جديدنا

قصة زوجة ابي

 قصة زوجة ابي 



تحكي وتقول كانت حياتي هادئة جدا كنت أدرس الصف التاسع في مدرستي وكنت طالبة خجولة ولكن متفوقةو كان الجميع يحبني ويقولون لي مريم أنت حقا رائعة وتستحقين كل شيء جميل وكنت أحلم أن أكمل مسيرتي الدراسية كي أصبح طبيبة مشهورة و أجعل أهلي فخورين بي لأنني كنت وحيدتهم فبعد أن أنجبتني والدتي هيام تمزق الرحم لديها
وكان والدي خالد مهندس ناجح في عمله وكان حنون جد على والدتي ولم يضغط عليها كثيرا أو يشعرها بالنقص
وكان هدوئه يقلق أمي دائما فتحاول أن تسعده في كل شيئ وتعوضه عن انعدام فرصتها في الإنجاب وفعلا كانت الانثى المثالية في نظر الجميع..
حتى أتى ذلك اليوم الذي أحضر فيه الموظف فواتير الكهرباء والماء ولكنها كانت كثيرة ولم يكن والدي في المنزل ..
فسألت أمي الموظف : لماذا كل هذه الأوراق ولماذا كل هذا المبلغ الكبير نحن لا نستهلك كل هذا القدر من الماء والكهرباء
فقال لها بكل بساطة : إنها فواتير منزلكم هذا والثاني الذي في الحي الخامس
فقالت له أمي منكرة لما سمعت : نحن لا نملك منزلاً في الحي الخامس هل تضحك علينا كي تسرقنا ؟
فقال لها الموظف : أين الاستاذ خالد إنه يعرف كل التفاصيل
فاتصلت أمي بوالدي وحكت له كل شيء :و الذي صدم من الموظف وقال لها إنه محتال انتبهي منه واصرفيه في الحال
وفعلا قالت له أمي : زوجي خالد ليس هنا
تعال في الغد كي تراه وأغلقت الباب في وجهه.
ويومها لم يتأخر أبي كعادته في العمل واتى مسرعا ولكن لم تكن امي مهتمة بما حدث..
فهي تحبه جدا ولكنني شعرت بنوع من الخيانة كنت مجرد طفلة في ربيعها الخامس عشر لن ينصت إليها أحد
وفِي اليوم الثاني لم يأتي الموظف إلى منزلنا هنا زادت شكوكي وقررت أن أراقب أبي في جميع تصرفاته..
ولَم يشعر أبي بشيء في البداية فقد كنت خارج حساباته ثم جاء يوم وطلبت منه أن أستعمل هاتفه ولأن جواله كان آيفون وكانت الصور فيه مميزة استعملت هذه الحجة المناسبة كي يفتح لي هاتفه والتقط بعض الصور منه..
وبدأت أتصور أمامه ثم انسحبت بانسيابية خارج الغرفة وعندما فتحت الاستديو يا ويلّي مما رأيت صعقت بما شاهدته كان والدي ومعه امرأة جميلة وبينهم ثلاثة أطفال..
يا إلهي ماذا أفعل رميت الهاتف بغرفة الجلوس قرب أبي
وركضت إلى غرفتي كنت أبكي بمرارة شديدة ماذا أفعل هل أخبر أمي أن أبي متزوج هل لديه أطفال غيري أم تراها ساقطة تضحك عليه هل أواجه أبي كيف سوف يكون شعور أمي عندما تعرف هل سوف يصبح لدي زوجة أب؟
قطع تفكيري صوت أبي وهو يقول لي مريم لو سمحتي افتحي الباب..
لم أدرك ماذا أفعل كنت خائفة منه جدا او من مجابهته في الحقيقة وعندما فتحت له الباب لم يعنفني أو يوبخني
إنما أغلق الباب ورائه وجلس على السرير بمنتهى الهدوء
وقال لي :مريم حبيبتي أنا آسف لأنك عرفت بهذه الطريقة أنني متزوج على والدتك ولدي ثلاثة أطفال..
