جديدنا

قصة ويجعل من يشاء عقيما

 قصة ويجعل من يشاء عقيما




نتمني لكم قراءة ممتعة
نرجو التفاعل للتشجيع علي الاستمرار
_______
الحلقة الاولي
كنت في السادسة عشر من عمري عندما تزوجت حامد ابن صديق والدي.
كان حامد حاد الطباع لا يبتسم الا قليلا
عشت معه سنة ونصف السنة لم اسمع منه كلمة حب.
كانت حياتنا رتيبة بكل ما تحمل الكلمة من معنى،لكني وجدت عزائي في والدته التي اغدقت علي من الحنان ما جعلني اصبر على قساوة ابنها.
أخبرني حامد منذ الشهر الاول من زواجنا بأنه يريد أن يصبح ابا و يفضل أن يكون ولدا لا بنتا
أخذنا بكل الاسباب لكننا لم نتوفق
كل الاطباء الذين عرضني عليهم قالوا لا يوجد عيب واضح عندي ونصحوه بالخضوع لبعض
الفحوصات، لكنه كان يرفض و يعتبر ذلك اهانة لرجولته وادفع أنا فاتورة ذاك الغضب واسمع منه من الشتائم ما لا تطيقه نفس.
تزوج حامد من اخرى وتركني مع والدته التي أقسمت أن تترك البيت اذا طلقني
أصبح يتفقدنا من حين لاخر مرة برفقة زوجته ومرة بمفرده دون أن يعيرني أي اهتمام
أحسست بالاهانة من تصرفاته فقررت أن أعامله بالمثل فأصبحت اتجاهله تماما، كما كنت أضع غطاء الرأس في وجوده مما أثار غضبه بشكل لم يتوفق في اخفائه.
كعادتي استيقظت فجر يوم من ايام الربيع للصلاة و اعداد القهوة لخالتي التي تحب أن تشربها في هذا الوقت المبكر.
كنت في المطبخ حين دخل حامد فجأة والقى السلام مما جعلني أقف متسمرة في مكاني فانا لم اكن اعرف أنه نام عندنا الليل.
كان يرتدي ملابس النوم سروالا قطنيا ازرق اللون وقميصا ابيضا بلا اكملام من القطن ايضا، اما لحيته فقد كشفت من اهمالها كل معاناته في بيته الثاني من مشاكل.
كان ينظر الي وكأنه يراني للمرة الاولى وبدأ يقترب شيئا فشيئا حتى كاد يلتصق بي مماجعلني ارجع بعض الخطوات الى الوراء حتى كدت اصطدم بالطاولة.
استمر في الاقتراب ونظراته تلتهم وجهي وجسدي لدرجة شعرت معها بالتوتر، حاصرني في ركن يصعب فيه الافلات ووضع يده على شعري ثم همس في اذني: اشتقت اليك. أول مرة إسمع همس حامد الدافئ بدل الصراخ الذي كان يدخلني في حالة رعب يتصبب منه جسمي عرقا كشلال.
حاولت التملص لكنه حاصرني بشدة وأمسك بدقني محاولا رفع رأسي اليه لكني قاومته وقلت بصوت مخنوق: ستبرد قهوة خالتي دعني اذهب ارجوك.
في لمح البصر عاد العبوس الى وجه حامد المألوف، نعم هذا هو وجهه الحقيقي الذي اعرفه.
عض على شفته السفلى و ضرب الحائط بقبضة يده بينما هو يقول لي: فلتذهب انت والقهوة الى الجحيم، يا مدام أنا زوجك ولي عليك حقوق وطاعة الزوج واجبة يا!!!!مدام
قلت في نفسي عن اي حقوق يتحدث هذا الاحمق؟؟ ابعد ثمانية أشهر من زواجه وهجره لي تذكر انه زوجي؟؟؟؟ أين أنا من هذا الزواج حين كان يدخل هذا البيت ويده في يد عروسه غير آبه بمشاعري؟؟ يقبل يدها أمام عيني و يداعبها وكأنني كرسي لا احساس لديه. ألست من قال عنها ذات مساء حين طلبت منه خالتي أن يعدل بيننا: لا حاجة لي بها لولاك لما كانت هنا اصلا؟؟ واليوم أنا زوجته، بل لعبته التي تركها على الرف وحين ضاعت منه لعبه تذكرها في لحظةاشتعلت فيها فتيل رغبته من هجر زوجته له .نعم أنا عجلة الاحتياط التي يمكنه استعمالها مؤقتا حين لا يجد عنها بديلا. قطع حواري مع نفسي صوت خالتي التي دخلت علينا تسأل عن مصير قهوتها،فما ان رأته حتى رمقته بنظرة عتاب جعلته يخفض رأسه ويخرج.
