جديدنا

أرعب قصة واقعية تتحدث عن جثة

أرعب قصة واقعية تتحدث عن جثة، قصة الجثة من ثلاث حلقات سأترككم مع الحلقة الأولى.

قصة واقعية


الجثة..(الحلقة الأولى)
أنا الدكتور (صلاح المنسي) تخرجت من الجامعة بتقدير امتياز وكان يراودني الأمل في التعيين في الكلية معيد ومواصلة دراستي حتى أصبح عميدًا للكلية في يوماََ ما.. ولم يحالفني الحظ لشيئاََ أنتم تعرفونه جيداََ، لم أتعين معيداََ بالكلية بل تم تعيين ابنة الدكتور (مدكور أبو طاقية) بدلاََ مني، فالحقيقة كانت سوسن مدكور مثال صارخ للغباء والحمق والدمامة، من اللآتي يمكن أن تقتلك وهي تصف لك الدواء، أو تقتلك بغبائها المتوارث.. اييييه ما علينا..وعندما علم أستاذي الدكتور مدكور إنني غاضب وثائر، جلبني إلى مكتبه وراح يشكر في أخلاقي وشهامتي ولم أعرف ما دخل الشهامة في موضوعنا وهو يعلم إنني لو ثورت أو تكلمت، لم يحدث أي تغيير في أي شيء.. فهو عدّ من علية القوم ونحن أنُاس على قد حالنا لا نريد المشاكل وافتعالها لأننا لم نصل إلى شيئاََ ولو أصرينا من الجائز أن. تحجب نتيجتي، أو يلقى بي في السجن بسبب ما وليكن التحرش بسوسن الجميلة مثلاََ، ولكن الرجل كان شهماََ هو الآخر فقد وصى لي أن أتسلم عملي كدكتور شرعي في المشرحة..لأنني في أثناء دراستي كنت جيدا في مادة التشريح وكنت أعشقها أما سوسن فكانت تفقد الوعي في أثناء مادة التشريح مع إنها لا فرق بينها وبين الجثة الراقد أمامنا لدراستها.. ففي جثة الإنسان أسرار وحكايات خفية وكانت تعرفها سوسن بالطبع لقربها من شكل وهيئة الجثث ،المهم ارتضيت بالأمر غير حانق ولا أي شيئ فالمهم إنني وجدت عملاََ أتكسب منه..وعزمت أن اتسلم العمل.كبداية لحياتي وأنا أنتوي الخروج من البلد لاستكمال دراستي في دولة أوروبية.
صبيحة اليوم الأول لي في العمل ذهبت إلى الدكتور منير في مكتبة بالمشرحة كي اسلم له أوراق التعيين وكارت من الدكتور مدكور فيه توصية الكارت الذي أطحت به في سلة المهملات عند خروجي من مكتب الدكتور أبو طاقية.. ولا أعرف أية توصية في مكان كهذا هل مثلاََ سيتضاعف عدد الجثث في المشرحة ويكثر العمل؟ ما أدري؟ .. عموماََ كان الدكتور منير رجل أصلع ذو وجه ممتلئ وعيون جاحظة متحجرة..أرجعت منظره إلى عمله في هذا المكان الموحش، مكان تفوح منه رائحة الموت فالموت هنا لا يأتي فجأة ، بل الحياة هي التي تأتي فجأة.. وقد تيقنت من صدق نظريتي عندما لمحت صورة داخل إطار على مكتبه وهو في سن الخامسة والعشرين.. كان شاب وسيم وله شعر وعيناه عاديتان..ولما سألته هل هي صورته.. أجاب بنعم..وزفر نفساََ في الهواء وقال اييييه أيام زمااااان، وعندما كنت أهم بالخروج من عنده تبدلت الصورة بصورة فتاة..وضعت يدي على عيني وفركتها جيداََ قبل أن اسأل منير عن صورة الفتاة التي حلت محل صورته..أمسك منير الصورة بين يديه متأملاََ إياها ثم قال.. أية فتاه؟؟ ..لا وقت للمزاح يا دكتور أرجو أن تتسلم عملك من الأستاذ محروس ستجده في المشرحة.. ولا داعي للمزاح معي مرة أخرى.. وعندما وضع الصورة مرة أخرى على مكتبه تغيرت الصورة إلى طفل صغير على الفور سألته هل هذه صورتك وانت صغيييييي...أجابني وقد نفد صبره يا دكتور إلى مكتبك يا دكتور!