ولكنني لا أريد أن أجرح مشاعرك أو مشاعر أمكِ لذلك خبأت عنكم هذا الخبر وأنت تعلمين أن أحوالنا المادية ممتازة جد وأحاول أن لا أقصر عليكم بشيئ وأتمنى أن تتعرفي على زوجتي وأطفالي يومآ ما فهم اخوتكِ أيضا
فقلت له وأمي ماذا سوف تخبرها أليست هي الانسانة التي ضحت بكل شيئ من أجلك تخلت عن دراستها ومستقبلها وهي تخدمك في كل شيئ ماذا سوف تخبرها ؟
ألا يكفي منك خداعاً لتلك الروح الطاهرة..
فقال لي ابنتي حبيبتي أنت الآن غاضبة وحكمك متسرع دعي الموضوع سراً بيننا وغدا سوف نتكلم
وعندما فتح باب الغرفة كي يخرج حدثت المصيبة الأخرى.
كانت والدتي تنصت وراء الباب لكل حديث أبي مع الأسف.. وكانت دموعها كشلال لا يتوقف ..
و عندما التقيت عيونهم.. هجمت عليه على الفور






تقول بينما ابي فتح باب الغرفة كي يخرج حدثت المصيبة الأخرى كانت والدتي تنصت وراء الباب لكل حديث أبي مع الأسف.. وكانت دموعها كشلال لا يتوقف ..
و عندما التقيت عيونهم.. هجمت عليه على الفور
وهي تبكي وتقول لماذا فعلت بي هذا وضربته بكل قوتها ثم انهارت في الأرض وهي تنتحب فحاول أبي احتضانها
ولكنها دفعته بعيداً عنها وخرجت من الغرفة ثم ذهبت الى المطبخ وبدأت بتكسير كل الزجاج الذي يقع تحت يدها من صحون وكاسات ولَم تهدأ
حتى عندما حاولت أن أكلمها كانت غاضبة جدا بل كانت كالمجنونة وكانت تردد يا ليتني لم أعرف ثم ذهبت إلى غرفة الضيوف وبدأت بتكسير القطع الكريستالية الموجودة في الغرفة حيث كانت في حالة هيستيرية غير مسبوقة..
أسرعت اليها واحتضنتها. وحاول أبي التكلم معها ولكن لم يعد هنالك جدوى لكي تنصت لنا أبعدتني عنها وذهبت إلى غرفتها وأخرجت معطفها ولبسته وخرجت من المنزل وهي تبكي..
كان بيتنا في الطابق الخامس وخرجت تركض على الدرج
وعندما أسرع والدي وراءها كي يلحق بها وصل للطابق الثالث فوجد أمي مرمية على السلم وكانت مغمى عليها وعلى الفور
صاح لي قائلا أحضري منشفة ومفتاح سيارتي
وعندما أحضرت له المنشفة كانت أمي غارقة في دماء رأسها وضع المنشفة على رأسها وحملها وذهبنا إلى المشفى..
كنت أبكي طوال الطريق وأدعو لها أن تكون بخير فقد كنت أشعر أنني السبب وراء ما حصل
وعندما وصلنا إلى المشفى دخلنا من باب الطوارئ وأسرع المسعفين لنجدة أمي الحبيبة..
ورغم كل المحن احتضنني أبي وقال:مريم إنها ليست غلطتك يا حبيبتي كان يجب أن أخبركم من قبل عن زوجتي الثانية وأولادي ولكنني كنت أعلم أن أمك لن تقبل..
وصرت أبكي وأقول له ماذا سوف يحصل لأمي وهنا خرج الدكتور من غرفة الإسعاف وقال لأبي مع الاسف الإصابة التي تعرضت لها زوجتك خطيرة جدا لديها نزيف داخلي وارتجاج في الدماغ هي الآن في غيبوبة..
و إذا كتب الله لها أن تستعيد وعيها سوف يحصل لها فقدان حاد في الذاكرة لقد فعلنا كل ما نستطيع عليه وسوف نبقيها في غرفة العناية المشددة أرجوكم أكثروا من الدعاء لها وربت على كتف والدي ومشى ..
انهارت اعصابي من سماع الخبر تماما كانت دموعي لا تتوقف من القهر والحسرة على أمي الحبيبة وبعد ست ساعات من الانتظار سمحوا لنا بالدخول إلى غرفة العناية المركزة
فأمسكت يدها وصرت أبكي وأقول لها ألا تريدين أن تريني دكتورة ألم تقسمي لي أنكِ سوف تقيسي فستان عرسي المستقبلي قبلي كي تثبتي لي أنكِ دائما ستبقين أرشق مني
ألم تعديني أنكِ سوف تحملين أول طفل لي لمدة يومين بدون توقف بين يديكِ ارجوكِ استيقظي ولكن لم تجبني ولم تستيقظ..
