قال له الرجل بكل كبرياء
امسح حذائي!
فقال الطفل :
أمرك سيدي
قال الرجل :
أسرع أسرع
فقال الطفل :
لمَ أنت مستعجل ؟!
قال الرجل :
أنت حشره والحشرات لا تكلم الملوك
قال الطفل :
لكني من مخلوقات الله
وخلقت في أحسن تقويم
قال الرجل : أنتم الفساد
قال الطفل : لا تتكبر الله أكبر
قال الرجل : لا تتكلم يا فتى وإلا صفعتك !
قال الطفل بكل حزن : أمرك سيدي
ولكن عندي سؤال بسيط !
قال الرجل : تكلم أيها الأحمق بسرعه لأني مستعجل
قال الطفل :
أليس لك أطفال بعمري ؟
قال الرجل : كان لدي طفل بعمرك لكني فقدته من سنوات
قال الطفل :
أتحبه ؟!
قال الرجل : لا تفتح على قلبي جروح قديمه
قال الطفل مره ثانيه : أتحب ولدك المفقود ؟!
قال الرجل : وما دخلك ؟
قال الطفل للمره الثالثه : أتحب طفلك المفقود ؟!
قال الرجل : يا ليتني التقي به
قال الطفل : أنا ولدك !
فقال الرجل وهو يضحك بأستهزاء : أولادنا لا يعيشون عيشتك القذره
فقال الطفل : أقسم بالله أني طفلك
فلكمه الرجل بقدمه على وجهه وقال : لا ترددها مره أخرى !
قال الطفل وعيناه تذرف الدموع : أنت ابي !
فقال الرجل : وما أدراك أيها الأحمق ؟!
قال الطفل توفيت والدتي قبل عام وأتت بي إلى هذا المكان وقالت هذا بيت أبيك وكنت أنتظر خروجك من المنزل كل صباح لكي أنظف حذاءك وأكون من البارين
فقال الرجل : من أمك ؟
قال الطفل :
أمي هي التي رميتها بنصف الليل عندما علمت أنها حامل بي
فقال الرجل : وماذا بعد ؟
قال الطفل : لديك يا أبي علامه في ظهرك
قال الرجل : انت انت انت
قال الطفل : كيف ستعرف اسمي وأنت لا تعرفني ؟!
قال الرجل : ما اسمك يا ولدي
قال الطفل : اسمي مثل اسمك
قال الرجل : لماذا ؟!
قال الطفل : لكي ينادوني الناس في كل مكان بأسمك وكانت ثقتي بربي أن تمر بإحدى الايام وعندما يناديني أحد أرى من لديه نفس الاسم وأحاول التوصل إلى والدي
فقال الرجل : أين امك ؟!
قال الطفل : أمي ماتت وهي تقول لي ابحث عن أبيك وبره لكي تدخل الجنه !
فبكى الرجل حتى ذرفت دموعه أمام كل الملأ
وضم الطفل إلى صدره !
وقال : كم أنا مشتاق لك يا بنى !
فقال الطفل :
ولم تشتاق لأمي أبدا !
فسكت الرجل حتى أسود وجهه
فقال الطفل :
لا تصمت يا أبي لاني أمي قالت لي ما حدث !
وأعلمتني بأن زوجتك الثانيه اشترطت عليك أن تطلق أمي وألا تعترف بولدها الذي لم تراه قبل هذه اللحظه ؛؛؛!