خرجت من عنده مهرولاََ التمس الأمان..ثم سألت إحدى الموظفات على محروس فأشارت إلىّ رجل جالس على كرسي يرتدي بالطو أبيض تقطر منه بعض الدماء..يمسك كوباََ من الشاي يرتشف منه ويصدر صوت سخيف وضجيج..عندما اقتربت منه رمقني بنظرة غريبة فيها ضيق أعتقد إنه كان يتصور إنني أحد أقارب مُتوفّى بداخل إحدى الثلاجات وجئت اسأل عنه.. ولكن نظرته تغيرت وهب من مكانه عندما عرف إنني الدكتور الجديد بل رئيسه الجديد.. فكان محروس هو مساعدي في القسم رجل بسيط يطل الغباء من رأسه ولكنه كان يتقن عمله ولا يخاف من أية جثة عندما كنت اطلب منه أن يقوم بخياطتها بعد العمل بها بعد معرفة أسباب الوفاة.. أو عندما كانت تتحرك جثة أمامه كان يتكلم معها وكأن فيها الحياة ..أو عندما دخلت جثة جديدة المشرحة وكنت أنا جالس في مكتبي احتسي قهوتي بعد يوم حافل بالعمل.. وضعت رأسي فوق مكتبي وغفوت قليلاََ ولكنني صحوت على صوت محروس لأجده أمامي في منتصف الغرفة وعيناه جاحظتان ويقول لي إن هناك جثة جديدة لفتاه في مقتبل العمر قد فتحت عيناه بشدة وكان معها في يدها ورقة تطبق عليها بشدة ولم يعرف هو كيف يخلصها من يدها فهي مصرة على أن تعتصرها بين يديها.. لكني قلت لها وما الداعي لخوفك الشديد فهي جثة كأي جثة تعاملنا معها قبل ذلك ولكنه أكد لي انه عندما أدار لها ظهره كانت كأنها تقول الدكتور الدكتور.. وعندما التفت إليها سكتت وهكذا اقترب منها تسكت وأدير لها ظهري تطلبك.
هرولت مسرعاََ إلى الطابق السفلى وكانت حوالي العاشرة مساءََ وكان اليوم حافل بالجثث فكانت الثلاجات بها حوالي مائتان من الجثث..أقبلت على الفتاة وهي مسجاة على ظهرها وبالفعل وجدت في كفها رسالة ولكنها فتحت يدها عندما اقتربت منها وتخيلت إنها ابتسمت لي..فتحت الرسالة وقرأتها بصوت يكاد يسمعه محروس..كانت حروف متباعدة أشبه برسالة معادلات رياضية ووجدت محروس يدس أنفه من خلفي ويدس عيناه لقراءة الرسالة ووجدت أذناه تكبر تخرج من رأسه لعدم فهمه الطلاسم الرياضية...ولكن صوتاََ صدر من خلفنا نظرنا خلفنا وكانت المفاجأة.