أخبرني والدي أنه سوف يذهب إلى المنزل كي يحضر لي ملابس ويرتاح قليلاً ويعود في الصباح أردت أن أخبره لا تذهب أمي بحاجتك أمسك يدها واعتذر منها أخبرها بأنك سوف تطلق تلك الملعونة ولكن لساني لجم
وبعد ذلك أغمضت عيني قليلاً لكي أحظى ببعض الراحة
والنوم ولكن بدون جدوى كان صوت جهاز تنظيم دقات القلب يعمل في حركة منتظمة وكنت كلما تخيلت الموقف السابق في المنزل وكيف كانت أمي غاضبة
أسرع الى يدها واقبلها واطلب منها أن تستيقظ من أجلي وفي لحظة ما لم أردي كيف تغلب علي النعاس والنوم وأنا أمسك يدها ولَم استيقظ إلا على صوت والدي يوقظني كي أغير ملابسي..
كانت الساعة التاسعة صباحا وبعد قليل أتى الدكتور كي يكشف على وضع أمي واكتفى بقول أن حالتها مستقرة و رغم غيابها عن الوعي طمئننا عليها وخرج..
ومر اليوم بسرعة فأعطاني أبي النقود وقال لي إذا احتجت أي شيئ اذهبي خارج المشفى واشتريه ثم غادر..
وعدت وحيدة مع أمي الحبيبة كانت أمي لا تتحرك اطلاقا
وفي منتصف الليل عندما كانت الساعة الثانية عشرة وخمس دقائق غفلت قرب أمي وما هي إلا ثوان وبدأ جهاز دقات القلب يصدر رنينا متواترا وعاليا بعدها أصبح صامتا وعم السكون كنت مذهولة لحظتها..
بعدها سمعت وقع أقدام الممرضات وهن يسرعن نحو غرفتنا وفتحت الممرضة باب الغرفة بسرعة وابعدتني عن امي واخرجتني من الغرفة كنت اسمعها من الخارج تقول إن قلبها قد توقف






كنت سمعت أقدام الممرضات وهن يسرعن نحو غرفتنا وفتحت الممرضة باب الغرفة بسرعة وابعدتني عن امي واخرجتني من الغرفة كنت اسمعها من الخارج تقول إن قلبها قد توقف أعطني جهاز الصدمات الكهربائية
وبدأوا يفعلونه ثم سمعت الدكتور يقول احقنيها بإبرة أدرينالين اتصلت بأبي ولكن كان جواله مغلقا اتصلت على رقم المنزل الأرضي ولم يرد عليه أحد..
جلست على الارض خارج الغرفة انتظر ماذا سوف يخبرني به الدكتور كنت أبكي وأدعو الله كي يشفيها وبعد ما يزيد عن الربع ساعة فتح الدكتور باب الغرفة وكان وجهه عابس
فقال لي عظم الله أجرك يا صغيرتي فانفجرت بالصراخ
لااااااااا أمي وأسرعت إليها..
فاحتضنتي الممرضة وبقيت بجواري لتهدئتي وأعطتني بأمر من الدكتور أبرة مهدئ فنمت وعيني غارقة بالدموع
وفي الصباح عندما أتى أبي كانت الطامة الكبرى في حياتي
جرحني جداً عندما تلقى خبر وفاة أمي لم يكن حزينا او يبكي إنما كأنه كان فرحا لقضاء الله وقدره
احتضنني وقال لي لا تقلقي يا حبيبتي مريم أنا موجود
صرخت عليه وقلت أين كنت موجود عندما اتصلت بك وامي تلفظ انفاسها الاخيرة..
لم يرد علي وبقي قليلاً في المشفى ثم خرج كي ينهي أوراق المشفى والدفن..
