جديدنا

قصة لو سمحت يا ريس مراتي جالها الطلق

قصة لو سمحت يا ريس مراتي جالها الطلق 


_لو سمحت يا ريس مراتي جالها الطلق فجأة وهتولد قبل ميعادها وكنت عايز استأذن من الشغل عشان الحق اروح اقف جنبها
=جرى ايه يا ابو سعيد،، هي اول مره تولد،، وبعدين الولادة دي شغل حريم،، يعني حماتك تروح معاها ولا اختها،، وبعدين انت عارف ان احنا لازم نخلّص الطلبية اللي مطلوبة مننا بكرة وماحدش هيسيب المشغل الا الساعة تسعة بالليل زي ما اتفقنا والا الشغل هيقف
_بس يا ريس
=مابسش يا ابو سعيد،، انت مرواحك ليها لا هيزود ولا هينقص،، انما قعدتك معانا هنا هي اللي هتخلينا نخلّص الطلبية اللي لازم تخلص دي...
وقتها وقفت ثواني حيران قدامه فلقيته قال
=يلا يا ابو سعيد ارجع للمكنة بتاعتك،، وبعدين هي الولادة دي مش عايزة مصاريف،، وانت راجل شغال بالقطعة،، شد حيلك بقا وبدل ما تعملك ١٠٠ بنطلون إعملك ٢٠٠ عشان بكرة تلاقي اسبوعيتك محترمة..
فرجعت ساعتها ناحية ماكنة الأوفر اللي انا شغال عليها واتصلت بحماتي ظبطت معاها الأمور وقعدت اشتغل وانا كل نص ساعة أرن عليهم أطمن لغاية الساعة سبعة لما بلغوني ان مراتي ولدت بنت وقامت بالسلامة لكن البنت عندها صفرة عالية ومحتاجة تدخل حضّان ومافيش ولا حضّان فاضي في المستشفى العام،، فجوز اخت مراتي اللي كان معاهم راح بالبنت على حضانات الجمعية الشرعية فمالاقاش فيها بردو حضانات فاضية فساب اسمه على لايحة الانتظار واضطر ساعتها يحطها في مركز حضانات خاص بألف جنيه في الليلة وكل اللي كان معاه كان الف جنية فدفعه،، وبيقولوا المركز محتاج تأمين خمس الاف جنيه على الاقل لأن البنت شكلها هتطول في الحضانه،، ولو ماجاش التأمين الليلة دي هيطلعوا البنت من الحضان بكرة..




فمن هنا لهنا كانت الساعة وصلت ٨ فروحت لصاحب المشغل وحكيتله الظروف وطلبت منه سلفه ٥٠٠٠ جنيه لان كل اللي كان معايا ١٠٠٠ جنيه وكنت محوشه لمصاريف بعد الولادة لكن ساعتها بصلي بأسف وقال
=قلبي عندك يا ابو سعيد،، والله التحصيل اليومين دول زي الزفت ومافيش امكانية خالص عندي للكلام دا،،
_طب ماعلش انا دلوقتي اسبوعيتي لو اشتغلت بكرة بنفس المعدل بتاع الايام اللي فاتت هتكون الف وميتين جنية،، ينفع تعطيهوملي وانا كدة كدة هاجي اشتغل بكرة
=لكن انا والله ما عملت حسابي على تقبيض النهاردة
ساعتها كنت حاسس إن الدنيا بتضيق في وشي فقلت
_طب انا اشتغلت ييجي ب ١٠٠٠ جنية لغاية النهاردة،، ماعلش حاول تدبرهولي..
ساعتها سابني واقف ودخل مكتبه ورجعلي بألف جنية وقال
_ انت عارف ان القبض بالأسبوع يا ابو سعيد بس يلا انا جبتلك الالف جنية دا من فلوس القماش لكن أوعى تغيب بكرة عشان نخلص الطلبية،،
=طب مافيش امكانية تدبرلي بكرة السلفة اللي كلمتك عنها او حتى نصها
_طب ادعي بس اني اعرف اكمل أجور الناس اللي معاك،، انت عارف اخر الاسبوع دا بيبقى صعب اد ايه..
ساعتها سيبته وخرجت وانا واثق ومتأكد انه معاه،، ومعاه بزيادة كمان لإنه لسه قابض فلوس طلبية،،
لكن هو راجل ماعندوش خيرية ولا جمايل مع اي حد مع إني ياما جيت على نفسي واشتغلت بال ١٦ ساعة في اليوم عشان نخلص طلبيات..
لكن وانا بلملم حاجتي من ع المكنه لقيت العشر ترزية اللي موجودين معايا في المشغل لموا من بعض الف جنيه ولقيت ابراهيم اللي ع مكنة السرفلة اللي جنبي بيحطهملي في جيبي،، كان سامعني وانا بتكلم وعلى ما روحت لصاحب المشغل وجيت كانوا لموهم من بعض وساعتها حط ايده على كتفي وقال





