جديدنا

قصة ماقبل النوم سمعت إن أقرب أصدقائي مات موتة بشعة

قصة ماقبل النوم  سمعت إن أقرب أصدقائي مات موتة بشعة



والغريب إني سمعت ماشوفتش .. الساعة كانت ٢ الفجر تقريباً وقت ما جارته اتصلت بيا تحكيلي اللي شافته من شباك أوضتها المطلة على بيته .
كانت ست عجوز عندها ٦٠ سنة تقريباً، تعرفني بحكم زياراتي المستمرة له في بيته اللي موجود على أطراف المدينة، وطبيعي كان لازم أشوفها كل مرة أروحله فيها بحكم إن محدش ساكن في المنطقة دي غيرها، وصديقي وأسرته .
لما اتصلت بيا قالت إنها شافت شخص ضخم بيخنقه، لكنها ماشافتش منه غير سواد، خاصةً وإنه كان مديها ضهره على حد وصفها، وبالرغم من إني متأكد إن أسامة مش شخص عدائي ومفيش حد بيكرهه، دماغي أخدتني لإتجاه واحد، خاصةً وإن تصرفاته في الفترة الأخيرة كانت بتأكد إنه في طريقه لكارثة حتمية .
كان بيحكيلي إن مراته بتدَّعي إنها مسحورة أوقات، وأوقات بتقول إنها من الجن، ويمكن دا اللي خلاني أفسر موته بطريقة واحدة بس، وأعرف القاتل من قبل ما أسمع أي حاجة.



وقتها حاولت أتصل بيه أكتر من مرة عشان أقطع شكوكي، لكنها اتأكدت لما الموبايل رن أكتر من مرة وبعدها اتقفل.
ساعتها نزلت زي المجنون ومفيش في بالي غير ابنه .. كان عنده ولد في حدود ١٧ سنة تقريباً وكل اللي كان شاغلني هو مصيره بعد موت والده بالطريقة دي، وأكيد نهاية والدته الحتمية بعدها.
أينعم كنت متخيل إن مشاكل صديقي مع مراته هتتسبب له في مشكلة كبيرة، لكني عمري ما تخيلت إنها ممكن تنتهي بموته، وشتات عيلته ودمارها بالطريقة دي.
لما وصلت كان البيت ضلمة بطريقة مخيفة، والغريبة إن بيت جارته كان مضلم بنفس الطريقة على غير العادة .. فضلت أخبط بلا وعي قبل ما ابنه يوسف يفتحلي بابتسامة لا تعبر عن حجم الكارثة إطلاقاً.
- عمو مصطفى، ازي حضرتك .. خير فيه حاجة ؟
كان بيتكلم كأن مفيش حاجة حصلت، وكان من الواضح إنه مفيش حاجة حصلت فعلاً، ودا اللي خلاني أحاول أخرج من الموقف بأي طريقة من غير ما يفهم الغرض الحقيقي من زيارتي.
- خير يا حبيبي إن شاء الله .. كنت محتاج والدك في شغل ضروري، هو فين ؟
- سافر مع والدتي الغردقة امبارح .. قال إنهم محتاجين يومين تلاتة لوحدهم، هو ماقالش لحضرتك ؟
مش هنكر إني اتصدمت لما قال كده، يمكن كنت فرحان جداً إن كلام جارته كان كدب وإن أسامة لسه عايش، لكني كنت مستغرب ومش فاهم ليه كدبت عليا أو كان غرضها إيه بالظبط.



سلمت على الولد ومشيت لكني قبل ما أوصل لعربيتي رجليا أخدتني لبيت الست دي، واللي بالصدفة كان بابه متوارب ف دخلت من غير استئذان وأنا على آخري، لكني بمجرد ما شفتها نسيت أنا كنت بفكر في إيه أصلاً.
كانت واقعة على الأرض غرقانة في دمها، وجنبها ورقة صغيرة تحاملت على نفسي وقربت أخدتها والخوف متملكني، وكان طبيعي يتملكني أكتر بعد ما شفت اللي مكتوب مكتوب فيها.
" ماتحاولش تسأل عن أي حاجة، اهرب بسرعة "
أخدت الورقة وجريت على عربيتي بلا وعي، وكل اللي كان في مخيلتي قبل ما أدخل عندها اتمحى في لحظة ومابقاش في دماغي غير صورتها المخيفة اللي شفتها قبل ما أهرب، ويمكن اللي استنتجته من اللي حصل ده إن أسامة اتقتل فعلاً، واللي عمل كده من مصلحته إن محدش يعرف الحقيقة.
معرفش ليه ابنه كان بيكدب عليا .. معرفش هل والدته طلبت منه يقول كده وهو اضطر يعمل كده ولا لأ .. معرفش أصلاً كان بيكدب ولا بيقول الحقيقة، ولا أعرف صاحب الرسالة كان يقصد منها إيه وهل هي موجهة ليا ولا لحد تاني .
وصلت للحظة ماكنتش عارف فيها أنا شخصياً أبقى مين .. لما بعدت بعربيتي عن المكان فكرت أتصل بالشرطة، لكني افتكرت وقتها إن بصماتي موجودة على مقبض الباب بتاعها، ودا ممكن يكون دليل إدانة ضدي، وساعتها رجعت زي المجنون عشان أمسحها قبل ما أتفاجئ إنها اختفت من المكان اللي كانت فيه، ومفيش أثر لنقطة دم واحدة.
خرجت وأنا مش مستوعب أي حاجة من اللي بيحصل، وقبل ما أركب عربيتي وأمشي لمحت نور صغير جاي من بيت أسامة، ودا كان كافي إني أربط الأحداث ببعضها .. مسكت موبايلي في محاولة لكشف الحقيقة، وأخدت خطوة كان لازم آخدها من وقت ما عرفت اللي حصل، بعدها رجليا أخدتني لهناك وأنا مش مدرك أنا رايح أعمل إيه، والغريب إني خبطت كتير المرة دي لكن من غير نتيجة، ودا اللي اضطرني إني أستخدم آخر ورقة معايا.