وبعد أن ذهبنا بها الى المقبرة ودعت حبيبتي وغاليتي أمي وعندما عدنا الى المنزل كانت الفوضى مازالت موجودة فقمت انظف الزجاج وأحاول ان اشغل نفسي بأي شيئ كي لا اشعر بالوحدة انهكت طاقتي في العمل وبعد سبعة ساعات متواصلة
انتهى المنزل وعاد مرتبا وانيقا أتى ابي الى المنزل وكان كل شيء مرتبا وجميلا ربما لم يشعر بغياب أمي حتى
فقال لي أنا جائع لم يقل من رتب المنزل او يشكرني فقلت له لحظة وسوف اصنع لك البيض..
قال لي : مريم والدتك رحمها الله كانت تعلم انني متزوج وأنت أيضا وانا رجل لا أستطيع ان أربي طفلة لوحدي وأكمل بصوت حازم غدآ سوف تحزمين ملابسك وتذهبين معي الى منزلي الثاني فزوجتي واولادي سوف يحبونك كثيرا ولن تشعري بالوحدة
لم استطع ان أجيبه بشيئ فقد كنت خائفة ان اخسره أيضا دخلت الى غرفتي أودعها وأودع جدرانها والعابي كنت خائفة كثيرآ ولَم أتمنى ان يأتي الصباح
ولكن مرت الساعة بسرعة وحل الصباح فقال لي مريم أين حقيبتك هل إنتي جاهزة
دمعت عيناي وقلت له جاهزة
حمل حقيبتي ابي ونزلنا الى السيارة وبعد ان وصلنا الى المنزل
فتح بالمفتاح فرحبت بي زوجته نهلة وقبلتني وقالت لي اهلًا بك بيننا وأسرعت نهلة نحو ابي أخذت الحقيبة من يده وقبلتها ونزلت الى حذائه اخلعته إياه ودخلنا الى الداخل.. 😳😳قلت في نفسي انها حقاً تحبه وأخلاقها رائعة يبدو انها ليست سيئة كما أتوقع
فوجدت اطفاله اخوتي محمد واحمد ومحمود
كأنو صغارا فرحبوا بي وقالوا هل أنت أختنا الجديدة ؟
لا اعلم ابتسمت وقلت لهم : اجل أنا اختكم الكبيرة وسوف نكون أصدقاء..
وذهبت نهلة الى المطبخ ولَم تعد إلا بعد ثلاث ساعات وهي تقول الاكل جاهز تفضلوا وكان الطعام لذيذ يبدو انها كانت تحتفل بوجودي شعرت انني حقاً مع عائلة تحبني..
كان أبي سعيداً جدا وكان وفاة والدتي لم تؤثر به
وبعد الطعام نادى علي ابي وقال لي هذه غرفتك وكانت كبيرة وجميلة فرحت بها كثيراً..
اغلقت الباب وذهبت الى النوم لأنني مرهقة
ونمت نوما عميقا استيقظت على صوت نهلة في الحادية عشرا ظهرا وهي غاضبة..
نهضت من سريري وقلت لها يا إلهي لم اشعر بالوقت ماذا تحتاجين مساعدة يا نهلة ؟
وبصيغة الامر قالت لي :مريم اغسلي وجهك وتعالي نشرب قهوه ونحكي..
ذهبت غسلت وجهي
فقالت لي وهي تشرب القهوة : أنا يا مريم أحب أباك كثيراً ورضيت ان أتزوجه بالسر لأنني احبه ولدي ثلاثة أطفال وأكره الأولاد ولَم أعارض أباك في مجيئك الى هنا لانه قال لي انكِ سوف تسمعين كلامي وتطيعين أوامري
كي اجعل منكِ سيدة منزل تجيد الاهتمام بواجباتها وإذا لم تسمعي كلامي سأطلب من أباك ان يرسلك الى دار الأيتام
قلت لها : نهلة أنا حقا سعيدة بكوني بهذا المنزل معكم ومع الأطفال وإنني سوف..
صفعتني بكف لن أنساه وقالت أمك قليلة الادب ما علمتك الأدب أنا سوف اربيكي اسمي مدام نهلة وقالت الآن اذهبي الى المطبخ وأجلي الصحون وبعدها رتبي غرف المنزل






بعد ان ضربتني زوجةابي نهضت الى المطبخ وانا ابكي وأقول أمي أين إنتي تركتني برفقة ساقطة تنعتك بقليلة الادب وبدأت اجلي وأقول أمي لقد كنتي تحضرين الخادمة يوميا الى منزلنا كي تقوم بعمل المنزل كي لا التهي عن دراستي وكانت دموعي لا تهدأ
وبعد ان انتهيت من المطبخ ذهبت اليها وقلت لها :مدام نهلة المطبخ انتهى..
