جديدنا

قصة ليله مجنونه

 قصة ليله مجنونه


كان في شاب مراهق اسمه عماد وكان متهور ودايما بيقع في مشاكل كتير وكان بيتعب أهله و يدخلهم في مشاكل طول الوقت. وفي يوم كان سهران مع اصحابه والوقت اتأخر اوى كان الفجر قرب يأذن اكتشف كده لما طلع تليفونه يشوف الرسالة اللى لسه واصلة دي من مين.
يانهار اسود ده الفجر خلاص هياذن ،
فجاة وكأنه اتجنن ترك أصحابه وبدأ يجري علشان يلحق يروح بيتهم قبل ما ابوه يصحى ويوبخه أو يعاقبه كالعادة.
كان الشارع فاضي ومفيش فيه حد خالص وهو بيجري زي المجنون، و فجأة يلاقي بنت بتجرى هي كمان معاه في نفس الشارع. كانت بنت جميلة شعرها أسود بس لون عنيها مكنش باين اوى فى الضلمه
هي شكلها كده تقريباً في العشرينات من عمرها، كانت ملابسها متقطعه وشعرها منكوش وبتجري بخوف كأن في حد بيطاردها. بدأ عماد يسأل نفسه هل يسألها في إيه وبتجري من إيه ولا ميسالش ويخليه بعيد عن المشاكل أفضل خصوصاً إن حياته مش ناقصة مشاكل ولكن الفضول غلبه كالعادة وبدأ يقرب منها ويسالها مالك بتجري من إيه في الوقت المتأخر ده وهدومها متقطعة كده ليه؟
كانت خايفة ومرعوبة وجسمها كله بيترعش كأنها متكهربة.
بدأ عماد يسألها.
انتي مين؟
مردتش
طب بتجري من ايه؟
مردتش
حاولي تقولي أي حاجة علشان اقدر اساعدك طيب.
مردتش
اه فهمت ، أنت مبتتكلميش أصلا صح، طب شاوريلي كده بلغة الإشارة وأنا هحاول أفهم منك أي حاجة.
مردتش برضه ولكنها بصت وراها بخوف
حاول عماد يطمنها وياكدلها إنه هيساعدها ومش هيأذيها.
وهنا بدأت تتكلم بعد ما حست إن عماد مش ناوي يأذيها. وبرغم كل مشاكله والمصايب اللي بيقع فيها إلا أنه كان شاب محترم وطيب وده كان باين عليه جداً .
قالت أول كلمتين ليها
ممكن تساعدني؟
أساعدك طبعاً ، بس اساعدك ازاي؟
هحكيلك كل حاجه بس لازم تخبيني دلوقتي
في اي حته تكون أمان وبعيدة عن الشارع ده ،قبل ما يمسكني.
هو مين ده اللي هيمسكك؟





الموضوع كبير مش هينفع اشرحه لك دلوقتي ، انت لازم تفهمني ، مفيش وقت
وفجأة بيسمع صوت احتكاك إطارات سيارة لوجان سودة جايه ناحيتهم مسرعة سرعة جنونية.
قولتلك لازم تخبيني قبل ما يمسكني لازم نهرب حالاً وإلا هنموت أنا وأنت.
بارتباك وخوف بدأ يظهر على صوته قال عماد
بيتنا قرب خلاص أجري معايا بسرعة.
بدأ الاثنين يجروا بخوف ولكن بسرعة كبيرة أوي والسيارة بتجري وراهم
وفجأة السيارة بتتجاوزهم وتقف بعرض الشارع وتسد عليهم طريق العبور.
بيشد عماد البنت من ايديها ويدخلوا اقرب مبنى جنبهم ويقفلوا الباب وبيستخبوا في ضلمه مدخل العمارة.
وهنا بيبدا عماد يسال وباين أوي علي صوته الخوف .
مين ده اللي عايز يمسكك ؟ ويمسكك ليه أصلا ؟ وانتي نفسك مين انتي لازم تجاوبيني علي كل الأسئلة دي .
هحكيلك كل حاجه بس مش دلوقتي لما نبقي في حته امان الأول.