نهاية الجزء الأول



كانت حروف متباعدة أشبه برسالة معادلات رياضية ووجدت محروس يدس أنفه من خلفي ويدس عيناه لقراءة الرسالة ووجدت أذناه تكبر تخرج من رأسه لعدم فهمه الطلاسم الرياضية...ولكن صوتاََ صدر من خلفنا نظرنا خلفنا وكانت المفاجأة...كانت كل ثلاجات الموتى تصفق خلف محروس الذي انتبه إلى الصوت الذي علا ضجيجه وبات مزعجاََ يصم الأذان..كانت أبواب الثلاجات تفتح وتغلق والصوت شديد.. ثم خرجت جميع الجثث مرة واحدة وأصبح المشهد أشبه بأفلام الموتى وكانت جميع الجثث تتقدم نحونا في بطأ شديد يصدر عنها أصوات لا يتحملها بشر..وكأنها تقول نفذ ما في الرسالة..رجعت أنا ومحروس إلى الخلف بسرعة..إلا أن الفتاة صاحبة الرسالة قد جذبت محروس من معطفه الأبيض من عند يده وأحدثت له جرح في ساعده الأيمن.. غير أن محروس لم يكترث للبالطو خاصته وبروحه المرحة المعهودة قال للجثة.. خذيه أنا لا أريده لكن لن اتركك سأعود إليك وسترى مني الوان العذاب..ثم خرجنا من باب المشرحة واغلقنا خلفنا الباب قبل أن تصل إلينا باقي الجثث.. وفجأة عادت الكهرباء إلى وضعها السابق..فنظرت من فَتْحَة الباب بسرعة على الجثث والغريب إني لم أجد أي جثة كان الوضع كأن شيئاََ لم يكن..ثم نظرت خلفي لأجد الدكتور منير بعيناه الجاحظتان يقف وينظر إلينا بدهشة كأننا مجانين..ثم تدخل محروس في الحديث وكان يرجع إلى الوراء معتقداََ أن الدكتور منير هو الآخر جثة..ثم أخذ يتحسس منير إلى أن نهره منير وهدده أن يخصم من راتبه ثلاث أيام أن لم يكف عن تلك المزحة السخيفة..تأكد محروس أن منير ليس جثة متحركة عندما علم بموضوع الخصم..ثم تحجج انه يريد أن يدخل الحمام ووثب في الهواء واختفي عن الأنظار.
جلست وحيداََ مرة أخرى في مكتبي أفكر ماذا كانت تريد جثة الفتاة وما معنى الحروف والطلاسم المكتوبة في الرسالة..وكان علىّ أن افهم معنى الرسالة وأفك طلسمها.. وإلا لماذا كانت جثة الفتاة تتمسك بالورقة ولم تعطيها لي.. وعلى أن أخجلها.. نعم هي جثة ولكنها لجأت إلى...كانت الرسالة مكتوبة بالحروف والأرقام..احضرت اللاب توب خاصتي وأخذت ابحث طوال الليل علني اعرف إجابة وحل لهذا اللغز العجيب.. ترى هل هي استغاثة او طلب؟ لا ادري!! ثم اهتديت أن أرسلت رسالة لمحروس طلبت منه أن يمر بسور الإرباكية ويجمع لي كل الكتب التي تتحدث عن السحر والطلاسم وما شابه...ونمت وأنا أضع رأسي في أحضان اللاب توب..وغفوت لا أعرف الوقت..ولكن وجدت حركة غريبة بداخل الدولاب من خلفي.. تحركت مسرعاََ إلى الدولاب وأنا أتلمس خطايا قدم إلى الأمام واخرى إلى الخلف وبيد مرتعشة تمالكت أعصاب يدي وفتحت الدولاب فلم أجد شيئاََ. ولكني سمعت الصوت مرة أخرى عندما أغلقت الدولاب وتحركت ناحية مكتبي.. ثم سمعت صوت رسالة أتية من ناحية اللاب توب وكأنها من هاتفي المحمول.. فاحت هاتفي المحمول فلم احد شيئاََ سمعت صوت الرسالة مرة أخرى فنظرت إلى اللاب توب فوجدت الرسالة هي نفس الرسالة التي كانت في يد الفتاة.. وعندما نظرت إليها لأحل شفرتها ظهر وجه الفتاة فجأة داخل الشاشة فرجعت إلى الوراء من شدة الخوف ووقعت على ظهري أنا والكرسي ثم وقع المكتب فوقي بشدة وارتطم برأسي..ثم إغلاق.
