جديدنا

قصتي أنا تقريباً كل الستات اللي في الدنيا ليهم دماغ ومراتي ليها دماغ تانية خالص

قصتي أنا تقريباً كل الستات اللي في الدنيا ليهم دماغ ومراتي ليها دماغ تانية خالص 



 تقريباً كل الستات اللي في الدنيا ليهم دماغ ومراتي ليها دماغ تانية خالص .
فاكر وقت خطوبتنا إنها صممت أشتري ليها شقة عجبتها في التجمع الخامس وإلا جوازنا مش هيتم .
وقتها حصلت مشاكل كتير بيننا بعد ما كنت اشتريت شقة قريبة من أهلي في مدينة نصر، لكني اضطريت أبيعها بعدها وأشتري دي وأتحمل خسارة كبيرة جداً بعد إصرار أهلي، رغم إنه ماكانش فارق معايا ولا كانت البنت دي من اختياري أصلاً .
يمكن سعر الشقة دي الممتاز وقربها من شغلي في شارع التسعين خلوني أتنازل عن حاجات كتير وأوافق أشتريها، وأكمل الجوازة المشؤومة اللي كلها طلبات دي .
اتجوزنا بعد ما اشتريتها بشهر تقريباً، وبعدها ناس كتير من سكان المنطقة بدأوا يكلموني رغم إني ماعرفهمش، كلهم كانوا متفاجئين إني سكنت في الشقة دي، وبيرددوا كلام غريب عن إن الشقة دي مقتول فيها واحد ومسكونة وحاجات من هذا القبيل، لكني وقتها ماصدقتش وماحطيتش الموضوع في اهتمامي أصلاً .
بعد أسبوع من جوازنا تقريباً مراتي قررت ترجع لغرابتها تاني، وطلبت مني تشتري قطة وتربيها رغم إنها عارفة كرهي الشديد للحيوانات، وبالرغم من كده وافقت بعد إلحاحها . 



من ضمن الحاجات اللي مخلياها غريبة هي رغبتها في الاختلاف .. تقريباً معظم الناس اللي بيشتروا قطط يربوها بتكون بيضاء أو أي لون فاتح أو حتى بني، لكنها قررت تشتري قطة لونها أسود داكن بطريقة مخيفة، والمخيف أكتر إن عينيها كانت بيضا كلها حتى القزحية نفسها، ودا اللي خلاني مش مستريح طول فترة وجودها في البيت .
وقتها ماكانش فيه يوم بيعدي تقريباً من غير خناق، وفي معظم الأوقات بيكون من غير سبب كأنها كانت بتتلكك، ويمكن دا اللي خلاني أتلكك أنا كمان وأقولها إن قطتها دي مابقاش ليها مكان في البيت .
يومها أخدتها ورميتها في الشارع رغم إنه الساعة كانت ٢ الفجر، ورجعت البيت وأنا متوقع إن خناقة تانية أكبر من كل الخناقات اللي قبل كده هتكون مستنياني، لكن اللي كان مستنيني وقتها حاجة أغرب من كده بكتير .. كانت جثتها .
باب البيت كان مفتوح، وكانت واقعة على الأرض غرقانة في دمها، والقطة اللي رميتها في آخر الشارع من دقايق كانت واقفة عند راسها بتبصلي بصات مخيفة جداً وأنا مش مستوعب إزاي مراتي ماتت وإزاي القطة رجعت رغم إنه الموضوع نظرياً مستحيل .
حاولت أرن على والدي أو أي حد من اخواتي وأنا هتجنن ومش قادر أفكر في أي حاجة، لكن الشبكة اختفت وقتها وماقدرتش أوصل لحد منهم، وكل اللي بيدور في بالي إنها اتقتلت .



