جديدنا

قصة قصيرة عن فتى فقير

قصة قصيرة عن فتى فقير 



عاش الفتى في بيت فقير جدا.هو أكبر أخوته .أبوه عامل بسيط، يستلم راتبه فى أول الشهر ،يستخرج منه ديونه ،وما تبقى يعطيه لزوجته ،نقود زهيدة جدا لا تكفي حتى الطعام والشراب.لايوجد في البيت غير الخبز وإن وجد بجانبه شئ فهو الفول والعدس.لا يأكلون اللحم الا فى الأعياد عندما يجود به الجيران
، أما الملابس. لم يتذكر الفتى يوما أنه ذهب لشراء الملابس إنما يلبس ما يجود به الناس سواء كان قديما ام جديداً
.كثيرا ما يبيت الليالي وهو جوعان الطعام لا يكفي الجميع ،كان ينظر إلى الأغنياء بحسرة والم
،لم يمسك في حياته قطعه نقود،وان أعطاه أحد قطعه من النقود تأخذها الام تنفقها في البيت
لم يكن بخيلا ،هو لا يملك شيئا يعطيه أو يمنعه ،كان فقيرا فقط
كان الفقر يأكلهم جميعا ،لم يعرفوا السعاده ،لم يعرف الفتى الا الجوع والفقر والعوز،
مال قلبه إلى ابنه عمه ،الفقيرة مثله.اجمل شئ في حياته عندما يذهب إلى بيت عمه ،يتسامر معهم،ينظر الي ابنه عمه فتطأطأ رأسها في خجل،وتبتسم يعدها هو أنها ستكون زوجته
ينظر إلى حبيبه أنها النقطه المضيئه في حياته.حبه الطاهر لها هو ما يجعله يصبر على تلك الحياة ،كان الجميع يعلم بذلك
كان حبه لها طاهر الدين والعرف يأمر بذلك.،اما قلبه فهو لا يملكه




أنهى الفتى تعليمه المتوسط ،ثم ذهب للعمل وحصل على الوظيفة ،
وهنا كانت النقطه التي غيرت حياته، أستلم راتبه .وأخذ المال لأول مرة في حياته ،مبلغ جيد لا بأس به
.نظر إليه جميع أفراد الأسرة بعين يملؤها الامل ،نظروا إليه مستبشرين أن الفقر سيزول ،فها هو المال
شعر أن المال هو أفضل عطاء في الوجود ،واجمل مكسب في الحياة ،ظن أن المال هو السعادة الغامرة
أعطى لامه القليل من نقوده واحتفظ بالباقي ،فهو كما يقول يجهز مؤن الزواج
مرت السنوات ،صار معه مبلغ من المال يكفيه أن يهجر الفقر ويبدأ حياه جديده
أراد الزواج وابنه عمه تريده ،وهو يحبها، الجميع بانتظار أن يتقدم إليها ويتزوجها
لكنه فاجئ الجميع أصبح مع الفتى مبلغ من المال يكفيه أن يهجر الفقر ويبدأ حياة جديدة فهو يدخر ماله كلة ولا يعطي أهله الا أقل القليل
.اراد الفتى الزواج والجميع بانتظار أن يتقدم إلى ابنه عمه ويتزوجها.لكنه فاجئ الجميع بأن ترك ابنه عمه وتقدم لخطبة فتاة أخرى!!!
ترك حب حياته لأنها فقيرة . أصبح الآن يكره الفقر والفقراء .وقد كان قديما يكره الأغنياء.داس على قلبه وترك حب حياته
تقدم الى ابنه جاره ذات العائلة الغنية. فتاة تكبره بأعوام قليلة.وافقت الفتاة عليه خوفا من أن يفوتها قطار الزواج وتصبح عانس
كانت الفتاة تملك كل شيء . حتى بيت الزوجية تملكه.فهي لن تكلف زوجها شىء




تزوجها الفتى وترك ابنه عمه.التي أصابتها الصدمة و الحزن الشديد
وبعد الزواج كان دائما ما يقنع نفسه أنه اختار الاختيار الصحيح.فاهل زوجته أغنياء لا يبخلون على ابنتهم بأى شئ.
فالبيت ملئ بكل الخيرات.فى الوقت الذي يدخر هو ماله كله
وماذا كان سيقدم له عمه الفقير؟! هكذا كان يقنع نفسه لكى يهرب من تأنيب الضمير
لكن الخير لا يدوم
فلم يعد أهل الزوجة ينفقون عليها.لان الزوج هو أحق بالاتفاق على زوجته وأولاده
تضررت الزوجة وابنائها . فالرجل بخيل .بل و بخيل جدا.فهو يرى أن كثير من متطلبات الحياة هي ترف .وإن على الإنسان أن يعيش بأقل القليل
عانت الزوجة كثيرا بسبب بخله.وعانى كذلك أولاده.كانت الزوجة تندب حظها.فلقد عاش الرجل حياته كلها يمك ماله ويخاف أن ينفقه.عاشت زوجته معه حياة بائسة
أما حبيبته السابقة (ابنه عمه التي كانت في الماضي تعيسه بسبب هجره لها)فهى الان تحمد الله على أنه لم يكن يوما زوجها .فلقد رزقها الله برجل كريم وليس بخيل
عاش الرجل بخيلا ولم يتغير
الفقر والحرمان الذي عاشه في الماضي هو سبب من أسباب البخل
تماما .كما قد يكون الفقر في الماضي سبب من أسباب كرم الانسان

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-