لا طبعاً أنا مش هقدر استني ، ياعالم أصلا هنقدر نخرج من هنا ولا لا ، والمجنون ده واقف برا مستنينا و ناوي على الشر.
استسلمت وبدأت تحكي
بس صوتها كان كلها خوف ورعب وكأنها شافت عفريت ، وجسمها كله بيترعش وبتهته في كل كلمه بتقولها.
مش عارفه ده مين بس عارفة هو عايز مني ايه
عايزك منك إيه؟ قولي.
عايز يقتلني
ويقتلك ليه طيب انتي عملتيله إيه يخليه عايز يقتلك؟
معملتش دي أول مرة أشوفه فيها.
طب احكيلي الموضوع بالتفصيل ، جايز افهم حاجة من الكلام الملخبط اللي بتقوليه ده.
.اسمع طيب وحاول تركز معايا علشان مش هقدر أعيد الكلام تاني . لأني تعبانه أوي ومش قادرة أتكلم.
أنا كنت مروحه انا وماما وبنتي وجوزي ،كنا عاملين احتفال عيد ميلاد بنتي جنه،
في مطعم كنا فرحانين بيها علشان كملت ست سنين وده اول عيد ميلاد ليها وهي داخلة المدرسة حبينا نفرحها ونعملها حاجة تبقى ذكرى حلوة تفتكرها لما تكبر
قعدنا واتبسطنا وكان يوم جميل أوي مكنتش أعرف إنه هينتهي النهاية الفظيعة دي
بعد ما خلصنا سهرتنا ركبنا عربية جوزي وكانت البنت نامت زي عادتها مش بتستحمل السهر أبدا وكل ما نخرج بتنام مننا فى نص الخروجه. واحنا ماشيين على الطريق كانت الدنيا ضلمة شوية فى المنطقة دي ، فجأة بتطلع علينا عربية ،وبتقف قدام العربية بتاعتنا وتمنعنا اننا نعدي
جوزي قال
ده شكله وأحد سكران ومش عارف يسيطر على عربيته . خليكوا هنا وأنا هنزل اشوف في إيه
قولتله وأنا حاسة بخوف .
لا متنزلش ، الله أعلم العربية دي ممكن يكون فيها إيه.
هيكون فيها ايه يا بنتي ، زي ما قولتلك أكيد واحد سكران ومش عارف يسيطر على العربية .
والنبي متنزلش انا قلبي مقبوض وحاسة ان فى حاجة وحشة هتحصل.
يابنتي مفي….
قبل ما يكمل كلامه لقيت باب العربية اللي قدامنا بيتفتح ويخرج منها راجل غريب اول مره اشوفه كان طويل ونحيل الجسم بس شكله كان مريب أوي وكان في ايده مسدس وبدون اي مقدمات بيبدا يضرب نار على كل اللي في السيارة .
الرصاص كان بينزل علينا كأنه مطر وفجأة ضرب النار وقف ببص قدامى لقيت إن الراجل بيبص علي مسدسه تقريبا الطلقات اللي معاه خلصت. ببص حواليا علشان اطمن علي أهلي وهنا شوفت بعيني صدمة عمري ما هقدر اتخطاها.
امي وبنتي وجوزي كلهم ميتين ومحدش فيهم نجاة من ضرب النار ده غيري أنا معرفش ليه أصلا أنا خرجت سليمة و بتمنى إني كنت موت معاهم علشان أنا مش عارفه هعيش إزاي من غيرهم.
رجعت ابص للراجل تاني ولقيته بيمشي ناحية عربيته قولت لنفسي أكيد بيجيب منها طلقات وهيرجع علشان يخلص عليا انا كمان. وبرغم إني كنت خلاص مش عايزة اعيش تاني بعد ما أهلي وكل الناس اللى بحبهم ماتوا ولكن علشان كلنا عندنا خوف ازلي من الموت قررت إني أهرب، وفتحت باب العربية وبدات أجري، وهو خد باله وركب عربيته وبدأ يجري ورايا كنت زي المجنونه ومش عارفه اروح فين ولا أعمل إيه وهنا شوفتك بتجري انت كمان.
وكنت خايفة اوي تكون مع الراجل ده .