ضحكت وقالت الآن نظفي غرف الأطفال
فقلت لها حاضر وكانت طوال الوقت تتكلم بالهمس على الجوال لم اكترث لذلك أكلمت عملي وانا مكسورة..
في المساء أتى والدي يبدو انه كان متفقا مع نهلة ومرت الأيام وأصبحت الخادمة في المنزل كنت أقوم بكل مستلزمات العمل فتعلمت الطبخ والغسل والكوي وشراء المستلزمات
وفِي يوم الخميس الساعة الخامسة مساء عدت الى المنزل بعد أن اشتريت المستلزمات من السوبر ماركت وجدت سيارة اسعاف وشرطة أمام مدخل العمارة فأردت الدخول الى العمارة فأوقفني شرطي وسألني الى أين أنت ذاهبة..
فقلت له الى المنزل وأشرت له على منزلنا
فقال لي ماذا يقربك صاحب المنزل هل أنت الخادمة؟
دمعت عيناي وقلت له لست الخادمة انه أبي
فألقى القبض علي وأخذني الى المخفر..
كنت متفاجئة مما يحصل وسألته في الطريق لماذا تأخذونني وإلى أين لم أفعل شيئاً ؟
فقال لي: سوف تعرفين كل شيئ في قسم الشرطة
وعندما دخلنا إلى القسم وجدت زوجة أبي في غرفة زجاجية حيث استطعت أن أراها لكنها كانت لا تستطيع رؤيتي..
وأدخلني الشرطي إلى غرفة زجاجية مشابهة لتلك الغرفة ثم قال لي انتظري المحقق هنا سوف يأتي بعد قليل وخرج وأغلق الباب..
كنت مصدومة جدا لم أعرف لماذا أنا هنا ولماذا نهلة كانت هنا أيضا ولماذا التحقيق لماذا يا ربي لاعلم أنك تحبّني وتمتحنني ولكنني تعبت ياربي والله تعبت أتمنى أن أنتحر وأنهي حياتي ولكنني لا أريد أن أذهب الى النار فرج عني يا رب وسالت دموعي على خدي ثم قطعت دعائي عندما سمعت صوت الباب يفتح
فتح الحارس الباب وأدخل المحقق ثم خرج وقفل الباب ثانية جلس أمامي المحقق وهو عابس وقال : هل تعلمين لماذا أنت هنا يا مريم ؟
فقلت له : لا يا سيدي لا أعلم شيئا أحضرني الشرطي إلى هنا ولم يتكلم معي أحد إلى الآن
فقال لي : كيف تشعرين حيال زواج أبيكِ من نهلة زوجته الثانية هل فكرتي في الانتقام منه ؟
فقلت له : وعيني تدمع في البداية كرهت أبي جداً لأنه تزوج على أمي ثم كان اكتشافنا لزواجه السبب الرئيسي في وفاة والدتي ولكن أمي كانت تعلمني أن الأب مثل الرب لا يعارض أبدا لذلك لم يعد بداخلي أي ضغينة ضد أبي وتعايشت مع الأمر على أنه نصيب وقدر..
فقال لي : أين كنتي ما بين الساعة الرابعة و الخامسة ظهرآ ؟
فقلت له : سيدي كنت في السوبر ماركت لماذا كل هذه الأسئلة أرجوك أريد أن أتصل بوالدي كي لا يغضب من تأخري خارج المنزل أريد فقط أن أخبره أين أنا أرجوك يا عمي اتصل بوالدي وانهمرت دموعي من عيني..
فقال لي : يا صغيرتي لا تقلقي كل شيئ سيكون على ما يرام وأعطاني منديل كي أمسح دموعي وتابع قائلا بقي لدي سؤالين فقط..
هل تعلمين إذا كان لوالدك أي أعداء ؟
فقلت له : أبي شخص مسالم جدا لم اسمعه يومآ يتكلم مع أحد بصوت مرتفع ولم أرى أي خلاف له مع أصدقائه في العمل
فقال لي : هل لاحظت شيئآ مريباً يحدث في منزلكم في الآونة الأخيرة ؟!