لاحظت خالتي ارتباكي فضمتني اليها وقالت لا تخافي يا صغيرتي اني معك .
وكأنها مسحت كل الخوف بداخلي بكلماتها العذبة النابعة من أعماقها،انها أمي الثانية وليست أم رجل من المفترض أنه زوجي وقد أحببتها كما تحب الفتاة أمها.
يتبع...
قصة
(ويجعل من يشاء عقيما)
الحلقة الثانية
للتشجيع علي الاستمرار
دوس اعجاب وعلق ب10 ملصقات
________
في المساء تسلل حامد الى غرفتي عندما كنت مشغولة بنشر الغسيل وما ان دخلت الغرفة حتى امسك بي كما يمسك الوحش بفريسته. أغلق الباب بسرعة ولم يترك لي مجالا للهرب منه.كان مضطربا و يتصرف بحماقة اثارت تقززي .
قاومته بكل ما أملك من قوة الشيء الذي اثار غضبه فانهال عليا بالضرب والركل، حاولت في البداية ان أصرخ لكن صوتي لم يخرج من حنجرتي كحمامة مذبوحة تحاول أن تطلب النجدة.
استمر في ضربي وركلي وأنا صامتة لم أقو على فعل شيء. فجأة شعرت بقوة في نفسي تدفعني للتحدي لم أعد أميز موضع الالم في جسدي . رأيت الدم ينفجر من فمي و انفي .استجمعت شجاعتي ودفعت برأسي اكثر نحوه وقلت له: اضرب كما تشاء هذا جسدي الضعيف أمام قبضتك لكنك لن تنال منه ما يطفئ عطش رغبتك حتى لو قتلتني.
توقف و كأنه استعاد وعيه فجأة ، نظر الي بعيون أقسم اني رأيت فيها الجبن والخوف لاول مرة. كانت عيوني ما تزال تحدق فيه بكل جرأة و قوة وكأنني من أوسعته ضربا وليس هو،وكأنني أنا الوحش الذي افترس الارنب الضعيف بلا رحمة ولا شفقة.
حاولت أن أقف على قدماي لكنهما لم يكونا في قوة نظراتي فبقيت مرمية على الارض كقشة بالية.
خلف الباب كانت خالتي تصرخ وتطلب منه الخروج، لم يرد عليها مما زاد قلقها وغضبها. قالت اقسم بالله ان لم تفتح الباب اكن غاضبة عليك الى يوم الدين. ما ان اكملت جملتها حتى ركض وفتح لها، ركضت بدورها الي وهي تضرب على وجهها و تصيح : لا حول ولا قوة الله بالله!!!! قتلتها يا مجرم !!!قتلتها.
كان أخر ما سمعته قبل أن أغيب عن الوعي.
في حديقة الحي حيث العشب الاخضر وبعض من اشجار الزيزفون علقت عليها مراجح،كان الاطفال يندفعون اليها ثارة وثارة اخرى يركضون،يقذفون الكرة واصوات ضحكاتهم تتعالى
هناك وقفت طفلة ترتدي فستانا قصيرابلون الزهور وحذءا ابيضا تمسك بدميتها الشقراء ذات الجدائل الطويلة. نظرت الي و ابتسمت نادتني :تعالي نلعب،ابتسمت بدوري واقتربت منها فامسكت بيدي وقالت:واخيرا عدت!! حسنا فعلت ابق هنا معي ولا تتركيني مرة اخرى. قلت لها سأفعل اعدك.