_انا عارف انه مش هيعطيك حاجه،، ودول الف جنية اللي عرفت اجمعهم من الرجاله،، انت عارف ان كلنا على باب الله،، وبكرة باذن الله لازم تيجي يمكن اعرف اجمعلك الف ولا الف ونص ولا حتى الفين
فساعتها ماكنتش عارف اقوله ايه غير إني أخدت الفلوس وانا باصص في الارض وبشكره..
وطلعت ساعتها على مركز الحضانات اطمنت على بنتي اللي لسه ماسميتهاش وبعدها قعدت اتحايل عليهم انهم يستثنوني من موضوع التأمين وإني هحاول ادفع ليلة بليلة او ليلتين بليلتين وبعد محايلة طويله وافقوا وعطيتهم الالفين جنيه بتوع ليلة الخميس والجمعة
روحت بعدها اخدت مراتي وحماتي وسعيد ابني من المستشفى وروّحنا ع البيت بعد ما عديت على الصيدلية اللي جنبنا وجبت منها العلاج بتاع مراتي بالأجل على وعد اني هسد فلوسه خلال اسبوع ولا عشر ايام...
ولما وصلت البيت اتوضيت وصليت العشا وانا في كل سجود بدعي ربنا يفرجها عليا من حيث لا احتسب وبعدها دخلت انام وانا دماغي عماله تودي وتجيب ومش عارف ممكن استلف من مين لغاية تاني يوم في الشغل لما خلصنا ولقيت صاحب المشغل بيعطيني ال ٢٠٠ جنية اللي فاضلين في حساب اسبوعيتي بالجنيه فسألته إن كان حتى ينفع يسلفني ولو الف جنيه لكن رد بنفس الردود الباهتة والرجالة لموا من بعض بتاع ١٥٠٠ جنيه وعطوهوملي...
فساعتها عديت على البيت أطمن على مراتي وحماتي وفتحت الحصالة بتاعت سعيد فلقيت فيها بتاع ٤٠٠ جنيه ودي كانت آخر فلوس ممكن اقدر اتصرف فيها لان دايرة معارفي وقرايبي كلها ارزقية وعايشين اليوم بيومه،، حتى الالف جنيه بتاعت عديلي ماكنتش عارف هسدهاله ازاي..
فاخدت ال٢١٠٠ جنيه وطلعت ع الحضان على اساس هدفع ليلة السبت والاحد يعني هبقى عطيت لنفسي براح لتلات ايام قدام وال ١٠٠ جنيه الفاضلة اجيب بيها فرخة ورز وزيت لكن لما وصلت المركز وانا في قسم الحسابات لقيت الأمن موجود وواحد ومراته شكلهم كده من الناس اللي على قد حالهم شبهنا وكانوا منهارين وبيتحايلوا على الموظفين انهم يسيبوا ابنهم في الحضان
فكان واقف جنبي راجل كبير في السن،، تقريبا بردو ليه حد في الحضان فسألته
_هو ايه الحكاية؟؟
=اصل الليل خلاص ليّل والجماعة دول بيدفعوا ليلة بليلة،، والنهاردة ماجابوش فلوس والموظفين بلغوهم انهم هيطلّعوا ابنهم من الحضان
_وهو مافيش اي رحمة للدرجة دي
=بص الجماعة بتوع الحضانات دول،، كل يوم عندهم حكايات زي دي،، وبردو دا مركز خاص يعني ايجار وكهربا وموظفين ودكاتره،، ودول بينفذوا تعليمات
_طب والواد ممكن يجراله ايه