علشان كده مكنتش بتردي عليا.
ايوه متعرفش أنا مشاعري عامله ازاي من جوه أنا فجاة بقيت خايفة من كل الناس.
اي حد قدامي دلوقتي بحس انه عايز يقتلني
لا متخافيش مش كل الناس عايزة تقتلك، وأكيد هنعرف مين المجنون ده وهيتحبس بإذن الله ولا يتحبس إيه ده أكيد هيتعدم ومش مرة واحدة بس ده يستحق يتعدم اكتر من مرة
إن شاء الله بس قولي في حاجة غريبة عدت عليا ونسيت أسألك عنها
إيه هي الحاجة دي ؟





هو انت كنت بتجري ليه؟
لا مش مهم دلوقتي انا كنت بجري ليه المهم إننا لازم نعرف مين ده وعايز يقتلك ليه .
انا بصراحه مش عارفه جايز يكون في مشاكل بينه وبين جوزي في الشغل جايز هو مجنون عايز يقتلني وخلاص.
في حاجة اسمها عايز يقتلك وخلاص؟
ايوه في مجانين كتير ، القتل عندهم هواية بيحبوا يشوفوا منظر الدم قدامهم وبيحبوا يشوفوا الروح وهي بتخرج من إنسان قدامهم ، بيلاقوا متعتهم في ده .
أعوذ بالله حد تبقي متعته بالشكل ده ، أنا أعرف إن الواحد يلاقي متعته مع صحابه أو مع حبيبته أو حتي فى ماتشين كورة كده والدنيا بتمطر وتبقي أجواء أوروبية جميلة، ولكن حد يلاقي متعته في إنه يقتل دي حاجه مكنتش اتخيلها ابداً
لا في ، وفي اكتر من كده كمان، بس انت اللي بعيد عن العالم دي واتمني تفضل بعيد عنهم،
ياريت علشان أنا ركبي أصلا بتخبط في بعض من دلوقتي.
بعد ما بص حواليه اكتر من مرة قال عماد.
احنا مش هينفع نقعد هنا كتير ولا حتى صاحب العربية المجنون ده مش هيقدر يقعد كتير في الشارع بالشكل ده اكيد هيخاف حد يشوفه من أهل الشارع ويبلغ عنه وأكيد هيمشي، بس ده على ما افتكر يعني مش هيحصل قبل النهار ما يطلع.
فاحنا لازم نستنى هنا لحد الصبح ما يطلع ،وبعدين هنروح البيت عندي لحد ما نعرف هنعمل ايه. وازاي نتخلص من المجنون اللي ورانا ده. حاولي تنامي شوية وأنا هسهر جنبك هنا ، أخد بالي منك.
بتسمع ساره كلام عماد وتسند ظهرها على الحيط وتشبك ايدها في بعض وتحط راسها على ايديها وتحاول تنام.
عماد قاد جنبها بيفكر في المأساة اللي شافتها المسكينة دي . ازاي هتقدر تتحمل تعيش بعد اللي حصلها .
فجأة بتقوم سارة تقف مفزوعة وبتصرخ
لا لالا سيبني ، سيبني
ينتفض عماد هو كمان و يمسك أيدها
متخافيش ، متخافيش ، ده كابوس استغفري ربنا.
فتحت عنيها وبصت قدامها شافت عماد واتاكدت إنه مجرد كابوس مش حقيقة. بتهدا وبترجع تقعد مكانها تاني.
أنا جنبك متخافيش ، حاولي تنامي ومتفكريش في حاجة دلوقتي.
أنام ؟ أنا شكلي عمري ما هقدر أنام تاني في حياتي، انا كل ما اغمض عيني بيتعاد قصادي شريط اللي حصلي الليلادي من أول وجديد وكل مرة بنهاية مختلفة افظع من اللي قبلها.
ملقاش عماد اي كلام يقدر يواسها بيه بعد اللي قالته ده ، عشان كده اكتفي بأنه يقعد جنبها ساكت ويستني طلوع الصبح،
بعد اكتر من تلات ساعات بيطلع الصبح أخيراً وبيخرج عماد يبص في الشارع علي الراجل وعربيته. ولكنه مكنش موجود
وبدا الشارع يتملي بالناس .