ركضنا حتى تمكن منا التعب ثم استلقينا على المرج و علقت اعيننا في السماء نتأملها
فجأة سمعت اصواتا واحسست بيد تتلمسني وكأنها تبحث عن شيء ضاع منها في جسدي.
فتحت عيني و نظرت حولي اتفحص مكان وجودي، اختفى المرج و الورود و الطفلة ذات الفستان بلون الزهور وحل محلهم ضوء مصباح خفيف،سرير لشخصين بغطاء أبيض اتمدد عليه كجثة تنتظر دفها،خزانة من الخشب في الزاوية، نافذة صغيرة حجبت عن العالم الخارجي كل القهر الذي عانيته في هذا السجن الانفرادي. تسلل الي مسمعي صوت امرأة ينتحب، اعرف هذا الصوت!!!انها خالتي!!! ادرت رأسي نحوها و حاولت أن ابتسم لكني شعرت بالالم في وجهي.
في الصباح قررت أن أكسر حاجز الصمت الذي لزمته منذ دخلت ما يطلق عليه بيت الزوحية، لم اشكو مرة لاهلي ما اعانيه من هذا الزوج الاناني حتى عندما تزوج وهجرني لم أخبرهم الا برغبته في الولد.
الو بابا ارجوك تعال خذني.كانت الجملة الوحيدة التي نطقتها قبل أن اجهش بالبكاء مما أصاب والدي بالذعر وما هي الا ساعة واحدة حتى طرق الباب بصحبة امي التي ركضت الى غرفتي وما ان رأتني حتى تسمرت في مكانها من هول ما رأت
كانت الكدمات قد غيرت ملامح وجهي.
دخل والدي بدوره فاتسعت عياناه من الدهشة حول نظره الى خالتي وقال : ماهذا يا أم حامد؟؟؟
ماذا فعلت ابنتي لتعاقب بهذا الضرب المبرح؟؟؟؟
اخبريني ماذا فعلت يا أم حامد وأقسم ان ازيد فوق ضربها هذا ما يشفي غليلكم؟؟؟ فقط اخبريني.
سكتت خالتي لحظة ثم قالت والدموع تتساقط على خدها كغيث يثوق لعناق ارض يفتقدها: منذ دخلت ابنتك هذا البيت لم نر منها الا ما يثلج القلب و يسر الخاطر. كانت لابني الزوجة المطيعة الوفية لكنه لم يقدر هذه النعمة.
أُشهد الله أنها اصيلة وخلوقة والعيب ليس فيها وانما في ابني .قالتها و انتحبت فاحسست بقلبي ينفطر عليها.
واصلت كلامها و هي تمسك بصدرها وكأنها تخاف أن يسقط قلبها: خذ ابنتك فنحن لا نستحقها ولا نستحق نسبكم،تستطيع ان تبلغ الشرطة بامر هذا الاعتداء. عم الصمت لحظات قبل أن ينطق ابي قائلا: لا يا أم حامد لن نقحم الشرطة في علاقتنا ونحن الذين نعتبر الاهل قبل حتى هذه المصاهرة، كان أبو حامد رحمه الله أخا وليس فقط صديقا. بعد اذنك ابلغي حامد اني انتظر ورقة طلاقها بالمعروف ودون اية بلبلة. أومأت خالتي بالموافقة و نظرت الي نظرة أم تودع ابنتها.
كان الوداع حارقا لقلبي وقلبها،كانت وستبقى أمي التي لم تلدني ولن انساها أبدا.
غادرت بيت حامد وانتابني شعور غريب ما بين الحزن والفرح، حزن لفراق حماتي و فرح بالتحرر من قيود زواج لم أحمل منه ذكرى جميلة .
بعد عدة جلسات بالمحكمة و فشل محاولة الصلح حكم القاضي بالطلاق.
ورقة جعلت مني جارية واخرى وضعتني في خانة المغضوب عليهن في مجتمعنا الذي يعتبر طلاق المرأة وصمة عار على جبينها. فمبالكم اذا كانت المطلقة عقيم؟
يتبع....