=اللي انا عرفته من ممرضة هنا إن الواد حالته لسه خمسين خمسين يعني ممكن لو مالاقالوش حضانه تانيه يموت وممكن بردو يعيش،، عامة هو ممكن يروّح بيه ويجرب ليلة والتانية ولو حالته اتدهورت اهو هيجري بيه على اي حضان تاني لما يكون اتصرف في قرشين ولّا ممكن ربنا يكرمه بأي حضان خيري يكون فضي..
_ولو مالقاش
=ربك ارحم بيه من اي حد بقا يا بني..
ساعتها انا كنت واقف محتار وبقول ياترى لو جا يوم الاتنين وماعرفتش اتصرف في فلوس تاني هل هقف نفس الوقفة دي،، كنت وقتها بدعي إن ربنا يفرجها على الراجل الغلبان دا وعليا،، وانا حاطط نفسي في مكانه كمان تلات ايام
وفجأة كده ومن غير مقدمات ربنا هداني إني أسأل الراجل اللي كنت بكلمه
_مامعكش ٥٠٠ جنيه يا حج وانا ادفع ٥٠٠ زيهم ونعطي للراجل دا نَفَس،، ندفعله ليلة ويمكن بكرة يعرف يتصرف..
وقتها حسيت انه اتلجلج واتلغبط لكن لقيته مد ايده في جيبه وطلع ٤٠٠ جنيه
=بص يابني والله دول كل اللي معايا،، هو انا كنت جاي ابص على حفيدي وهو الحمد لله جوز بنتي دافعله التأمين ومكفيه أما دول فهم كل اللي باقيين من معاشي..
_ربنا يجازيك خير يا حج..
قلتها وانا بمد ايدي وباخدهم وحطيت عليهم ٦٠٠ جنيه من معايا وروحت دفعتهم للراجل ودفعت لنفسي الف بتاع ليلة السبت بس..
وفعلا تاني يوم اللي هو الجمعة عرفت ان الراجل اللي كان ابنه هيطلعوه من الحضان دوره جه في لايحة انتظار جمعية خيرية واخد ابنه عليها اما انا ف يوم الجمعة اخدت آخر خاتم كان عند مراتي كان خاتم اطفال حتى عيار ١٨ وبعته ب ٥٠٠ جنيه وكملت الالف وروحت حطيته لليلة الحد
وعدت الايام بسرعة وجا يوم الاتنين اللي كان لازم ادفع فيه الف جنية جديدة
ووقتها كانت نفذت كل الحيل..
لفيت على كل الحضّانات الخيريه وكل حضّان كان فيه لسته طويلة
صاحب الشغل اترجيته السبت واترجيته الحد عشان سلفة ومافيش فايده ...
كنت في كل ركعة بدعي ربنا يجيب الفرج من عنده
لكن كل ما كانت الساعات بتمر كل ما كنت بحس ان الدنيا بتقفل في وشي اكتر لغاية يوم الاتنين العصر لما دخلت لصاحب الشغل وطلبت منه يعطيني التلات يوميات بتوع السبت والحد والاتنين،، اهو كانوا ٦٠٠ جنيه وانشالله لو هشحت ال ٤٠٠ اللي فاضلين من الناس في الشارع لكن بردو رفض وقال لي مافيش تحصيل والقبض اخر الاسبوع...
وقتها كنت خلاص مش عارف اعمل ايه وبفكر اني ماروحش الحضان بالليل ويمكن لما ماروحش مايعرفوش يخرجوا البنت لغاية ما الساعة جات سبعة وانا لسه في الشغل ولقيت واحد اعرفه من العملا داخل المشغل ومعاه كيس كنت متأكد ان فيه فلوس فدخل بيها على أوضة صاحب المشغل..
فكنت مفكر ان مادام جاله تحصيل يبقى هيراضيني حتى لو هيعطيني ال ٦٠٠ جنيه بتوع التلات يوميات لكن وانا بلملم حاجتي ومروح عديت اقوله اني ماشي فماجابش اي سيرة
كنت وقتها نازل ع السلم وانا كلي غيظ ونار منه لغاية ما نزلت الشارع اللي فيه العمارة اللي فيها المشغل بتاعنا،، كان شارع ضيق وضلمته اكتر من ضلمة صدري وقتها..





