما حملته يوما، تلمست خنصري بوهن هذه الحلقة الصغيرة ليست أكثر من أغلال ستذكرني بخيانتها للعهد كلما وقع بصري عليها، عدت أدراجي إليها لأعطيها إياها دون النظر لعينيها تجنبا للعنتها، لكن ما سمعته قضى على آخر ما تبقى لها من جمال بداخلي.
- أشعر بالندم لأني قمت بذلك، لقد جرحت إنسانا لا ذنب له. - لم يكن لدينا حل آخر حبيبتي، كان علينا القيام بذلك حتى لا يضغط عليك والدك أكثر من ذلك، انتهى هذا الكابوس الآن وسنتزوج أخيرا. - ربما لو أخبرناه كان سيساعدنا في خطتنا، وأعفيناه من هذا الألم الكامن في عينيه. - يساعدنا! لو كنت مكانه لن أفعل ذلك، لن أتحمل أن أبقى خاطبا لفتاة تننظر رجلا آخر حتى ينهي خدمته العسكرية، كان ليخبر والدك بعد فترة قصيرة. كنت مجرد لعبة بين يديها، لم يكن جفاءا بل حبا لرجل آخر، حاكت مكيدتها وجعلت مني الماريونيت التي تحكم خيوطها بين يديها، وعند أول فرصة رمت بي كأني خرقة بالية، ألجمت شياطين غضبي بصعوبة قبل أن أنساق خلفها لأقتل كليهما، كلاهما لا يستحق، شيء بداخلي أخبرني أن عدالة الله ستأخذ مجراها، وهذا ما حدث بعد شهرين فقط من زواجهما انفصلا لأنه لم يستطع التعايش مع شبحي الذي حضر بينهما، أجل رغم مقاومتها لكني تركت لنفسي أثرا بداخلها تحول لكابوس فيما بعد. جزء من القصة حقيقي...