قصة
(ويجعل من يشاء عقيما)
الحلقة_الثالثة
نرجو من الاصدقاء التفاعل
لايك وتعليق فضلا وليس أمرا
للتشجيع علي الاستمرار
_______
عانيت الكثير من ثرثرة النساء وفضول الجيران وكأنني المرأة الوحيدة التي لم تلد في هذا العالم
وأكثر ما أحزنني هو نظرة الخوف من الحسد في عيون الحوامل من صديقاتي وحتي قريباتي.
اعتزلت ذلك العالم المنافق الذي لا يرحم و بدأت في اقتناء الكتب التي وجدت فيها المؤنس و الصديق.
قرأت في الادب والفلسفة، الشريعة و التأريخ،حتى عن العقم قرأت.
لم يبخل يوما علي ابي بثمن الكتب، بل كان يختار لي البعض منها بنفسه. لازمه الشعور بالذنب و الشفقة اتجاهي. كيف لا وهو من ارغمني على الزواج من ابن صديقه بحجة أنه اعطى وعدا لن يرجع فيه. أما أنا فكنت ارى ان ما حدث قضاء وقدر لا يرده حزن ولا ندم.
أمي المسكينة لم تتقبل لحظة أن يشار الي كعقيم، كانت تصرخ في وجه من يحدثها بهذا الشأن وتقول: ابنتي ليست عقيم. الاطباء قالوا لا يوجد لديها عيب واضح، وهناك فرق بين عقم و تأخر الحمل، ممكن يكون السبب نفسي و ربما من حامد لما لا؟؟؟
مضت ثلاث سنوات على طلاقي تغيرت أشياء كثيرة في حياتي و الجميل أن الناس انشغلت عني بقصص اخرى و تركتني وشأني أعيش في سلام داخلي وخارجي.
أكثر الاوقات سعادة بالنسبة لي تلك التي اقضيها في المكتبة حيث الهدوء و القصص المتنوعة المثيرة على الرفوف. كنت اشعر أنها تلوح لي و تقول: أنا هنا تعالي. مجنونة أنا أصبحت هكذا اقول مع نفسي واضحك احيانا.
رن الهاتف سارعت الى غسل يدي لارد لكن امي سبقتني. اهلا أم نزار كيف حالك؟ثم تحول صوت امي الى وشوشة غير مسموعة. كل ما سمعته هو كلمة (لكن)(اها) ( لا ادري)(خير ان شاء الله)ثم انتهت المكالمة
عادت أمي الى المطبخ و قد بدا القلق واضحا عليها.
ماذا هناك يا أمي؟ سألتها فردت علي: أم نزار تقول أن هناك عريس لك من معارفهم.
رميت المنشفة من يدي بعصبية وقلت لها لا اريد أن أتزوج يا أمي لا اريد.
ردت علي: يا بنتي الزواج ستر للبنت فكري في المستقبل، لا أنا ولا والدك سندوم لك
قلت لها يا أمي لا يعلم الغيب الا الله ولا أحد منا خالد فيها، يا أمي لما نوجع رؤوسنا بقصص تنسيناها. هذا العريس سيهرب لمجرد أن يعرف أني مطلقة وعقيم.
صاحت امي بوجهي: لست عقيم و ام نزار قالت بأنها أخبرته بقصتك ولا مانع عنده. اصلا هو ارمل وله ولد وبنت.
نعم نعم فهمت الان يا أمي. قلتها والدموع تخنقني ، قاطعتني قائلة:لا يذهب عقلك بعيدا الرجل في بداية الاربعين من العمر، ليس عجوزا كما تخيلت.
بعد يومين زارتنا أم نزار رفقة الجماعة
في غرفتي جلست انظر الي الفساتين التي وضعتها أمي على سريري لاختار منها واحدا ادخل به على الضيوف. تذكرت هذا الموقف من خمس سنوات مضت عندما زارنا حامد وأمه خالتي الطيبة، انتابني شعور بالتقزز و أنا أتخيل نفسي مرة أخرى أدخل على الضيوف ليعاينوا البضاعة ثم يقررون هل سيشترون أم ينصرفوا عنها لبضاعة أخرى.