اخد عماد البنت وخرج للشارع وكان بيبص فى وشوش كل الناس اللي يقابلهم فى الشارع بيدور على الشخص اللي كان بيطاردهم بالليل لدرجة إن الناس افتكرته مجنون في الآخر بيوصل على شقتهم وهو متردد خايف يكون حد لسه في البيت .
لكنه كان معتمد علي إن أمه بتشتغل مدرسة بتصحي تحضر الفطار وتفطر قبل ما تمشي وتسيب فطار لابوه علشان هو بيصحي بعدها .وبتنزل الساعة ستة الصبح شغلها وابوه بيشتغل في مصنع أغذية وبينزل على الساعة سبعة الصبح ومكنش عنده أخوات .
بيدخل البيت وفي ايده البنت ولاول مرة الحظ يخدمه وامه وابوه كانوا خرجوا.
حاول يفكر و يفهم ايه اللي بيحصل مع البنت دي ولكنه كان تعبان ومنهك وهي كمان كان باين عليها التعب والارهاق.





ناموا الاتنين وقبل ما يناموا سألها سؤال هو انتي اسمك ايه ؟
ردت بكلمة واحدة فقط أسمي/سارة.
بيصحي عماد على صوت خبط جامد جدا على باب اوضته.
قامت ساره وهي مرعوبة وماسكه في ملابس عماد وبتشد فيه وتقوله
متفتحش ده اكيد الراجل اللي عايز يقتلني وصلنا وجاي يكمل اللي بداه امبارح.
مسك عماد ايديها وحاول يطمنها وبصوت هادي قال.
أهدي مفيش حاجة، مستحيل ده يكون الراجل اللي عايز يقتلك.
وانت متأكد ازاي كده إنه مش هو ده باب مقفول ومحدش عارف وراه إيه ولا أنت معاه انت كمان.
معاه ايه بس يابنتي ، انتي شكلك نفسيتك تعبانه أوي.
فعلاً أنا حاسة إني فيا حاجة غريبة ومش قادرة اسيطر على نفسي ولا على تفكيري.
ولكن أنت مقولتيش، ازاي متأكد كده ان مش هو اللي بيخبط على الباب دلوقتي ؟
ببساطه كده ومش محتاجة ذكاء يعني وتفكير مباحث،
لو الراجل هو اللي برا مكنش هيخبط وكان هيكسر الباب علينا ، خصوصاً إن باب خشب وسهل يتكسر ، ده أكيد بابا او ماما رجعوا من الشغل ، وأكيد هاخد منهم طريحة التهزيق المعتادة فا استخبي بقي قبل ما يشفوكي وبدل ما يبقى تهزيق يبقى شروع في قتل.
بتهدا ساره وتدخل دولاب الملابس علشان محدش يشوفها.
وبيفتح عماد الباب وكان ابوه هو اللي بيخبط , وبدأ وصلة كبيرة من التهزيق والتعنيف لعماد علشان نومه برأ البيت امبارح. عماد متكلمش وكان بيسمع بس وهو مطاطي رأسه وبيبص في الأرض.
أنت كنت فين يااستاذ ؟ نفس أفهم بتهبب إيه الوقت ده كله بره البيت.
كنت مع أصحابي يابابا والوقت سرقنا.
الوقت اللى سرقك ولا أنت اللي معدوم الإحساس والمسئولية ، علشان تسيبني انا وأمك كده قاعدين طول الليل قلقانين عليك . وأمك عماله تقولي يمكن اتخطف ولا اتقتل لا قدر الله ، مش فاهم انا حد هيخطف بلوة سودة زيك يعمل بيها إيه.
يابابا هو أنا لوحدي الي كنت سهران ما كل صحابي كانوا سهرانين معايا يعني، ومحدش من أهاليهم بيعمل معاهم اللي انت بتعمله ده.
علشان دول عالم صيع وفشلة بتقارن نفسك بيهم ليه، أنت مش ناوي تتصلح أبدا ياخي عجبك حالك ده؟
لا يا بابا باذن الله هتصلح وهبقي تمام.
