قصة القدر بين شاب و فتاه
بيوم من الأيام جمع القدر بين شاب وفتاة، لقد كانت الفتاة تتسم بجمالها الخلاب فأسر الشاب وسحر بجمالها ورقتها، لذلك قرر التقدم لأهلها، ولكن كانت المشكلة تكمن في كون الشاب من أسرة فقيرة أما الفتاة فتنتمي إلى عائلة مرموقة المكانة بالمجتمع وذو ثراء فاحش، لذلك قاموا برفض الشاب.
لقد تعلق قلبه بالفتاة كثيرا ولم يستطع نسيان أمرها لذلك قرر إثبات نفسه وإثبات أحقيته في الفوز بالفتاة وعن جدارة، وبالفعل وفقه الله سبحانه وتعالى في ذلك، وتقدم للزواج منها للمرة الثانية والتي فيها أعجب به كل من أهل الفتاة وأقاربها، ولكن جاءت لعبة القدر فبعد الخطبة بعدة أيام استدعي الشاب للجيش، فتوجب عليه الرحيل.
في مقابلة الفتاة قبل التحاقه بالجيش، ركع على قدميه واعترف بحبه القابع بقلبه لها وسألها: “هل تتزوجينني يا من ملكت علي قلبي؟”، سقطت دمعة من عيني الفتاة مجيبة بالموافقة على عرض حبيب قلبها الذي سخر نفسه وكيانه من أجل الفوز بها، أخبرها حينها الشاب بأن تنتظره عاما واحدا وبعدها لن تفرق بينهما أية ظروف أو أعذار. وبعد ذهاب الشاب أصيبت الفتاة بحادث سير ولكنه في غاية الخطورة، عندما استعادت وعيها بعد مرور بضعة أيام وجدت أباها وأمها يبكيان بحرقة شديدة، فتيقنت أن بها شيء خطير للغاية، ولكها لحظات حتى علمت بأنها أصيبت إصابة بالغة بالحادث إذ تضرر وتلف جزء عصبي بدماغها وهو المسئول عن حركة عضلات الوجه بانقباضها وانبساطها لذلك فإن وجهها تتضرر بشدة، هنا طلبت الفتاة مرآة على الفور، فذهلت مما رأته أصدرت عقبه صرخة عارمة واضعة يديها على وجهها،
وأول قرار اتخذته بأنها ستطلق سراح حبيبها، فهو لا يستحق أن تربط مصيره بمصيرها بعدما حدث معها، وأن تجعله الذكرى الجميلة التي مرت بحياتها وأن تستمد من هذه الذكرى القوة اللازمة والكافية لبقية حياتها، سالت الدموع من عيني الوالدين على ضياع فرحة ابنتهما الوحيدة. وفي كل مرة يرسل الشاب برسالة طوال هذا العام لا يجد الرد عليها، فيحاول الاتصال هاتفيا ولكن دون جدوى، وبعد انقضاء العام أول ما عاد توجه إلى حيث يسكن قلبه وكل كيانه، ولكن الفتاة رفضت مقابلته على الإطلاق، فأخبرتها والدتها أنه سيتزوج وأنه قد قدم ليعطيها بطاقة زفافه كأول المدعوين، هنا سقطت الفتاة على الأرض والدموع تنهمر من عينيها، إنه حب حياتها ولكنها تماسكت حيث دفعها فضولها معرفة من هي سعيدة الحظ التي ستحظى بمكانتها في قلبه، وعندما قرأت اسمها ذهلت لقد كانت هي العروس ببطاقة الدعوة، وفي هذه اللحظة دخل الشاب، أدارت الفتاة جسدها في الناحية الأخرى، اقترب منها وأخبرها بأنه حينما أحبها لم يحب جمالا زائلا ولكنه أحب قلبها وجمال روحها، وتزوجا وعاشا في سعادة دائمة.
النهاية........