تسألت مع نفسي لما تتعب الفتاة نفسها وتتزين لرجل مادام الامر سينتهي بها خادمة في بيته وجارية يشبع بجسدها رغبته ليلا احيانا حتى دون ان ينظر اليها؟؟؟؟
حسمت الامر وقررت الا اعيد الكرة. عقيم مطلقة، لكني انسان يحق له اتخاذ قراراته وأن يحفظ كرامته. لن اسمح لاحد أن يهينني مرة اخرة.
أخرجت عباءة سوداء فضفاضة من الخزانة لبستها ووضعت حجابا رماديا من القطن ثم جلست انتظر اذن امي لي بالدخول على الجماعة.
كاد يغمى عليها عندما رأتني. ضربت على فخديها بيديها وقالت: اتريدي أن تفضحينا؟؟؟ اهكذا ستقابلين الرجل الذي جاء لخطبتك؟؟؟ قلت لها بل جاء ليعقد صفقة في سوق النخاسة. نظرت الي في استغراب وقالت: سوق نخاسة؟؟؟ الله يسامحك يا بنتي. على العموم هذا ليس وقت النقاش. غيري ملابسك و ادخلي على الجماعة وفيما بعد نتحدث. لن نجبرك علي شيء لا تريدينه. فقط الله يستر عليك لا تفضحينا أمام أم نزار والجماعة.
شعرت بشيء من الذنب اتجاه والدتي فقمت ولبست فستانا طويلا بسيطا باللون الازرق البحري، وضعت ميك اب خفيف و حجابا بيج ثم دخلت على الضيوف.
قطع دخولي عليهم حديثهم وتحولت انظارهم الي
فأحسست بالعرق يتصبب مني خجلا. قامت أم نزار من مكانها وهي تقول اهلا بعروستنا، أمسكت بيدي واجلستني بجانبها. عندما رفعت رأسي كان سمير أمامي مباشرة ينظر الي و على وجهه ابتسامة. ادركت حينها أن تصرف أم نزار كان مقصودا.
كنت استرق النظر من حين لاخر الى سمير واحيانا تتقابل نظراتنا فيبتسم لي غير آبه بالعيون التي تراقبنا.
جاهدت نفسي كي لا انظر اليه، لكن وسامته كانت تغري عيوني. كيف لي أن أتجاهل ذاك اللمعان في عيونه العسلية؟ شعره الناعم و ابتسامته التي كانت تضيء سمار بشرته فتسحر الناظر ولا يملك الا أن يقول سبحان ابداع الخالق فيما خلق.
شتان بين عبوس حامد وابتسامة سمير التي أسرت قلبي من أول نظرة.
دخلت في صراع مع نفسي، الوسامة ليست كل شيء. ماذا لو كان كل الرجال علي شاكلة حامد؟؟؟ ماذا لو أهنت وضربت مرة أخرى؟ الطلاق!!! لا يمكنني أن أتحمل لقب مطلقة للمرة الثانية لا!!! لا!!!! لن أتزوج لا لن أفعل.
يتبع..
قصة
(ويجعل من يشاء عقيما)
ف انتظار رأيكم وتفاعلكم
_____________
دون أن ادرك وجدت نفسي أفكر في سمير، نظرته وابتسامته لا تفارقاني، صوته يرن في اذني كمعزوفة رومانسية.
مر اسبوع على زيارته لنا لم اتذوق ليلة من لياليه طعم النوم. لا مزاج لي لشيء حتى القراءة.
أما أمي فلا حديث لها الا عنه. أخبرتني عشرات المرات عن الحادث الذي فقد فيه زوجته، عن موت والديه وهو في الخامسة من العمر وكيف اعتنت به أخته الوحيدة عفاف، عن ابنائه صفاء ذات الثانية عشر ربيعا و أحمد الذي بلغ منذ شهر السادسة من عمره.
كنت استمع اليها دون أن انبس ببنت شفة.
اتخذت قراري.سأتزوج سمير وأتحمل هذه المرة مسوليتي بنفسي. لن يتذمر من عقمي، هو أب ولا أظنه متعطشا للمزيد، والا ما كان اختارني انا دون غيري.