يارب ، بس يبقي حقيقي مش كلام زي كل مرة
بعد خمس دقايق تقريباً بينتهي الأب من تعنيف عماد وبيطلب منه إنه ينزل يشتري طلبات من السوبر ماركت عشان أمه تجهز لهم الأكل.
كان متردد ومش عارف يعمل ايه وازاى هيقدر يسيب "ساره لوحدها في البيت ، لكن كان لازم يسمع كلام ابوه وينزل وإلا هيشك إن فيه حاجة وممكن يدخل اوضته ويدور وساعتها هيلاقي سارة وقتها بقي الله أعلم أبويا ممكن يعمل إيه وطبعاً هيفهم غلط ومش بعيد يطلبي بوليس الآداب ، ما هو عمره ما هيقتنع إن دي واحدة واقعه في مشكله وأنا بساعدها ، أكيد تفكيره هيروح في حتت شمال كتير.
ولكن كان لازم يوافق ميقدرش يرفض ولكنه طلب من ابوه إنه يسيبه يغير هدومه وهينزل على طول.
بيدخل عمال الغرفة وبيفتح الدولاب وكانت سارة لسه قاعدة مكانها وسط الملابس. وشكلها غريب اوي تحسها طفلة صغيرة دخلت الدولاب علشان تلعب مش علشان تستخبي.
اسمعي هنزل اشتري طلبات للبيت وهرجع على طول خليكي مكانك ومتعمليش اى صوت خالص لحد ما ارجع علشان لو حد من أهلي شافك هقع في مصيبة وانا مش ناقص خالص الفترة دي.
هزت رأسها موافقة.
أرجوك بس متتاخرش ،علشان أنا خايفة أوي .
خايفة من إيه بس متخافيش.
مش عارفة ولكني حاسة بخوف شديد أوي ، وحاسة إن في اي لحظة الراجل هيدخل من باب الاوضه ويطلع مسدسه ويكمل اللى معرفش يكمله امبارح ويقتلني.
لا متخافيش هو مشفناش واحنا بندخل العمارة هنا يعني.
وافرض شافنا؟
شافنا إزاي بس وهو مكنش موجود يابنتي
يمكن كان مستخبي واستني لما نخرج من المكان اللي كنا مستخبيين فيه وبعدها هيطلع يقتلنا
ماشي حتى لو كان مستخبي وشفنا ياستي واحنا خارجين من العمارة التانيه وبندخل العمارة دي، فأكيد مش هيعرف إحنا في انهي شقه ، ودي عمارة فيها اكتر من 15 شقة ،ايه هيقتل كل الناس بقي .
مش عارفه بقي، بس انا برضه مش مطمنه.
لازم تطمني متخافيش أنا مش هتاخر.
بيقفل الدولاب مرة تانية و ينزل علشان يشتري الطلبات واتوجه لأقرب سوبر ماركت عشان ميتاخرش علي سارة
اول ما دخل السوبر ماركت بدا يدور بسرعة على الطلبات اللي محتاجينها وكأنه في مسابقة. وكان بياخد اي حاجه تيجي قدامه ويحطها فى سلة المشتريات اللي كانت في ايده.
وفجأة بيظهر قدامه الشخص اللي كان عايز يقتلهم امبارح.
وقف عماد متسمر في مكانه من المفاجأة.
والقاتل بيقرب منه خطوة وراء خطوة.
بيفكر عماد بسرعه وبيرمي عليه علب التونه اللي كانت قدامه وبيجري بسرعة يخرج برأ السوبر ماركت.
ولكن الراجل كان وراه برضه فضل عماد يجري والراجل بيجري وراه.
كل ما يدخل شارع جديد يبص وراه يلاقيه لسه بيطارده
كان في سيناريوهات بشعه بتدور في راس عماد عن اللي هيحصله لو الراجل ده مسكه أكيد هيقتله ، أو هيعذبه في الأول علشان يعرف منه مكان سارة ، ويروح يقتلها هي كمان ، ولو وصل البيت تبقي مصيبه اكيد هياذي امه وابوه هما كمان ما مش معقول يسيبهم يعني .