عندما أفقت من غيبوبتي وجدت نفسي فوق سرير بالمستشفى وشعرت بألم في رأسي.. تحسست موضع الألم وجدت رأسي ملفوف بضمادة ويدي اليسرى تؤلمني ألم بسيط..ثم نظرت أمامي لأجد عينان كبيرتان تنظران إلى وتقدم لي مرآة لأنظر فيها على وجهي كانت عين محروس.. كان يجلس بجوار على سرير المستشفى.. نظرت إلى المرآة ووجدت أن وجهي ليس به شيئا إلا خدش بسيط أسفل عيني ورأسي ملفوف بالشاش..ثم نظرت إلى محروس فتكلم..وقال عندما عدت من الحمام وأنا أجرى من جثة قابلتني داخل المرآة وتخلصت منها بصعوبة فقد أغلقت جميع الأبواب.. هي لم تغلق جميع الأبواب هي ألغت جميع الأبواب.. نظرت إليه في دهشة فلم يعبرني أي اهتمام واسترسل وكأنه لم يسمعني..نعم ألغت جميع الأبواب والشبابيك وتحول الحمام إلى شيئاََ يشبه البئر جداره املس..عندما حاول الصعود أقع مرة أخرى داخله..وفي أعلى البئر وجدت جثة الفتاة صاحبة الرسالة تمد يدها لتمسك بي..فعرفت إني مَيِّت لا محالة.. فاعتذرت لها وقلت إنني كنت امازحها عندما هددتها داخل المشرحة ولو كان على البالطو خاصتي فأنا أسامحك وأوصله لك إلى المشرحة.. فابتسمت الجثة وتحولت إلى فتاة جميلة ثم اختفت.. واختفي معها كل شيء.. وعاد الحمام كما كان.. ثم خرجت من الباب مسرعاََ لأني قبل أن أقع في البئر كنت سمعت صوت ارتطام في حجرة مكتبك..دخلت بسرعة إلي مكتبك فوجدت المكتب فقط وكان مقلوب ولكن عندما دقتت النظر وجدتك أسفل منه متكوراََ كأنك قنفذ في ليلة شتاء قارص.
ابتسمت كعادتي عندما يتحدث محروس بتلك الطريقة لأنه يخرجني دائما من حالة الغضب التي اكون عليها..طلبت منه أن يخرج الرسالة من جيبي لأنني لا أقوى على ذلك.. فعندما اخرجها فتحها بفضوله المعتاد ونطَظر إليها مطولاََ وعلت هب ليه الدهشة الشديدة وفرحت جداََ لأنني شعرت انه اخيراََ فك طلاسم الرسالة.. قسمات وجهه تقول ذلك... ولكنني أصيبت بخيبة امل عندما اعطاناني الرسالة وقال ماهذا كأن عفريت كتبها بخط يده انا لا أفهم شيئاََ.. وناولني الرسالة وتحول وجهه مرة أخرى إلى شيء يشبه السيارة الخربة..وايقنت ساعتها انني كنت على خطأ عندما ظننت ان محروس استطاع ان يحل اللغز.. اخذت الرسالة منه.. كانت عبارة عن أرقام اوقات تكون بجانب بعضها واخرى فردية..وطلبت من الدكتور أن يسمح لي بالخروج خصوصاََ ان حالتي الصحية مطمئنة مجرد كدمات بسيطة وانا دكتور واعرف حالتي جداََ.. وافق الدكتور وطلب مني أن لا أرهق نفسي لمدة يومان فقط.. اومئت براسي بالموافقة ووعزته وعداََ كاذباََ وخرجت من عنده وانطلقت مسرعاََ إلى مكتبي.