سأعتني بصفاء وأحمد وكأنهم ابنائي.
قطعت أمي حبل أفكاري عندما دخلت علي فجأة وطلبت أن تتحدث.
كنت اعرف ما تريد لكني تركتها تفتح الموضوع بطريقتها.
قالت: يا بنتي تأخرنا بالرد على الجماعة وأم نزار أخبرتني أن سمير اتصل بها أكثر من مرة.
أمسكت بيدها ووضعتها على صدري وقلت لها: أنا موافقة يا أمي.
لم تتمالك المسكينة نفسها فحضنتني بقوة و هي تردد الله يسعدك يا بنتي، وكأنها تذكرت شيئا قامت مسرعة باتجاه الهاتف. ألو أم نزار وافقت وافقت.
في أقل من أسبوع تم عقد القران ووجدت نفسي أنتقل الى بيت سمير.
ما أجمل الحياة حين تمسح السعادة كل آثار الجروح القديمة.
كان سمير كريما معي بنبل اخلاقه وعاطفته الصادقة التي جعلتني أهيم به حبا تعجز كل الكلمات عن وصفه.
كان يكدر قليلا صفو سعادتي نفور الاولاد مني، لكني تحملت و اجتهدت لاتقرب منهما.
شيئا فشيئا زالت الحواجز بيننا، اصبحت صفاء تشاركني بعض اسرارها الصغيرة و لا تمانع في الخروج معي للتسوق.
اما أحمد فقد تعلق بي لدرجة لم اتوقعها. لا ينام الا وأنا بجانبه أقرأ له قصة من قصص الاطفال. وفي الصباح يركض الى غرفتي فيتسلل الى الفراش بيني وبين والده و يتظاهر بأنه نائم.
هي العائلة التي تمنيتها دائما. كم كنت سأخسر هذه اللحظات لو رفضت الزواج من سمير.
في احدى الامسيات بينما كنا نجلس كالعادة نتابع برنامجنا المفضل ( من سيربح المليون) أخبرني أنه اخذ لي موعدا باحدى عيادات الامراض النسائية. صعقت من سماع هذا الخبر. بدأت دقات قلبي تتسارع التفت اليه وقلت له بعصبية: لا أريد أن اذهب الى اي مكان، سمير أنت تعرف وضعي وقبلتني كما أنا؟؟؟ لما تريد أن تفتح بابا أقفلته من سنين؟ ضمني الى صدره وقال لي: حبيبتي اهدئي ارجوك، كل ما في الامر أني أريد أن نعرف ما هي الموانع. قاطعته: الموانع اني عقيم يا سمير. ضربت بيدي على بطني بقوة وأنا اقول: لا أستطيع أن أحمل لك ولدا هنا. لماذا تريد أن تعذبني حرام عليك.
دخلت في نوبة بكاء لساعة من الزمن عجز فيها عن اخراجي منها فبقي متسمرا في مكانه.
في الصباح خرج الى عمله دون أن أشعر به
فتحت عيني وتحسست بيدي مكانه فلم أجده. المرة الاولى التي يغادر فيها البيت دون أن يتناول الفطور معي ويقبل جبيني.
شعرت بالندم و الخجل مما فعلته الليلة الماضية
حاولت الاتصال به لكن هاتفه كان مقفلا.
انتظرت عودته بفارغ الصبر وما أن أقبل حتي ارتميت في حضنه كطفلة تهرب من العقاب بالتودد.
قبل جبيني وابتسم لي ابتسامته البريئة وقال لم اعرف أنك عصبية.
خفضت رأسي خجلا وقلت أسفة حبيبي. متى الموعد؟
بعحالة أخذت حماما ساخنا و شربت القهوة بينما انا البس ملابسي. سمير يستعجلني ويقول الساعة الان الثامنة والنصف لم يبق لنا الا نصف ساعة على الموعد، وانت تعرفين حركة المرور صباحا.
خرجنا بسرعة في اتجاه العيادة.