كان فيه شباك للجراچ بتاعه ورا البيت كان دايماً بينسى يقفله، ودا كان طريقي الوحيد للدخول .. بالفعل كان مفتوح كالعادة، وبالفعل دخلت عشان أتفاجئ إن مفيش أثر لأي حد في البيت، وريحة نفاذة جداً لمعطر جو أو بخور تقريباً طالعة من كل مكان في البيت، وصمت مخيف متزامن مع الضلمة دي إلا من مكان واحد بس.
كانت أوضة أسامة تقريباً، ونور خفيف طالع من أباجورة جنب سريره، كان جنبها موبايله ودا اللي خلاني أتأكد إنه ماسافرش لأي مكان .. ريحة البخور في الأوضة دي تحديداً كانت مستفزة، كأن حد قاصد إنه يخفي بيها ريحة تانية، ودا اللي اكتشفته لما مشيت ورا مصدر البحور لحد ما رجليا وصلتني للسرير، واللي الريحة عنده كانت أقوى ما يمكن.
الغريبة إنه السرير كان متقفل من الجانبين، ومفيش أثر لبخور أو أي حاجة ممكن تسبب الريحة دي فوق السرير، لكن اللي تحته كان كافي جداً لكشف الحقيقة المرة، اللي كانت كفيلة تعيشني في جحيم طول عمري.
كان أسامة ومراته والست العجوز، أو بالمعنى الأصح جثثهم هم التلاتة متكومين فوق بعض، وكمية كبيرة جداً من البخور حواليهم، ودا تقريباً كان أبشع مشهد شفته في حياتي.
قبل ما أستوعب اللي شفته لاقيت نور الأباجورة اختفى، والضلمة والصمت رجعوا يملوا المكان قبل ما يقطعهم صوت كان مألوف جداً بالنسبالي .. كان صوت يوسف من ورايا، واللي تأكدت من وجوده لما النور رجع فجأة .. واقف بيبتسم بسخرية عشان يأكدلي إن كل اللي فكرت فيه كان غلط.



- كنت ناوي أسامحك على تطفلك لو ماكنتش رجعت تاني، لكن تقريباً كل واحد بيجري ورا نهايته مش هي اللي بتجري وراه.
قال الكلام ده وهو بيقرب مني، وجسمه بيتضخم بطريقة مخيفة وهيئته بتتحول لهيئة مسخ تقريباً وهو بيردد :
- كان لازم أقتلهم قبل ما يقتلوني، ولازم أقتلك زي ما قتلتهم .. هما كانوا شايفينني من نسل الشيطان، وانت شايفني قاتل، والست دي كانت بتحاول تفضحني .. كلكم لازم تموتوا !
في اللحظة دي هيئته كانت بشعة ومخيفة لأبعد الحدود بعد ما أطرافه اتمددت وشعره وصل رجله تقريباً، وكان مستمر في حركته ناحيتي بيحاول يتخلص مني أنا كمان، وأنا ماعنديش طاقة تسمحلي إني أتحرك من مكاني أو أقاومه بعد كل اللي شفته الليلادي وبالتالي نهايتي كانت على المحك، لكن من ألطاف الله إنه الشرطة وصلت في اللحظة دي تحديداً عشان تنهي المهزلة دي، وتنهي عبث شيطان بهيئة طفل.
يمكن المكالمة اللي عملتها قبل ما أدخل البيت ده مامنعتش موت أسامة ومراته، ولا جارتهم المسكينة اللي ملهاش ذنب في أي حاجة لأنهم كانوا ماتوا بالفعل، لكنها أنقذت حياتي وحياة ناس كتير من شيطان جذوره كانت بتتأصل في المنطقة، وبمجرد ما كبرت اتخلصت من اللي بيسقيها.
،، تمت ،،

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-