قصة واقعية تعيش تلك الزوجة الشابة مع زوجها وابنها
عندى لك مفاجأة رائعه
لقد فرجت. لقد فرجت
سنصبح جميعا أغنياء
ضحكت الزوجة وقالت:
دعك من تلك الأحلام يا زوجي،دعك منها
تعيش تلك الزوجة الشابة مع زوجها وابنها الصغير في ذلك الكوخ البسيط،تعيش الأسرة الصغيرة في سعادة تامه رغم الفقر الشديد ذلك الفقر الذي يجعل الزوج يحلم دائما بالغنى ،او حتى ببيت مسقوف مبنى بالجدران
يذهب إلى إلى عمله في الصباح حيث يعمل في الأرض كأجير عند صاحب الأرض الرجل الغني
صاحب الأرض (الرجل الغني)لم ينجب اطفال رغم زواجه منذ زمن بعيد ،وعندما يحضر الزوج مع غلامه يتهلل الرجل به فرحا ويقسم إن رزقه الله بغلام صغير مثل ولده سيكون له هدية كبيرة عنده
في الصباح يذهب الرجل إلى عمله وعندما يعود في المساء إلى كوخه يعطي لزوجته النقود تحضر بها الطعام وتدخر الباقي لعله ينفع في يوم ما
تمر السنوات ويرزق الله الرجل الغني بغلام جميل فرح به جدا ووزع الهدايا على الجميع
أما صديقه فقد أعطاه هدية كبيرة كما وعده ،أعطاه قطعة عظيمه من الذهب ،لم يصدق الرجل نفسه ،لم يتخيل أن يملك يوما قطعه ذهب ،بل قطعة ثقيله من الذهب تقدر بالكثير الكثير من الأموال
طار الرجل إلى زوجته وقال لها:
عندى لك مفاجأة رائعه
لقد فرجت ،لقد فرجت
سنصبح جميعا أغنياء
قهقهت زوجته وقالت له:
دعك من تلك الأحلام يا زوجي،انت هكذا دائم الأحلام
انظر ى انظرى يا زوجتي
انظرى إلى ذلك البريق،انه ذهب يلمع
أمسكت الزوجه بقطعه الذهب ،لم تصدق نفسها
انها قطعه ذهب ثقيلة جدا
قالت له:
كيف حصلت عليها ؟!ومن اين ؟!؟! ،لابد أنها من صديقك الغني
خبأها يا رجل ،خبأها
خبئيها انت يا زوجتي
لا لا أ ننظر حتى المساء وأذهب وخبأها انت ولا يراك أحد
خبأها الرجل في مكان امين ثم عاد إلى زوجته
ظلا يتسامران ،لم يستطيعا النوم في ذلك اليوم من شدة السعادة
قال لزوجته:
نشترى بيتا كبيراً ملئ بالغرف ونترك ذلك الكوخ ،نشتري قطعه ارض بل قطعتين. لا بل نشترى قطعة ارض كبيرة نزرعها ونستأجر العاملين فيها نأكل من خيراتها ونبيع الباقي
قالت الزوجة:
وانا سأصبح غنية مثل نساء الأغنياء ،انزين والبس الملابس الانيقه والمجوهرات
سنصبح أغنياء ،سنصبح أغنياء يازوجتى بفضل ذلك الرجل الغني
ظل تلك الليلة يحلم مع زوجته
جاء الصباح وهم على تلك الحال
ذهب إلى العمل عند الرجل الغني وأخبر زوجته:
غدا اعمل في ارضي مع عمالي ،ودع زوجته وهو لا يعلم ما يخبئه له القدر ،فلا يعلم أحد ما في الغد
والزوجة إلى عملها في البيت (الكوخ)،واحضار الماء من البئر البعيد
عندما جاء المساء رجع الزوج ولكن
ليس مشيأ على الأقدام بل محمولا على الأكتاف!!!!!
ماذا ؟!
نعم
لقد مات الزوج
مات هكذا بدون اي مقدمات وبدون أن يشتكى من مرض
مات وترك الزوجة وحيدة مع طفلها ،مات وترك الكنز الثمين
حزنت الزوجة جدا على فراق زوجها فلقد مات فجأة بدون أى مرض أو مقدمات
أنقضت أيام العزاء ،رأت الزوجة أن تبيع قطعة الذهب لنشترى بها بيت كبير وقطعة أرض تزرعها كما كان يحلم زوجها
لكن
أين هى قطعة الذهب ؟
لقد خبأها الزوج في مكان لا تعلمه !!
صار عليها الآن أن تبحث عنها ، بحثت في كل مكان
كانت تصطحب ابنها وتبحث في كل مكان ،لكنها لم تعثر على شىء
كثفت البحث اكثر ،كانت تذهب في كل يوم في الصباح ومعها أبنها وتبحث في كل مكان وتعود في المساء ولكن بلا جدوى
أما الناس فكانوا ينظرون إليها نظرة اندهاش ويقولون:
عن ماذا تبحث تلك المرأة ؟!