بعد وابل من الاسئلة التي طرحتها علي الطبية
أخضعتني للفحص بالسونار، جهاز لم يسبق لي أن جربته من قبل.
طلبت مني اجراء بعض التحاليل والعودة اليها بعد اسبوع.
عندما عدنا المرة الثانية أخبرتني بوجود انسداد بقناة الفالوب اليسري وهذا ما منع الحمل كل هذه السنين، الحالة تتطلب عملية جراحية ليست صعبة ولا مكلفة.
انفرجت اسارير وجه سمير وقال لها: ايمكنها أن تحمل بعد العملية؟ قالت باذن الله نعم.رد: يعني زوجتي ليست عقيم؟؟ قالت: عقيم؟؟؟؟؟ من قال بانها عقيم اصلا؟ نظرت الي وقالت: يا مدام لست عقيما، انما هو مشكل بسيط تعاني منه الكثير من النساء و يحل عادة بالجراحة.
كنت في حالة ذهول. لم اقو على الرد. شعرت برعشة في جسدي وأنا اردد في داخلي: لست عقيما. وددت لو اصرخ باعلى صوتي فيسمعني هذا العالم الذي ظلمني. اريد ان اطرق ابواب الجيران واضع عيني في عيونهم واقول: انا لست عقيما
لم اعد اسمع حوار سمير مع الطبيبة.
غرقت في بحر التخيلات. رأيتني ادخل بيت حامد اركله كما ركلني، اضرب وجهه حتى ينزف وأنا أقول له لست عقيما.
أحسست بيد تمسكني نظرت حولي وجدت سمير يقول لي مبارك يا عمري مبارك.
خرجنا من العيادة وانا مازلت في حالة ذهول. تذكرت أمي وايمانها القوي بأنني لست عقيما. أمنت ببراءتي و كفرت أنا بها. ياه كم هي عظيمة الام .قلت لسمير خذني الى أمي ارجوك.
عانقتها وبكيت فبكت وبكى ابي وسمير.
أجريت عملية قناة الفالوب وكللت والحمد لله بالنجاح. كانت سعادة سمير اكبر من سعادتي
مر الشهر الاول، الثاني والثالث دون حدوث اي حمل لكن الامل كان رفيقنا. في الشهر التاسع بدأ القلق يتسرب الى قلوبنا.
عدنا من جديد الى الطبيبة. استغربت، فحصتني بالسونار، الامور جيدة و الفالوب نظيف!!!!
نظرت الى سمير و ترددت قبل أن تطلب منه الخضوع لبعض التحاليل. نظر اليها مستغربا وقال: انا أب لبنت وولد. قالت: اتفهم لكن من باب قطع الشك فقط. هز رأسه موافقا.
مباشرة بعد خروجنا من المختبر توجهنا الى الطبيبة. قرات النتيجة، سكتت دقيقة قبل ان ترفع رأسها وتنظر الى سمير.
سألته ان كان يعاني من مشاكل في الكلى أو الكبد فأجابها بالنفي. مرة أخرى سالته هل سبق له أن تعرض لكسر في اعلى الفخد أو الحوض سكت برهة قبل أن يقول لها:كسر في الحوض اثر حادث سير قديم.قالت: هل أجريت عملية جراحية؟ رد هو؛ لا فقط تطلب مني علاجا بالادوية وعدم بذل اي مجهود والراحة لما يقارب من ستة أشهر.
نظرت اليه بدهشة دون أن اعلق!!! امعقول نفس الحادث الذي ماتت اثره أم أحمد زوجته؟؟ سؤال طرحته على نفسي.
تنهدت الطبيبة وقالت: للاسف لديك خلل في عنق المثانة أو ما يسمى بالقذف العكسي، في هذه الحالة يتدفق المني الى المثانة بدل خروجه وغالبا بسبب ذلك الكسر.
نزلت كلمات الطبيبة كالصاعقة علي وعلى زوجي الذي تغيرت ملامحه و ارتعشت يده التي كان يضعها علي المكتب.
حاول أن يخفي عني صدمته فقال بلطف: ارجوك حبيبتي اريد أن أتحدث مع الطبيبة على انفراد.
