من أجمل ماقرأت قصة واقعية معبرة عن الحياة، لقد مضت اجمل ايام حياتها وهي شابه صغيرة أصرت على أن تربى أولادها
فاطمه ولدت الجميلة فاطمه في عام1932 في مدينة المحله الكبري وهي الابنه الصغرى للاستاذ عبد العال والسيدة حرمه السيد (عبد العال) رجل متعلم ميسور الحال يعمل موظفا لدي(مصلحه الزراعه) ولأن الاب متعلم فهو يهتم جدا بتعليم أولاده يحضر المعلم في البيت كى يتعلم الأولاد القراءة والكتابة ويحضر الشيخ ليحفظ الاولاد القرآن وكان للشيخ مهابه واحترام عند المصرين ففي بعض الأحيان يجلس الشيخ في حجره يتلو القرآن والاولاد في الحجره المجاوره ير تلون وراءه القرآن وذلك حتى لا ينزعج الشيخ من الاولاد والأم كانت تعلم البنات بعض فنون التطريز، فلا تخرج البنات من البيت فالاب (كحال المصرين قديما) شديدا وصارما مع أهل بيته، مشربيات المنزل مغلقه، فالنساء مصانه لا يراها احد، وإذا أرادت الام ان تخرج لزياره أهلها، يكون الحنطور جاهزا تلف الام العباءه على جسمها، تضع البرقع على وجهها ومعها ابنتها الصغيره(فاطمه) التي ترتدي العباءه الصغيره( مثل امها تماما) وتضع البرقع على وجهها مثل امها ولا مانع من أن تخرج بعض خصلات من شعرها (فهى مازالت صغيرة)لتزداد جمالا على جمالها، فهي في الحنطور من الدار الي الدار فالاب (سي السيد) يخاف على نساءه جدا (سي السيد) في الطريق إلى بيته،
بينما الاولاد في البيت تعلو أصواتهم ويلعبون ويمرحون. وعندما طرق أباهم الباب، سكن الجميع فلا تسمع أي صوت ،الاب لديه مهابة في قلب الجميع توضع مائده الطعام، يجلس الجميع معا لتناول الطعام مع الاب (س السيد) الصارم هذا كا ن عطوفا جدا، يحب أولاده كثيرا مرضت ابنته (فاطمه) اخذ يبحث في الكتب عن وصفات لعلاجها، كمايفعل مع بقيه أبناءه، فلم يكن هناك أطباء في وقتها، خلط لها ابوها الحنون حبه البركه مع بعض الأعشاب كان (س السيد)أيضا ذا دين وخلق يسمع الاب صوت الأذان يتوضأ، ويذهب مسرعا الي المسجد ترعرت (فاطمه) في ذلك البيت بيت العلم والتدين والاصول كبرت فاطمه، زاد جمالها، فهي البيضاء فارعه الطول تقدم الشباب لخطبتها اختار لها ابوها أحدهم، شاب متعلم يعمل في مصلحه اازراعه تزوجت فاطمه في عام1947 وهي فتاه صغيره انتقلت العروس فاطمه مع زوجها إلى مدينة طنطا ظلت مع زوجها تتنقل من مكان لآخر حسب طبيعة العمل في النهاية أستقر بها الحال هنا في (مدينة كفر الدوار) في محافظة البحيرة أنجبت مولودها الأول الذى مات صغيرا ،لكن الله أكرمها من بعده أنجبت فتاة جميلة تشبهها ثم أنجبت فتى يشبه زوجها ولم يكن يمض عامين الا ولديها مولود جديد ،ثم حملت في ابنها الاخير وقبل أن يحين موعد الولاده مرض زوجها سريعا ثم مات مات فحزنت عليه ،لقد مضت اجمل ايام حياتها وهي شابه صغيرة أصرت على أن تربى أولادها وتعليمهم
مات رفيق دربها الذي عاشت معه في عيشه الرخاء والثراء ،فلقد كان موظفاً في مصلحة الزراعة ولديه مكانه مهمة ومرتب شهرى كبير .مات في العام ١٩٦٨ مات وترك لها معاشات شهريا وقدره ا(أربعة جنيهات فقط لا غير) انتقلت الأسرة من الثراء إلى البساطة في الحياة ارادت فاطمه أن تصل لأولادها إلى بر الأمان كانت فاطمة وهي التي لا تعرف القراءة والكتابة تحرص أشد الحرص على تعليم أولادها تنظر في كتب الاولاد (وهى التى لا تعرف القراءة والكتابة) تتابعهم اذا وجدت في الكتاب علامة خطا(X) فهو غير مجتهد ويعاقب تخاف اكثر ما تخاف على الطفل الصغير ،فهو يتيم لم يرى اباه أما ابنها الأكبر (الذي يشبه أباه تماما) فهى دائما ما تحب أن تنظر إليه فهو يذكرها بالمرحوم والده كانت شديدة ،تستخدم العصا كثيرا ،فهى الاب والام معا كبر الاولاد وأصبح ذلك الابن ضابطا في البحرية وتخرجت الكبرى من الجامعة وتزوجت وتمر الايام ويتخرج الجميع من الجامعات حتى ذلك الصغير كبر وتخرج أيضا من الجامعة أصبح لديها من الأولاد ضابط في البحرية والآخر صيدلى وهذا مهندس وذاك جامعي أصبح لديها الاحفاد وكبرت فاطمه ومضى بها انتقلت ابنتها الكبرى للعيش معها بعد أن زوجت (الجدة فاطمة )ابنها الصغير كانت الجدة (فاطمة) تحكى للأحفاد الحكايا والقصص مرضت الجدة فاطمة ولزمت الفراش ،اما ابنها الأكبر (ضابط البحرية) فهو مريض منذ مدة من الزمن ،لكن المرض قد اشتد عليه تلك الأيام خافت الام عليه من أن يكون مصيره مثل مصير أبيه كيف ذلك ؟ هى أم ولن تتحمل الصدمه اشتد عليها المرض كذلك ولزمت الفراش ثم أصيبت بالغيبوبه في ذلك الوقت مات ابنها الأكبر ثم ماتت وهى لم تعلم بموته ،هى رحمه الله بقلب ام ، ام علمت وربت وتحملت صعاب الحياة ، ام عاشت خادمة وراعيه لأولادها حتى أوصلتهم إلى بر الأمان قصه حقيقيه عن فتاة تحكي عن جدتها