عندما دخلت الحجرة وجدتها مرتبة وكل شيئاََ فموضوع في مكانه بطريقة تفوح منها لمسة نسائية..فقلت برافو عليك يا محروس رتبت المكتب كما ينبغي.. ولكنني سمعت صوت محروس يقول.. لا والله لم أفعلها يا دكتور.. تلفت حوا لي فلم أجد لمحروس أثر فظنيت أن محروس يداعبي كعادته بطريقة ما.. يضع تسجيل في مكان ما.. ولأن محروس يعرف عني انني لا أخاف من الجثث وما شابه..جلست إلى مكتبي وكأن شيئاََ لم يكن وفتحت اللابتوب وأخذت ابحث في جميع المواقع التي لها صلة بالأرقام والحروف..ولكن سمعت صوتا من خلفي يقول الارقااام والحروووف.. نظرت خلفي ولم أجد احد في الغرفة وفي نفس الوقت دخل محروس الغرفة ويقول.. نعم يا دكتور ماذا تريد.. نظرت إليه في دهشة وقلت ماذا تقصد يا محروس؟
تعالت على وجهه الدهشة وقال لقد ناديتني يا دكتور!
نظرت إليه وقلت لاتبالي يا محروس فهو يوم غريب من أوله على العموم يمكنك أن تصنع لي فنجان من القهوة...اعطاني محروس ورقة كانت في يده وقال..خذ يا دكتور هذه هي الحروف الأبجدية مرتبة كما طلبتها مني منذ قليل عندما كنت في غرفتي.تفضل.
فقلت له انا يا محروس كنت عندك في غرفتك منذ قليل.. اه تمام تمام..تفضل انت الأن.. شكراََ شكراََ جداََ مع السلامة.
بالفعل وجدت الحروف موجودة كلها ومرتبة ومنمقة بخط وبشكل جميل يصعب على أمثال محروس كتابتها.. ومن هنا عرفت حل لغز الرسالة.. عندما وضعت كل رقم يماثله حرف فوجدت الكلام كالآتي..(كنزي تحت الأرض)
في اليوم التالي كنت قد اتفقت مع محروس ان يلبس ملابس تنكرية.. او بالأحرى ملابس شاويش في البوليس.. وعندما تقابلنا أسفل سفح القلعة في مكان واسع.. كنت انتظره في سيارتي في هذا المكان للاتفاق على باقي الخطة..اه نسيت كنت قد شرحت الخطة كلها بالأمس لمحروس في مكتبي بالمشرحة..ولكنه بذكاءه العالي والعالمي..قد اتصل بي قبل انا اخلد الي النوم وقد سأل بضع أسئلة تبينت منها انه لم يفهم حرفاََ واحداََ من الخطة التي شرحتها له طيلة ساعتين..رأيت محروس قادم علىّ وهو يرتدي ملابس الشاويش، كتمت ضحكة كانت ستخرج من فمي ودعوت الله أن يمر اليوم على خير لأنه كان يرتدي ملابس شاويش شتوية ونحن في عز الصيف وايضاََ يلبس في قدمه حذاء رياضي..ولكن مما ادهشني انا.. انه عندما جلس بجانبي في السيارة قال لي هيئتك وملابسك لا تقنع اي احد انك ضابط مباحث.. نظرت إليه مطولاََ ومنعت نفسي ان اضربه على وجهه ولكنني كنت احتاجه في تلك المهمة لعلنا نعرف ما سر الفتاة.. ثم قلت له وما سر اندهاشك من ملابسي فأنا ارتدي قميص عادي وبنطال عادي ام لا تعجبك نظارتي الشمسية؟ نظر الي مطولاََ ثم قال بلهجته الساخرة التي فيها مزحة من الغباء لا عليك يادكتور قُد بسرعة ولا تضيع الوقت هيا..ثم سمعته يقول بصوت ضعيف..ذكي جداََ الدكتور متنكر في ملابس عادية.. أين ملابس الضابط..