ابتلعت ريقي بصعوبة و نهضت من مكاني متوجهة نحو الباب. اقفلته و اتكأت عليه مقاومة وقوعي على الارض بسبب الدوخة التي شعرت بها.
سمعت بدون قصد صوت سمير وهو يترجى الطبيبة أن تدله على حل لهذه المصيبة.
قال لها: اتوسل اليك ليس من أجلي ولكن من أجل تلك المسكينة التي ظلمت كثيرا بسبب وهم العقم الذي لزمها لسنين طويلة.
قالت الطبيبة: يؤسفني استاذ سمير أن أقول لك وبصراحة لا يوجد حل. وددت فعلا لو استطيع أن أفعل شيئا لاجلكما.
يا الله يا سمير!!! قلتها بصوت جعل كل من في القاعة ينظر الي.
كان وقع كلماته أشد من كل معاناتي.خرج من عندها و الدموع تتراقص في عيونه العسلية التي عشقت لمعانها. الالم يعتصرني لا أطيق أن اراه هكذا حزينا،
نسيت مصيبتي و غرقت في حزني لرؤيته يتألم من أجلي.
بدأ الهدوء يعود اليه بعد اسبوع من زيارتنا الاخيرة للطبيبة.
جلس على حافة السرير و نظر الي نظرة طويلة وأنا ممدة قبل أن يقول لي: أنا أسف لاني خذلتك. حاولت أن اتكلم لكنه اشار الي بان ادعه يكمل حديثه وقال الحمد لله ليس لديك اي مشكل في الانجاب. سكت برهة ثم اردف قائلا بصوت مخنوق: لك حرية الاختيار يا بنت الحلال وسأكون سعيدا لسعادتك.
نهضت من مكاني بسرعة،عانقته بشدة و قلت له: تريد أن تتركني يا سمير؟؟؟ لا تفعل أرجوك. لا حياة لي بدونك.قال لي افهميني فانا لن اقبل ان أكون أنانيا. قلت له ستكون كذلك ان تخليت عني. أنا أحبك ولا اريد من هذه الدنيا الا أن أكون معك.
أنت زوجي وابني وكل شيء. دموعي تتساقط كزخات المطر وقلبي أشعر كأنه سيخترق صدري و يخرج من شدة الخوف. نعم الخوف من فقد سمير ماذا سيحدث اذا لم أنجب؟ لاشيء فانا عشت كل هذه السنين بلا ابناء.
أمسكت بيده قبلتها وأشرت اليه بأن يتبعني. فتحت باب غرفة أحمد كان نائما ووجهه يشع براءة، نظرت الى سمير وقلت له هذا ابني. أغلقت الباب برفق عليه وتوجهت الى غرفة صفاء كانت تقرأ كتابا. نظرت الينا وابتسمت فابتسمت وقلت لها اردنا ان نتفقدك فقط. هزت رأسها وابتسمت من جديد. أغلقت الباب وابتعدت عن غرفتها قليلا ثم وقفت وعانقت سمير وقلت له وهذه ابنتي ايضا.
لا أريد من هذه الدنيا غيركم فلا تحرمني منك ومن اولادي. سقطت دمعته على رأسي، نظرت اليه و مددت يدي امسح دموعه. قال لي كم أنا محظوظ بك. قلت أنا المحظوظة لاني قابلتك. أنت حبي الاول والاخير. اولادك أولادي، انت لي وانا لك وحدك.
كانت صفاء تقف خلفي وقد سمعت ما دار بيننا. مدت يدها حتى لمست دراعي التفت اليها ارتمت في حضني ضمنا سمير اليه وقبلنا بحرارة كعائد من رحلة طويلة أضناه الشوق.
بسم الله الرحمن الرحيم
‎لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ ما يَشاء يَهَبُ لِمَنْ يَشاء إِناثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاء الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرانًا وَإِناثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشاء عَقِيمًا إِنَّهُ
‎)50)عَلِيمٌ قَدِيرٌ
تمت
_______
لو عجبتكم دوس لايك واكتب تم
عشان ننزل قصص تانية كتير على كروب أجمل القصص الحقيقية

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-