جريت أدور على اللي عمل كده في كل جزء في البيت لكن من غير نتيجة، بعدها رجليا خدتني بره الشقة عشان أتفاجئ بباب الشقة اللي قصادي متوارب، والقطة السودا دي باينة من وراه، ومن وراها مراتي رايحة ناحيتها عشان تشيلها وتبعد عن مدى الرؤية بتاعتي، ويظهر صاحب الشقة بسرعة قدامي عشان يسألني عن سبب وقوفي غير المبرر قدام شقته، وبعدها يقفل الباب بسرعة .
كنت متأكد إن القطة اللي شفتها هي نفس القطة اللي مراتي مربياها، والست اللي أخدتها في الشقة اللي قصادي هي نفسها مراتي، ودا اللي خلاني أرجع الشقة زي المجنون عشان أتفاجئ إن جثتها اختفت، وآثار الدم من على الأرض، وكذلك القطة، لكن اللي ظهر قدامي وقتها كان أغرب من الخيال .
كان جاري نفسه اللي قفل في وشي الباب من ثواني .. واقف مبرقلي من غير ما ينطق بكلمة، وأنا مش مستوعب اللي بيحصل وبسأله هو مين وعايز إيه ؟ ومراتي فين وإيه حكاية الدم اللي كانت غرقانة فيه والقطة الغريبة دي !
لكنه وقتها رد عليا رد مقتضب جداً ...
- إيه اللي خلاك تسكن هنا ؟
وبعدها بدأ يقرب مني في نفس اللحظة اللي سمعت فيها مراتي بتصرخ، وهو بيقرب بلا مبالاة وإيديه مليانة دم وضوافره بتطول كأنها بتتحول لمخالب، ولون عينيه بيختفي عشان تبقى عبارة عن بياض كامل زي القطة بالظبط، وهيئته بتتحول لهيئة مسخ تقريباً .
ماكانش قدامي حل غير إني أجري .. خرجت من الشقة مرعوب وأنا بصرخ وبستنجد بأي حد من غير نتيجة، لكن لحسن الحظ إني لما نزلت لاقيت بواب العمارة موجود .
ماكانش ظاهر ليا غير ضهره، وخشبة طويلة ماسكها بيمينه وبيلف ببطء عشان يصدمني صدمة أكبر من اللي قبلها .
كان جاري نفسه، لكنه كان بملامحه الطبيعية مش اللي اتحول ليها فوق .. لابس جلابية وماسك خشبة طويلة وبيقرب مني وهو بيردد جملة واحدة بس :



- اللي يفكر يسكن هنا لازم يكون مصيره الموت .
وبيقرب بخطوات بطيئة قبل ما يندفع ناحيتي مرة واحدة بعشوائية خلتني قادر أتفاداه، وأهرب ناحية الشارع كأني خرجت من سجن محبوس فيه بقالي سنين، وأخيراً كنت قادر أتنفس .
الشارع كان فاضي حرفياً .. لا عربيات ولا بني آدمين ولا أي أثر للحياة لحد ما ظهر تاكسي أسود فجأة من العدم ووقف قدامي من غير ما أشاورله، ولأنه كان بمثابة طوق نجاة ليا ركبت من غير تردد، وبعدها اتحرك بيا بسرعة جنونية قبل ما تظهر نفس القطة قدامه ويفرمل عشان يتفاداها على آخر لحظة، وفي نفس اللحظة بسمع صوت صراخ مراتي واضح جداً، واللي اكتشفت إنها كانت راكبة ورا في نفس التاكسي، والأغرب إن اللي سايق التاكسي كان جاري نفسه !
كنت محظوظ إنه وقف بعد ما اكتشفت حقيقته، وكنت محظوظ إن باب التاكسي فتح معايا بسرعة مش زي المسلسلات لما البطل يكون محتاجه يفتح ومايفتحش، وكنت محظوظ أكتر إن كان بيني وبين قسم الشرطة حوالي ٣ دقايق .
نزلت من العربية بسرعة وفضلت أجري بلا وعي لحد ما وصلت لقسم الشرطة، وهناك اكتشفت إني مش عارف سبب وجودي هناك غير خوفي منهم، واللي مالوش مبرر للتواجد في قسم شرطة، وبالتالي ماكانش قدامي غير حل واحد .



قلتلهم إني ببلغ عن حالة قتل، فاستقبلوا كلامي ببرود وطلبوا مني صورة للضحية، فخرجت تليفوني أوريهم صورة من صور مراتي، وبمجرد ما شافها الضابط فضل يضحك مع عساكره بسخرية قبل ما يهمس :
- تقريباً دا عاشر بلاغ يجيلنا بنفس الطريقة عن قتل نفس الشخص، والغريبة إن حوالي ٥ من اللي قدموا بلاغات مشابهة لبلاغك ماتوا بطرق مختلفة في الأيام اللي فاتت .
- إيه اللي حضرتك بتقوله ده يا فندم ؟ دي مراتي !
- دي مش مراتك يا أستاذ .. دي أشهر دجالة في التجمع الخامس، وموجودة هنا بقالها أكتر من ٦ شهور بتهمة قتل جوزها، أو بالمعنى الأصح الراجل اللي كان بيطاردك قبل ما توصل هنا .
قالها وأنا مش مصدق لحد ما شاور لواحد من العساكر يجيبها ف رجع بعد دقايق وهي معاه، وأنا مش مستوعب اللي بيحصل .
- زي ما اتسببتي في معاناته محدش غيرك هيخلصه، وإلا نهايتك هتكون على إيدي .
من غير مقدمات لاقيت الضابط بيقول الجملة دي ويشاورلها عشان تقرب مني من غير ما تتكلم وتمسك إيدي وتعورها بضوافرها وهي بتردد كلام غريب مافهمتش منه حاجة غير جملة واحدة بس :
- إياك تقرب من قطتي تاني !
والدم مستمر في نزوله من إيدي قبل ما يغمى عليا، ولما فقت كانت كل حاجة رجعت لطبيعتها من حواليا، كل حاجة تقريباً إلا أنا شخصياً، ويمكن مارجعش لطبيعتي غير لما أسمع إنها خدت إعدام بوداني .
،، تمت ،،

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-