نطرت إليه وانا اقود السيارة بطرف عيني وقلت في ضيق.. ضابط المباحث يا محروس يرتدي ملابس عادية دائماََ وليس زي البوليس المعتاد..نظر إلىّ غير مقتنع بكلامي وشرد بعيداََ خارج نافذة السيارة..ولا اخفي عليكم سراََ انا اخذت محروس معي لأنه ادرى بالمكان الذي تعيش فيه الفتاة عن ظهر قلب لانه كان في منطقة شعبية وهو يعرف مداخلها ومخارجها وسلوكيات الناس في تلك الأماكن تختلف عن الأماكن الأخرى.. هناك الترابط والشهامة وهناك عكس ذلك..كان محروس مرشدي..يقول لي انحني يسراََ ثم يميناََ إلى أن وصلنا إلى مكان ضيق.. كانت حارة ضيقة جدا يتعذر على السيارة المرور منها.. طلب مني محروس أن أترك سيارتي واقفلها جيداََ ثم نادي بعض الأطفال ووضع في يدهم بعض النقود واتفق معهم على حراسة السيارة حتى نعود..دلفنا انا ومحروس إلى الحارة الضيقة ومنها وجدنا قهوة فسألت صاحب القهوة على منزل الفتاة.. فبعد ان ترحم عليها أشار إلى منزل صغير يقبع في آخر الحارة.. ولكن قبل أن اصل الى القهوة نظر إلى أحد الشباب وانطلق من مكانه عدواََ واختفى من أمامي.




الجثة الجزء الثالث
صعد الشاب إلى سور مبنى بالحجارة الكبيرة تشبه أحجار سور مجري العيون تماماََ.. كان المنزل متهدم وخرب ومنه صعد إلى المنزل المجاور له ثم اعتلى سور المنزل وقفز إلى الداخل وأختفى عن الأنظار فمن البديهي أنه قفز إلى الحارة الخلفية ومنه إلى مكان يصعب علينا إيجاده فيه..ذهبنا إلى منزل الفتاة التي كان يغلب عليه الحزن والكآبة كأنه حزين لموت الفتاة ويصدر من شُقَّة الفتاة صوت قرآن صادر عن مسجل بصوت بسيط..عندما دخلنا إلى مدخل المنزل نظرت إلى أعلى حيث الشُّقَّة خيل إلىّ إنني أرى الفتاة تبتسم لي..صعدت بسرعة عبر الدرج المتهدم وأمسكت بدرابزين السلم المصنوع من الخشب القديم، الذي يتحرك تحت يدك كلما أمسكت به وصعدت درجة.. دلفنا أنا ومحروس إلى الشُّقَّة بعد أن رحبت بنا أمها العجوز وكان يظهر عليها الحزن على ابنتها..بعد أن تجازبنا أطراف الحديث عن الفتاة وعلاقاتها مع الجيران واصدقائها وطبيعة عملها في شركة كبيرة يملكها احد القراصنة المعروفين ، لم يكن هناك شيئاََ غير عادي وعندما سألتها إن كانت ابنتها عندها أموال ممكن تخبأها مثلاََ.. لكنها أكدت لي أن الفتاة فقيرة ولا يوجد كنز أو ما شابه ولكنها قالت إنها في المدّة الأخيرة كانت متوترة وتغلق على نفسها باب حجرتها طوال الوقت..كلامها أسدل على القضية الغموض..استأذنت منها أن أدخل إلى حجرة الفتاة، رحبت وكان محروس يقف بجواري وقال تفضل يا دكتور..نظرت إلى أم الفتاة وقالت حضرتك دكتور أم ضابط؟ كنت أنوي أن أقول لها الحقيقة غير أن محروس أجاب أسرع مني وقال.. ضابط ضابط ولكنه أخذ دكتوراه في الشرطة يا سيدتي! قالت السيدة إذاََ تفضل يا حضرة الدكتور تفضل..