مع الوقت بدأ عماد يتعب ويحس إن نفسه هيتقطع ولكنه لسه بيجري خلاص مش قادر يتنفس هيموت لو جرى خطوة واحدة كمان.





بيقف غصب عنه وكان بيلتقط أنفاسه بالعافية وكأنه كان بيغرق وحد أنقذه.
بحاول الراجل يقرب منه بخطوات هادية لكنه بيرجع لورا هو كمان وكل ما يقرب منه يرجع اكتر لحد ما لقي نفسه خبط في حيط وراه وهنا ادرك عماد إن مفيش مفر ، وإنه خلاص هيموت لا محالة،
بيقرب منه الراجل بكل ثقة ويحط ايده على كتفه ويقول .
الله يخربيتك قطعت نفسي معاك .
يعني كنت عايزني اقف واسيبك تموتني؟
أموت مين ياض يا اهبل انت ؟ وأنا أعرفك منين علشان اموتك!!
معرفش لكني عارف إنك عايز تقتل سارة وتقتلني علشان بحميها منك.
اه ! هي فهمتك إني عايز اقتلها .
أمال إنت عايز إيه لو مش عايز تقتلها وبعدين ما انت قتلت أمها وبنتها وجوزها كمان.
ياراجل يعني هي اللي قالتلك كده وانت صدقتها كده يا اهبل
أيوه هي اللي قالت ولازم أصدقها وانا شايفك بنفسي بتجري وراها بالعربية وعايز تموتها وتموتني معاها
بس بس اهدي يابني واطلع من الأفلام اللي عيشتك فيها دي،
لا مش أفلام ، انت عايز تموتها فعلاً علشان بتستمتع بده
بيضحك بصوت مرتفع
طب لو قولتلك إن أنا محمود جوزها اللي المفروض إني قتلته ده ،هتعمل ايه؟
جوزها ازاي يعني مش فاهم؟ ماتقول كلام يدخل العقل ياعم أنت.
اهدي بس هفهمك، لو انا عايز اقتلك هرغي معاك كل ده ليه ما كنت قتلتك اول ما وقفت وخلاص.
بيسكت عماد بعد ما بدأ يقتنع بكلام محمود.
ياسيدي أنا جوز سارة، وهي تعبانة من زمان.
تعبانه ازاي يعني، وتعبانه من إيه؟
تعبانه في دماغها قالها بعصبية محمود وبعدين كمل بهدوء لما حس إنه بيتعصب على واحد ملوش ذنب..
ياعم اسكت شوية علشان افهمك.
ماشي هسكت خالص اتفضل فهمني تعبانه ازاى فى مخها . عشان مفهمتش .
سارة مريضة نفسياً و بتتعالج بقالها سنين ولما العلاج مجبش نتيجه معاها قررت إني ادخلها في مصحة نفسية لكنها على طول كانت بتهرب وبتعمل مشاكل
عشان كده اخدت اجازة من شغلي
وفضلت متابعها عشان متهربش وتعمل مصيبة .
تعمل مصيبة إزاي ؟ دي تعبانه يعني يوم ما تأذي حد هتاذي نفسها بس يعني.
لو فهمت طبيعة مرض ساره مكنتش هتقول كده.
طب وضحلي الموضوع اكتر.
ساره عندها مرض نفسي نادر شوية بيخليها دايما شايفة وحاسة إن اللي قدامها ده عايز يقتلها حتى اقرب الناس ليها.
وهنا بدأ عماد يفتكر قد ايه هي كان خايفة وحاسة إنه عايز يأذيها واتهمته إنه مع محمود اللي عايز يقتلها برغم إنه كان بيساعدها وواقف جنبها ولكن وقتها هو مركزش مع الموضوع أوي وقال لنفسه إن ده أكيد من أثر الصدمة يعني.
بيحرك محمود ايده قدام وش عماد ويقول
إيه ياعم روحت فين؟
معاك ,معاك ، بس كنت بفتكر حاجة كده بتأكد كلامك.
واتاكدت يعني إني مش بكدب عليك؟
أيوة اتأكدت .