فمشيت في اتجاه الشارع الرئيسي وانا مش عارف هروح فين وكل غيظي مصبوب في اتجاه واحد ناحية صاحب الشغل البخيل لغاية ما وصلت الشارع الرئيسي ومشيت فيه شوية وساعتها ومضت في راسي فكرة واحدة ماكانش في غيرها..
صاحب المشغل كان بيسيبنا كلنا نمشي وبعد كده كان بيقفل بيبان الشقتين اللي فيهم المشغل كويس وينزل ع الساعة عشرة،،
عربيته كان بيبقى راكنها في حته فاضية جنب العمارة،، واللي انا متأكد منه انه بيخد الفلوس معاه وهو ماشي ...
أتدارى ورا العربية او في أي مكان ولما ييجي يقرب على العربية أو حتى يفتح بابها اخبطة على دماغه من ورا بأي حاجه،، يغمى عليه وأخد كيس الفلوس من غير ما يشوفني واهرب..
وطول ما انا ماشي بدأت الفكرة تلعب في راسي
ماكنتش بفكر في أي سلبيات او عوائق لخطتي المهم اخد الفلوس واروح ادفعها وبعد كده اللي يحصل يحصل وفجأة وقفت وقررت ارجع عشان انفذ..
كنت راجع وانا بمد في خطواتي عشان الحق الاقي مكان كويس اتدارى فيه واجهز حاجة اخبطة بيها لكن فجأة خبطت في راجل عجوز ف العكاز بتاعه وقع عالأرض وهو كمان كان هيقع لولا إني سندته ...
فجيبتله العكاز بتاعه حطيته في ايده لما بصيت في وشه..
كانت السماحة بتفوح من وشه لما ابتسم وقال
_مستعجل على ايه يابني،، أوعى تستعجل فرج الله دا فرجه قريب...
وأخد عكازه ومشى
ماكنتش عارف هو ظهرلي امتى ولا خبطت فيه ازاي لكن كلامه خلاني وقفت في مكاني لثواني وانا بتراجع عن كل اللي كان بيدور في دماغي
بعدها اتدورت وانا بستغفر وبقول في سري ياااارب هات فرجك القريب يارب
وساعتها قررت أروّح ع البيت ، وماروحش الحضان خالص الليلة دي،، والصبح أكيد هيحل فرج الله
لكن مجرد ما وصلت البيت بعد ساعة ولا اكتر قضيتهم ماشي هايم لقيت الحضان بيرن عليا،، فماردتش فرنوا تاني وتالت ورابع وفي المره الخامسة رديت
فلقيت بتاع الحسابات بيقولي في حد عايز يكلمك
_السلام عليكم يابني
كان صوت راجل كبير في السن
=وعليكم السلام يا عم الحج
_بص يابني انا بحب أغيّر في فعل الخير،، ودي أول مره أجرب أدخل حضان خاص وأسأل عن متعثرين في السداد،، والله يابني انا كنت معدي جنبه بالصدفة فعيني وقعت عليه ولقيت هاجس جوايا بيقولي اطلع استفسر،، والناس اللي هنا قالولي عليك انت وواحد كمان،، فانا بعد اذنك هدفعلك ١٠ ايام لبنتك،، ولو طوّلت عن كدة هتلاقيني جايلك تاني،، خاصة انهم حكولي عن اللي انت عملته من كام يوم لما دفعت لواحد كان متعثر زي حالاتك مع ان انت ماكانش حيلتك،، واعرف يابني ان مافيش اي غضاضة،، اللي بيعمل خير بيعمله لنفسه،، ربنا سبحانه وتعالي قال وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ،، ..
وبيتردلوا الخير أضعاف مضاعفه ..
وقتها كانت الدموع بتنزل من عينيا وانا بقوله
_ربنا يفرج كربك زي ما فرجت كربي يا شيخ
فقفل معايا المكالمة على كدة وبنتي خرجت في اليوم التاسع 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-