جديدنا

قصة واقعية بنت الزبال هكذا كان اسمي بالمدرسة وبشارع بيتنا

 قصة واقعية بنت الزبال هكذا كان اسمي بالمدرسة وبشارع بيتنا 


بنت الزبال (قصة الدكتورة رولا الابيض)
هكذا كان اسمي بالمدرسة وبشارع بيتنا وفي كل مكان، نسوا اسمي وأصبحوا يطلقون علي ( بنت الزبال ) .
‏أبي كان عامل في البلدية وكان بيتنا بسيط ، لم نكن نأكل زبالة مثل ما كان يعتقدون ، كنا عائلة مثل اي عائلة نطبخ ونسهر ونضحك معا .
‏3 صبيان و 2 بنات وانا أكبرهم ، ‏لم ينتبهوا لتفوقي في المدرسة فقط لأني "بنت الزبال" ، القليل منهم من كان يكلمني والأغلبية كانوا يخجلون من الجلوس معي .
‏ولما سألتني المعلمة ماهو حلمك عندما تكبري، فجاوبت طالبة معانا "حلمها تلم الزبالة" وضحكوا كلهم علي ولكني بكيت بحرقة.



‏ضمتني معلمتي لصدرها وهمست بأذني لا تزعلي ‏ولا تخجلي من عمل والدك ، فوالدي كان يعمل حارس عمارة ‏ويغسل السلم و يلم الثياب القديمة ونلبسها ونفرح فيها كمان ... كوني قوية !
‏نعم ، سوف أكون قوية، هكذا قررت ، لن أضعف ولن أدع أحد يضحك علي ! ‏علمت اخوتي أن يكونوا أقوى مني، علمتهم أنه يجب أن لا نضعف ولا نسمح للزمن أن يكسرنا.
‏مرت سنين طويلة ونجحت بالبكالوريا وتفوقت ودخلت كلية الطب.
تغير الوضع وأصبح الجميع ينادون : جاءت الدكتورة وذهبت الدكتورة .
شعرت أني أطير ، فرحت بنفسي وكأني كسرت كل شي كان قاهرني ، جميع من ضحك علي ، احتاجوني والله اني لم أقصر بحق أحدا منهم.



‏والان ‏اخواتي الشباب اثنين منهم مهندسين والثالث يدرس طب أسنان واختي بكلية الصيدلة .
تزوجت و أصبحت أم لولدين ، ولكن مستحيل أن ننسى انه بيوم من الأيام كان اسمنا "ولاد الزبال" .
كانت هذه الكلمة تذبح والدي أكثر منا ولكننا لم ننسى فضله علينا وبعمرنا خجلنا من عمله . المهم ربانا عاللقمة الحلال .
‏علموا أولادكم أن يحترموا الغير علموا اولادكم الحب والاحترام وعدم التفرقه بين الغفير والوزير .
* أستاذة طب الأعصاب في جامعة حلب الدكتورة رولا الأبيض ...

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-