صمتت قليلا وتذكرت معاملة زوجة أبي القاسية لي وقلت له.. لا يوجد شيئ مهم ولكنني تذكرت شيئا
كانت زوجة أبي تجبرنا أن ننام كلنا في الساعة الثامنة مساءً وكانت تتكلم كثيرا على الهاتف همسا
أرجوك يا سيدي أخبرني ماذا يحدث.
ولماذا كل هل الأسئلة ؟
فنهض من كرسيه ونادى على الحارس كي يفتح باب الغرفة ثم قال له بعد أن أنتهي من الحديث مع مريم أوصلها بنفسك إلى باب المنزل..
فقال له حاضر يا سيدي..
ثم قال لي المحقق أنا آسف يا صغيرتي ولكنني سوف أكون من يحمل النبأ السيئ لك والدك تعرض للقتل من شخص مجهول الهوية وتوفي على الفور..
سقطت على الارض مغشيآ علي





كنت أبكي بحرقة وأصرخ لااااا مستحيل أنت تكذب فاحتضنني قائلآ هذه هي الحقيقة يا صغيرتي فكرت لحظتها بمصيري كنت خائفة جدآ فقد أصبحت وحيدة في هذا العالم المخيف وبدأت أتخيل نهلة ومعاملتها السيئة فقلت له أنا أكيدة أن نهلة من قتله
فقال لي يا صغيرتي لقد حققت معها مسبق وكانت في المنزل مع جارتكم شيرين لحظة وقوع الجريمة وتأكدنا من شيرين أيضآ فقد تطابقت الاقوال بينهما..
سوف نفرج عنكما الليلة وسوف يتم تسليم الجثة لكما في الغد من أجل مراسم الدفن..
لم أكن أستطيع أن ألجم دموعي ولكنني تابعت الحديث معه قائلة أريد أن أعرف من قتل أبي؟
هل كنت تحقق معي لأنك تشك أنني ربما اقتل أبي هل أنت مجنون هل يوجد عاقل يفكر في قتل أبيه كنت أصرخ تارة وأبكي تارة أخرى وأنادي أين العدل يا الله أين العدل..
فقال لي ارجوكِ أن تهدأي أعدك بشرفي أن اقبض على المجرم ولو سوف يكلفني ذلك حياتي فقد وصلني احساسك..
فقلت له عندما تلقي القبض عليه سوف أقطعه بأسناني
ونادى للشرطي وأوصلني إلى المنزل..
كانت نهلة قد عادت قبلي ولأول مرة أشعر من قبلها بالحنية فاحتضنتني بقوة وهي تبكي على والدي فشعرت بشيئ من الأمان والتفاؤل بالمستقبل..
ومرت ثلاثة أيّام العزاء وبعدها عادت نهلة إلى قساوتها
فقد قالت لي مريم أنا كنت أتحملك في منزلي من أجل أبيك..
والآن وبعد أن توفي لم يعد لك مكان في منزلي
فقلت لها نهلة أرجوكي فأنا وحيدة أين أذهب؟
فصرخت بي وقالت ليست مشكلتي ثم شدتني من شعري
واخرجتني إلى الخارج..
لم أكن اعلم ماذا أفعل ولا حتى أملك المال فبقيت أدق على الباب كي تفتح لي ولكنها لم تكترث
كان المنزل في الطابق الأخير وكان يوجد امام المنزل مثل سجادة صغيرة للأحذية
جلست عليها ولم أشعر بنفسي إلا وأنا نائمة أمام المنزل وفِي الساعة الثانية عشرة ليلا شعرت بشيئ يضربني فتحت عيناي فوجدت نهلة تضربني بقدمها قائلة قلبي لم يطاوعني أن تنامي هنا هيا إلى الداخل..
كنت مكسورة جدا فأمسكت يدها وقبلتها وقلت لها شكرا يا خالتي نهلة ودخلت إلى سريري وأنا ارتعش من البرد..
وفي الصباح استيقظت على صوت خالتي نهلة وهي تقول لي مريم المحقق يريد أن يتحدث معكِ على الهاتف
أسرعت وأنا أركض الى الهاتف..
الو مرحبا أنا المحقق علي..