دلفنا إلى حجرة الفتاة كانت حجرة بسيطة جداََ ولا يوجد بها شيئاََ مريبًا.. بها خِزانة ملابس عادية وبعض الصور الملتصقة على الحائط بعضها غير مرتب، وسرير بسيط..فتشنا كل الحجرة ولم نعثر على أية شيئاََ، ولكن كلما نويت الخروج من الحجرة شيئاََ ما يردني مرة أخرى، هاتف يقول لي لا تخرج الأن هناك شيئاََ ستعثر عليه.. وقد كان، عندما هممنا بالخروج وجدت محروس يستند على الحائط الذي به لوحة الكرة الأرضية وينظر ناحيتي ويحرك رأسه في يأس..ذهبت إلى اللوحة وتحسستها براحة يدي جيداََ فوجدت شيئاََ بارزاََ أسفل اللوحة، وضعت يدي خلف اللوحة فوجدت ورقة مطوية بعناية..فتحت الورقة وسط ذهول السيدة ومحروس فتحتها بسرعة وكانت المفاجأة..وجدت ميموري كارد صغير ومعه رسالة تشرح فيها الفتاة عن جريمة فساد كبيرة وتقول في الرسالة إن جميع المستندات موجودة على الميموري كارد وأن حياتها في خطر..والغريب أن الخط في بداية الرسالة كان منمق وجميل لكنه في آخر الرسالة أصبح الخط مشوش، من الواضح أنها كتبت الرسالة وشعرت بأن أحد افراد العصابة قد اقترب منها فوضعتها تحت الصورة بسرعة وكتبت رسالة مشفرة حتى إذا قتلت لا يصل القاتل إلى مكان المستندات التي تدينه.. وضحت هي من أجل مبدأ تؤمن به..هنا أدركت كلمة كنزي تحت الأرض التي كانت تقصدها، وهي المستندات تحت صورة الكرة الأرضية..بعد أن انتهيت من تحليلي هذا وجدت محروس فاغر فاه ويقول يااااه أنا رأسي يؤلمني كيف استطعت أن تفهم كل هذا يا دكتور أقصد يا حضرة الضابط.
قلت له بنبرة جادة لا تضيع الوقت يا محروس وهيا بنا نكمل عملنا مع الشرطة، ثم نظرت إلى أم الفتاة وقلت لها حق ابنتك لن يضيع يا سيدتي.. بكت السيدة ولم تقول كلمة واحدة، واستأذنت منها وخرجنا أنا ومحروس إلى حيث السيارة..السيارة التي وجدناها في حاجة يرثى لها بعد أن كتب عليها الأطفال بألوان الطلاء والمسامير كل شيئاََ يخطر على بالك ولا يخطر، و ايضاََ كشافات السيارة من الخارج وجدناها قد نزعت وفوانيس الإشارات ايضاََ.. نظرت إلى محروس مطولاََ وقلت له هل اتفقت جيداََ مع الأطفال يا محروس؟ ..أم النقود الذي دسستها في يدهم لم تكف؟ ويبدو أن أحد الأطفال كان يسمعنا وقال لي.. لم يعطينا أية نقود لقد خدعنا وأعطانا بعض الأوراق المزيفة التي توضع في بعض العاب الحلوى..هنا نظرت بجانبي فلم أجد محروس فقد اختفى من جانبي..أخذت الطفل بجانبي وأعطيته نقود حقيقية لكي يكون دليل لي حتى أخرج من الحارة مرة أخرى لمحت الطفل يتفحص النقود ويقلبها بين عينيه كخبير نقود فابتسمت وربت على رأسه..وعندما وصلت إلى أول الطريق شكرت الطفل وتركته وهو يلوح إلى بيده الصغيرة.. اليد الذي اشتركت منذ قليل في تلف سيارتي.
بعد ذلك بساعات خرجت من مديرية الأمن وقد سلمت الرسالة والميموري كارد إلى المسؤولين عن القضية..ثم رن هاتفي وكان المتصل محروس ولم يمهلني لحظة أن أوبخه على تركي في حي الفتاة وهروبه من جانبي وتلف السيارة..فقال لي بلهجة جادة..دكتور هناك جثة لا تريد أن تدخل من باب المشرحة وخيل إلىّ إنها تقول.. أريد الدكتور أريد الدكتور.. تمت

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-