جديدنا

قصة أتأمل ما حولي زُحام حول المسجد

قصة أتأمل ما حولي زُحام حول المسجد


في إحدى المحطات على طريق السفر جلست في السيارة أتأمل ما حولي، زُحام حول المسجد، أطفال يتراكضون، سيارات تنتظر دورها للتزود بالوقود، محلات القهوة والشاي، سوبر ماركت كبير.
كنت بعيدة نوعاً ما، الصورة أمامي عامة وواسعة تجمع كل شيء في لقطة.
خرجَت من السوبر ماركت أسرة مكونة من أب وأم وطفلين، أخرجوا من الأكياس التي حملوها من المحل علباً وبدؤوا بفتحها، تجمعت القطط حولهم، قطة ..اثنتان ...أكثر من عشر قطط جلست تأكل من طعام القطط الوفير الذي وضعته تلك العائلة اللطيفة، أكبرت فعلهم هذا، وتأثرت جداً في الحقيقة، من الجميل أن يتذكر الإنسان هذه الكائنات اللطيفة، لقد أحضروا الطعام خصيصاً للقطط، فِعل خير لاشك 
ذهبت العائلة وبقيت القطط تأكل .



تأخر الجميع فقررت أن أنزل من السيارة وأذهب للسوبر ماركت ريثما نجتمع، اقتربت أكثر من المشهد الذي فتنني قبل قليل، رأيت الصورة الحقيقية، لقد وضعت العائلة طعام القطط على الرصيف مباشرة ، أمام بوابة السوبر ماركت ، في موضع دخول الناس وخروجهم، مع أن المكان حولنا واسع ونحن في أرض خالية على طريق سفر، لم يكن سيضيرهم شيئاً لو ابتعدوا عدة أمتار، عاثت القطط بالطعام والمكان بشكل مقرف، انتشر الطعام في المدخل وعلى طول الرصيف في مشهد مؤسف، الناس تتحايل للمرور تجنباً لاتساخ ملابسها أو حتى دهس القطط الصغيرة هنا وهناك، خرج أحد العمال لتنظيف المكان ، ثم استدعى آخرين لمساعدته لأن الفوضى كبيرة، كان الغضب بادياً على وجوههم وهم ينظفون المكان.
ذهبنا و بقي العمال ينظفون....



الأمر ذاته الذي أعجبني في النظرة الأولى والمشهد الأوسع، أزعجني في النظرة الثانية واللقطات التفصيلية.
في كثير من مشاهد الحياة قد يقوم الإنسان بأفعال يقصد بها الخير ظاهراً بشعارات رنانة وقوية لا ينكر عاقل فضلها وأحقيتها، لكنها في الواقع تنضوي على ظلم عظيم لغيره، قد يرى هذا الظلم بوضوح إذا ما غير المنظور وزاوية الرؤية قليلاً ، وجلّى بصيرته وزكاها.
كثير من الأمور التي نعتبرها مذهلة ورائعة، متوافقة مع الدين والأخلاق والفضيلة والإنسانية ....قد تخفي خلفها أذى شديداً على الجانب الآخر، إذا أهملنا الصورة الكلية و تمركزنا حول ذواتنا وحظوظها فقط.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-