فقلت له : أهلآ يا سيدي هل عرفتم من الجاني ؟
فقال لي لقد وعدتك وأنا على وعدي
فقلت له أرجوك أخبرني من السافل الذي قتل أبي وحرمني منه
فقال لي لقد وعدتك أن أبحث عن القاتل مهما كلفني الأمر ولكنني لا أريد التكلم على الهاتف لقد أرسلت سيارة القسم كي تقلك إلى المخفر هنالك مستجدات ربما أحتاج أن أسألك عنها وعندما أقفلت الخط
خاطبتني زوجة أبي قائلة ما الذي يريده منك المحقق؟ فأخبرتها أنه يريد أن يسألني بعض الأسئلة..
فقالت غاضبة.. لماذا أنت أليست زوجته أحق منك أن يسألها؟
فهززت رأسي معبرة لها عن الاستغراب مثلها لم يمر ربع ساعة إلا وكان الشرطي يقرع باب المنزل ثم ذهبت معه إلى القسم وهناك استقبلني المحقق علي ودخلنا إلى مكتبه على الفور..
فقال لي : مريم المعلومات المهمة التي أخبرتني بها سابقآ أوصلتني الى طرف الخيط الذي سوف أكشف من خلاله المجرم لقد تتبعنا رقم الهاتف الذي تتواصل معه زوجة أبيك
ثم حصلنا على اسمه وصورته من خلال التعاون مع شركة الاتصالات الوطنية كان يحمل في يديه ملف فأخرج منه صورة شخصية وسألني هذه هي صورة الشخص هل تتعرفين عليه ؟
فصحت منفصلة ممدوح أجل أعرفه إنه ممدوح عامل البقالة صاحب الوجه المريب كانت نهلة ترسلني إليه يوميا كي أشتري منه الخضار والفاكهة وتطلب مني أن أعطيه ما يطلب من النقود ثمنآ لما أشتريه ..
فقال لي نحن نريد أن نتأكد إذا كان له يد في مقتل أبيك لأن كل ما لدينا حاليا هو مجرد شكوك ونريد أن نتأكد إذا كانت نهلة شريكة معه أو لا
ومن شدة برائتي وقلبي الطفولي الذي لا يعرف الحقد كنت أدافع عنها وأقول له مستحيل ياسيدي أن تكون شريكته فهي قد أحبت أبي كثيرا وشكوكك في غير محلها..
فقاطعني قائلا أرجوك ضعي هذه الأداة في المنزل في غرفة نوم نهلة هي أداة للمراقبة والتنصت نريد أن نراقب وننصت إلى مكالمات نهلة كي نتحقق من شكوكنا
وعندما تعودي أخبريها مبدئيآ أننا نشك في ممدوح كي نتابع ما سوف يحصل بعد ذلك و أعدك أنني سوف أحقق العدالة لوالدك سريعا جدا ثم أعادتني سيارة القسم إلى المنزل





كانت نهلة على أحر من الجمر كي تعرف ما الذي حدث فأخبرتها كما أخبرني المحقق بالضبط ووضعت القطعة في غرفة نومها سر وعدت إلى عملي في تنظيف المنزل..
وما هي إلا ربع ساعة حتى رأيت نهلة تغلق باب الغرفة على نفسها كنت أسمع صوتها يهمس بكلمات خافتة يبدو أنها كانت تتصل به..
كنت فرحة لأنني سوف أكشفها خائنة وأنتقم لأبي الحبيب وأتخيلها و قد حسنت معاملتها لي وسمحت لي بالذهاب إلى المدرسة مثل بقية إخوتي هذا كل ما كان في عقلي الطفولي
وفي الصباح وبعد أن قمت بتوصيل إخوتي إلى المدرسة كان الموقف الذي غير مجرى حياتي عندما عدت إلى المنزل وجدت سيارة الإسعاف وسيارة الشرطة أمامه وكان الشارع مطوقآ بأكمله بالشرطة
فأسرعت إلى المنزل وإذ كان باب المنزل مفتوح وكان يصدر من الداخل صوت جلبة وصراخ..
وعندما دخلت وجدت الشرطة في المنزل والمحقق علي يضرب ممدوح وكانت أمامه نهلة مقيدة وهي تبكي وكان هنالك حقيبة كبيرة جدا مليئة بالنقود والمجوهرات..