قالت لهم:
ابحث عن قطعة الذهب التي خبأها زوجى
وحكت لهم الحكاية
لم يصدقها الناس وكانوا يتغامزون فيما بينهم:
أن المرأة أصابها الخرف المبكر ،وقد ذهب عقلها من حزنها على فراق زوجها
لم تعبأ هي بكلام الناس ،وصارت تبحث بالايام والشهور
مض العام ثم العام حتى فقدت الامل في العثور على قطعة الذهب
كبر ابنها وأصبح شابا يافعا ،اصبح علية الان أن يعمل
ذهب يعمل كأجير للأرض عند الرجل الغني الذي كان يعمل عنده والده
يذهب في الصباح ويعود في المساء ويعطى لامه النقود تحضر بها الطعام وتدخر الباقي تماما كما كانت تفعل مع أبيه
أراد الفتى الزواج ،اخرجت أمه النقود التي كانت تدخرها(تلك النقود التي كانت تدخرها من عمل زوجها فى الماضى ومن عمل ابنها)،استطاعت أن تبني مكان الكوخ بيت صغير بالطوب مسقوف بالصاج
تزوج الفتى في ذلك البيت مع والدته
مرت السنوات والسنوات ، انجب الابن الاولاد، أصبح في البيت الجدة والابن والزوجة والأحفاد ،كانوا فقراء لكن سعداء
كانت الجدة تجتمع مع الاحفاد كل ليلة وتحكي لهم كل ليلة
كان ياما كان
،يا سعد يا أكرم
وتحكي لهم حكاية قطعة الذهب التي كانت بحوزة الجد والحلم الضائع
وفي الصباح كل يذهب إلى عمله
يذهب أبيهم إلى العمل مع ابنه الأصغر والجدة والام تذهب لإعداد الطعام
أما الابن الأكبر أو الحفيد الأكبر فيذهب لجلب الماء من البئر البعيد فهذا هو عمله المخصص له
ذات مساء اقترح الابن الأكبر على أبيه وجدته أن يحفر بئر ماء بجانب البيت فهذا أفضل
وافق الجميع فقال الابن:
ساحفرها بنفس يا أبى
وفي الصباح التالي
ذهب الابن ليحفر بئر الماء ،اخذ الفأس وصار يضرب الأرض بإلفأس و يحفر وبينما هو يحفر
وقع الفاس على قطعة ضخمة صلبة ،ازال الفاس جانبا وأخذ يزيل عليها التراب بيدة،كانت القطعة الصلبة ملساء ناعمه ،هنا صار قلبه يخفق بشدة ،والدموع تخلتط في عيونه ،فاخرج القطعة الصلبة بكل ما أوتي من قوة وهو مغمض العينين ويقول لنفسه:
هل يتحقق الحلم وتعثر على الكنز
وعندما فتح عينيه اذا هي قطعة ضخمة من الصخر !!!
هنا رمى قطعة الصخر جانبا بكل غضب ورمى معه الفأس بعيدا
وجلس على الأرض يتحسر ويضحك على نفسه ويقول:
يبدو أن حكايه جدتى عن قطعة الذهب قد(لحست عقلى)
ثم ذهب وأحضر الفاس الذي رماه بعيدا وأكمل الحفر
وفي الصباح التالي
ذهب يكمل ما بدأه بالامس،وبينما هو يحفر وقع الفاس على قطعة صلبة ،ازالها ومسح عنها التراب فإذا هي ذهب يلمع
لم يصدق نفسة:
هل وجدت قطعة الذهب التي أخبرتنا عنها جدتى؟
مسك قطعة الذهب في يد واليد الأخرى وضعها على قلبه الذي كان يخفق بشدة، طار مسرعا إلى جدته
جدتى ،يا جدتى
ما بك يا بني
لقد وجدت قطعة الذهب
دعك من تلك الأحلام يا بنى
انظرى انظرى يا جدتي ،انه ذهب ،ذهب يلمع!!
لم تصدق الجدة ما تراه أمامها وسالت الجميع:
انا في حلم ولا في علم
اخبرها الجميع أنه حقيقه
قالت الجدة:
هل حقا سنصبح أغنياء ؟!
قال الابن:
نبني بيتا كبيرا يا جدتي
ونشترى قطعة أرض ضخمة نزرعها وناكل من خيراتها ونبيع الباقي
وفعلا
أصبحوا أغنياء واشتروا بيتاصخما ،
وقطعة ارض كبيره جدا
تبرعوا بجزء من الذهب على روح جدهم وعلى روح جدتهم التي ماتت ولم ترى ذلك النعيم
وخلصت الحكاية
لقد أخذت القصة منى وقتا طويلا في كتابتها على الهاتف على الرغم من أنها قصيرة ،فارجوا أن تنال إعجابكم
كما أرجوا أن تختاروا معى عنوانا لها