طيب، المهم دلوقتي إننا لازم نلاقيها وبسرعة علشان انا في جزء خطير لسه مقولتش عليه.
جزء خطير! قول ياعم ماهي كده كده باظت خلاص
المرض اللي عند سارة مش بس بيخلها تفتكر إن اللي قدامها عايز يقتلها لا بيخليها تحس إنها لازم تدافع عن نفسها كمان .
يعني ايه مش فاهم ؟
يعني بتحاول هي تقتل اللي قدامها قبل ما هو اللي يقتلها زي ما هي بتتوهم كنوع من الدفاع عن النفس يعني.
انت بتهزر صح؟
والله بتكلم جد ، وده وقت هزار أصلاً
يابني سارة كان عليها حكم اعدام لما قتلت بواب العمارة بتاعتنا لما افتكرته عايز يقتلها ولكن علشان هي عندها مرض نفسي متحاكمتش فدخلت المصحة بدل السجن ولكن قدرت تهرب منها امبارح وانا عرفت وكنت بطاردها عشان أرجعها وقبل ما أمسكها جيت حضرتك بمنتهي الغباء وهربتها مني.
وانا هعرف منين يعني كل ده انا شوفت واحدة بتجري بالليل وخايفة لازم اساعدها يعني وإلا هبقي ندل.
طيب هنتكلم كتير ولا نروح نجيبها قبل ما تعمل مصيية؟





ثواني بس مش يمكن انت بتكدب عليا ؟
يخربيتك بعد كل اللي حكيته ده بتقولي كده بص يا عم امسك ادي بطاقتي وادي بطاقتها وادي قسيمه الجواز مبمشيش من غيرهم علشان محدش بيصدق زيك كده.
بعد ما يبص في الأوراق عماد بيقول بصدمه
يانهار اسود دنا سايبها مع امي وابويا لوحدهم في البيت.
طب أجري بقي قبل ما يحصلوا البواب.
بيجري عماد ومعاه محمود اول ما بيوصلوا البيت بيلاقي عماد سارة واقعة على الأرض ورأسها متعورة .
وأبوه قاعد جنبها وفي خرابيش كتير في وشه وأمه مغمى عليها جنبهم.
يجري يجيب برفان من اوضته عشان يفوق أمه ومحمود بيدور حوليه على أي حاجة ينفع يربط بيها سارة واما ملقاش حاجة خلع من على راسها الطرحه بتاعته وبدأ يربط سارة من ايديها كويس عشان متهربش منه مرة تانية.
عماد بعد ما يفوق أمه ويتاكد إنها كويسة
بياخدها من ايدها وقعدها على الكرسي
وبيبص لابوه اللي كان قاعد على الأرض ويسأله.
إيه اللي حصل؟
معرفش، بنت المجنونه دي انا قاعد فى الصالة بتفرج على التلفزيون، ولقيتها طالعة من اوضتك فجأة ،ويادوب بسالها انتي مين وبتعملي ايه هنا ؟ لقيتها هجمت عليا زي المسعورة وبدأت تخربشني فضلت اقاومها لكنها كانت مجنونة فعلاً وقوية في نفس الوقت ، ولقيتها بتحاول تقتلني،
مكنش قدامي غير إني اضريها علي رأسها بطفاية السجائر وإلا كانت هتموتني وأمك مسكينة زي ما انت عارف إن قلبها ضعيف وبتخاف من اي حاجة.
أول ما شافت المنظر ده قدامها أغمي عليها
انا لازم اعرف مين دي ودخلت هنا إزاي ؟ وهل انت ليك علاقة بيها ولا لا؟ وبعدين مين اللي معاك ده ؟
بيتكلم محمود
وبيحكي القصة من بدايتها لوالد عماد .
وهنا بيمسك والد عماد ابنه من رقبته ويقول
يعني فاشل ومش نافع في حاجة وعديناها، إنما تجبلي واحدة مجنونة ، كانت هتموتنا لحد بيتي ليه يا ابن الكلب هو أنا كنت بربيك في دار أيتام ولا كنت بطفي سجائر في جسمك وأنت صغير عشان تعمل فيا كده..
تمت بحمد الله**

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-