كنت منفعلة تماما
كان المحقق علي يصرخ في ممدوح ويقول له لقد أطلقت النار على زميلي وهو الآن في العناية المشددة أثناء هروبك منا ألا يكفي أنك قتلت زوجها
كان ممدوح صامتآ وكان بارد الملامح ولم يتكلم مطلق ولكن عندما أطلق النار المحقق علي على قدم ممدوح صرخ ممدوح عاليآ وقال لا أعلم أي شيئ ولكن عندما وضع المحقق على يده داخل الجرح كي يزيد ألمه وأكمل تكلم كي لا اعذبك أكثر.
صرخ ممدوح عاليآ : أرجوك توقف سوف أخبرك بكل شيئ وبدأ يسترسل وقال
لقد كنت أحب نهلة منذ أن كنا أطفال ولكنني فقير معدم ولم يرضى والدها أن يزوجها لي ولكن عندما تقدم لها زوجها خالد وافق والدها على الفور ولكن بما أن خالد لم يستطع أن ينام في بيته ليلآ وأراد أن تكون حياته مع نهلة في السر
بسبب زواجه الأول مقابل أن يعطيها كل ما تريد من أموال ومجوهرات فرحنا أنا ونهلة كثيرآ حيث وجدنا الفرصة المناسبة كي نكون سويا
وكنت أبات عندها كل ليلة ولكن بعد وفاة زوجة خالد الاولى انتقل إلى العيش مع نهلة وأصبحت حياتنا أكثر تعقيداً
فقالت لي نهلة أنه إذا قتلناه سوف نتزوج ونكمل حياتنا معآ..
لقد أعطتني هي المسدس من خزينة زوجها الذي سرقته قبل موته..
فصفع المحقق نهلة على وجهها وقال لها اعترفي الآن كي لا استخدم أساليب مزعجة
فبكت وقالت إنني أحب ممدوح
وأكره خالد لقد عشت معه أربع سنوات من العذاب والمرار.. وكان المنفذ الوحيد لي هو حبي لممدوح
هنا لم أتمالك نفسي أسرعت إلى المطبخ وأحضرت أكبر سكين وجدته أمامي وهجمت بها على نهلة كي أطعنها ولكن أمسكني المحقق وقال لأحد المساعدين معه خذ المجرمين إلى الحجز ولنكمل التحقيق في القسم فقد انحلت العقدة ظهر الحق وزهق الباطل..
وهنا قال لي لقد وعدتك أنني سوف أحقق العدالة لوالدكولكن يا ابنتي إذا قتلتها لن تخمد تلك النار في داخلك لأنها نار الحقد والانتقام ولأنك ستصبحين مثلها مجرمة وقاتلة وستخسرين دينك ودنياك
وأكمل قائلا هل تملكين أحدا من الاقارب لأنك في حال عدم امتلاكك للاقارب سوف يتم ايداعك أنت واخوتك في دار الأيتام فبكيت بحرقة وأجبته بالنفي ثم توسلت له انني لا أريد الذهاب
بل أريد أن أبقى هنا في بيت والدي وسوف أعتني بإخوتي فهم كل ما تبقى لي من أمي وأبي الحبيب
فقال متأثر حسنآ يا صغيرتي سوف أعمل جاهد كي أحقق لك هذه الرغبة وسوف أقوم برعايتكم انت واخوتك حتى تبلغين الثامنة عشر من عمرك وتصبحين بالغة راشدة وودعني قائلا أراك في المحكمة عما قريب..
وعند جلسة الحكم حكم القاضي على ممدوح بالإعدام شنقاً.. وعلى نهلة بالحبس المؤبد ولكنها ماتت مقتولة بسبب صراع في السجن مع احدى المسجونات وذلك بعد مرور سنة من بدء تنفيذ الحكم..
ومرت السنوات ودرست في كلية الطب وتعرفت على ابن المحقق كان شابآ وسيمآ اسمه طارق وكان رجلا حقيقي بكل ما للكلمة من معنى ثم تزوجته وأنجبت منه ولدين ونجحت في تحقيق حلمي ونلت شهادة الطب في اختصاص جراحة العيون وأصبحت من أشهر الأطباء في المدينة
النهاية

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-