قصة واقعية دين الشجرة
في قديم الزمان عاش هنالك حطاب فقير لا يملك قوت يومه وكانت له ابنة شابة جميلة، و أربعة من الابناء ووالدته العجوز التي تقيم معه، كل يوم يجلس الحطاب وزوجته حزينان حزنا شديدا لأنهم لا يستطيعون اطعام اطفالهم.
كان الحطاب رجلا رحيم القلب يحب الطيور والحيوانات والنبات حبا شديدا حتى انه اذا ذهب الى الغابة ليحتطب اخذته بالشجر رحمة فيتوقف غير قادر على اقتطاعها بالفأس.
و ذات يوم خرج الحطاب الى الغابة ومعه الفأس يدعو الله ان يرزقه ثم قبل اطفاله وهم يودعونه مبتسمين يطلبون الطعام و الملابس و هو يلوح لهم بيديه حتى اختفى عن نظرهم.
سار في الغابة و عندما اقترب من شجرة عجوز كبيرة ضربها بالفأس، لكن خيل اليه ان الشجرة تبكي من الألم وتتوسل اليه ان يتركها فترك الفأس على الفور وجلس بجانبها حزينا لأن قلبه لا يطاوعه على كسرها .
جلس الرجل تحت الشجرة العجوز ولما اشتد به الكرب قال لنفسه بعد تفكير عميق:"انني عاجز عن اطعام اطفالي فمن الافضل ان ارحل بعيدا عنهم حتى لا ينفطر قلبي حزنا عليهم".
وقبل ان يقوم من مقامه رأى الحطاب عصفورا ترك عشه فوق الشجرة واخذ يبحث عن طعامه، نظر الى العصفور خلسه من مكانه فوجده يحفر في الارض بصبر وهمة ولما لم يجد شيئا ترك العصفور المكان واخذ يحفر في مكان آخر غير يائسا يبحث عن طعامه دون كلل حتى وجد بعض فتات الخبز في الارض فأخذها في منقاره وطار يطعم صغاره الذين كانوا يفتحون افواههم جوعا ... كان المنظر جميلا.
خجل الرجل من نفسه وعادت اليه ثقته في رزق الله واحس بندم وخجل شديدين وقام عائدا الى منزله وهو يستغفر الله وفجأة راى شيئا يلمع تحت الشجرة العجوز !! انحنى ليأخذه فوجده قلادة من الياقوت الجميل محفور عليها اسم صاحبها، كانت القلادة تخص اميرا غنيا في الضاحية كان الحطاب يمر على قصره كل يوم يتخيل ما بداخله من طعام ورفاهية في العيش ولكن لم يكن ابدا يجرؤ على دخول القصر.
عاد الحطاب الى منزله وظل يفكر في امر القلادة وقال لنفسه هذا رزق أتاك الله به، ابيعها في السوق بنقود كثيرة و اطعم أطفالي الجوعى!!
لكن هذا الخاطر لم يستمر كثيرا.. نظر الى الاطفال طويلا حيث كانوا يمرحون في ثقة واطمئنان فخشي عليهم من الرزق الحرام.
وضع الحطاب القلادة في جيبه وسار الى القصر.. وعندما رآه الامير يسير خائفا بجانب سور القصر قال له "ماذا تريد ايها الرجل الفقير أأنت لست لص؟"
قال الحطاب : "لا يا مولاي لقد وجدت هذه القلاده وعرفت انها لك فأتيت لأسلمك اياها".
نظر الامير الى ثياب الحطاب القديمة في دهشة وقال:
انها قلادة ذكرى من والدتي وهي لا تقدر عندي بمال!! كان من الممكن ان تأخذها فهي غالية الثمن ولكنك رجل امين فإليك مكافأتك.
نادى الامير على الحراس فوضعوا امام الحطاب صندوقا مليئا بالمجوهرات
قال الحطاب:
"يا مولاي انا رجل فقير لي اطفال لا استطيع اطعامهم فأنا لا آخذ نقودا على امانتي ولكن لو استطعت ايجاد عمل لي في قصرك سأبقى عاجزا عن رد الجميل.
ضحك الامير وقال : "عينتك في قصري حارسا لاصطبلات الخيل فأنا أحتاج الى رجل امين مثلك".
أعجب الامير بابنة الحطاب و تزوج بها، وعاش الحطاب وزوجته واولاده عيشة هنية بجانب الامير وزوجته، وكلما مر الحطاب على الشجرة العجوز خيل اليه انها تبتسم له وتقول له لقد رددت لك الجميل.
دمتم سالمين.