قصة وعبره القصة كامله بعد خطوبتي بإسبوع
قصة شمس
بعد خطوبتي بإسبوع وبعد ما طلع عليا لفظ (بايرة)
روحت المُستشفى، وخطيبي في اليوم دا جالي في مقر عملي.
جتلنا حالة في الطوارئ، جريت عليها وسبت خطيبي أو منتبهتش لوجودة لما جرس الطوارئ إشتغل، جريت ع المريض لقيت الدم في كل حتة في رجلة، بسرعة قطعت البنطلون وملحقتش ألبس جاونتي وبدأت أحط القطن في مكان الجروح وحطيت إيدي ع جرح غائر والدم بينزف منه بشدة جريت معاهم وأنا مسكاه وبنادي ع الدكتور خالد يلحق بسرعة، عديت من جنب خطيبي بس معرفش إزاي ملمحتوش!
بحب وظيفتي جداً التمريض دا كان حياتي كلها إحساسي وأنا واقفة مع الدكاترة في العمليات وبساعدهم كان بيخليني طايرة من غير جناحات، هه طبعاً كلكم فاهمين إن مهنة الطب تُدرس في الجامعات بس، لكن أنا كنت دكتورة إلا ربع بسبب حبي للمهنة دي وكُتر قرايتي في كتب الطب.
-شمس!
=نعم.
-لو قولتلك إني مش عايزك تشتغلي؟
=سؤال ولا خبر
-لا، خبر
=ولو قولتلك إني مستحيل أسيب شغلي؟
-سؤال ولا خبر
=هه، لا خبر
-هخيرك بيني وبينه!
(كانت صدمة لما سمعته قال كدا، فكرت دا نقاش عادي مش هيوصل لكدا، بس أنا مش مقدرش أعيش لو سبت شغلي أنا ممكن أموت وكمان صعب عليا قوي أفركش خطوبتي، دا أنا ما صدقت خلصت من كلمة بايرة وعانس! ما صدقت ريحت أبويا وأمي! أفركش؟ أفركش بعد أسبوعين بس! طب الناس وكلامها ال بينهش في قلبي من غير رحمة!)
-سكتي يعني؟
= بس أنت عارف ي أحمد تعلقي بشغلي وقولتلك كدا قبل ما نتمم أي حاجة، إزاي جاي تخيرني؟
-لما سبتيني وجريتي ع الراجل الأسبوع ال فات وأنا أول مرة أجيلك المستشفى وكأن مافيش ممرضة غيرك في المكان دا، ولما قطعتي بنطلونه من غير كسوف، ولا راعيتي وجودي قومتي حطيتي إيدك ع رجله حتى مكنتيش لابسه جاونتي! وأنا مقبلش كدا. هسيبك تفكري وتردي عليا، سلام.
حسيت وكأن الدنيا لفت بيا وقفلت في وشي بيبانها وكل حاجة إسودت في وشي، مبكتش وقتها لإني محستش بحب إتجاهه، العادات والتقاليد الناس وأبويا وأمي وافقت عشانهم، صعب على قلبي أعيش نفس الألم من تاني!
فات أسبوع وأنا كل ليلة مابنمش من كتر التفكير، حتى هو مكلفش خاطره يكلمني!
نزلت الشغل واليوم مر كأنه سنة خلاص هيجي النهاردة ياخد القرار، روحت البيت وبمجرد ما دخلت أمي قابلتني وقالتلي: خطيبك جوا ي بنتي مستنيكِ من بدري كنتِ فين؟
=كنت بتمشى شويا ع البحر.
_ أهلاً أهلاً، يرضيك كدا ي عمي سيباني ملطوع أكتر من ساعة عشان شغلها؟
يعني لما نتجوز تسيب العيال مرمين كدا عشان خاطر شغلها؟ أنا ميرضنيش الوضع دا.
دخلت بكل هدوء بصتله وكأني بستجمع كل الوجع ال مريت بيه وقولتله: طبعاً أنت جاي تاخد قرار ال إتفقنا عليه
_ بالضبط كدا.
( بنفس الهدوء ال كنت بحاول أكون فيه، قلعت الدبلة وحطيتها قُدامه وقولتله: شغلي أسيبه في حالة وحدة بس، لما أموت)
نزلت دمعة مني حسيت بنارها في قلبي، سبت أبويا وأمي في ذهول تام.
جريت ورايا أمي تزعق وتهز في كتفي وتقولي لي لي؟ ما يولع شغلك في داهية إحنا مش محتاجينه.
مر عليا شهر وسط عتاب أهلي وإحساسهم بالكسرة والكلام ال زاد بعد ما فركشت، وال كان عنده كلمة كان بيقولها حتى لو في وشي مابيتكسفش.
من كتر كلام الناس محدش إتقدملي لسنة ونص!
في يوم وغير العادة راحت عليا نومة ومصحتش ع ميعادي وإتأخرت على المُستشفى ساعة!
جريت بسرعة على الموقف ألحق عربية والحمدلله لقيت عربية كانت ناقصة نفر وكملت بيا وكأنها كانت مستنياني.
تحركت العربية بينا، وبالصدفة ببص جنبي لقيت واحدة حامل تقريباً في شهرها الأخير قاعدة جنب الشباك وقدامها قاعد راجل تقريباً جوزها لإنها كانت بتكلمه كل شويا.
فجأة والكل قاعد ف حالة سرحان، حسينا بخبطة جامدة جات من نحية الشمال، ودي كانت عربية خارجة سريعة من جسر فرعي دخلت في العربية، دخلت في الجنب ال قاعدة فيه الست الحامل.
هي وكل وال قدامها وال وراها خدوا الخبطة متأذاش كانت إصابات بسيطة، الست بدأت تصرخ والصوت يعلى وصراخها بيعلى وقالت لجوزها بولد بولد.
كل ال في العربية نزل وإتطمنت عليهم بصوت واحد: حد حصله حاجة؟!
حد يطلب الإسعاف بسرعة، ومسكت إيد الست وجوزها أخيراً إداني وشه، قلبي دق وكان هينخلع من مكانه لما عينه جات في عيني ونظرات القلق ماليه عينه، فصلني عنه صراخ مراته وألمها، فقالي بسرعة ي شمس اتصرفي دي بتولد بالله عليكِ وانسي كل ال حصل مش وقته دلوقتي بس إنقذي ابني قبل ما يموت
-نزلها معايا بسرعة بسرعااااااه
هاتوا ملايات من أي بيت هنا ولفوها علينا، بسرعااااااة
في أقل من خمس دقايق كان جوزها وال هو........
________________
الجزء الثانى
نزلها معايا بسرعة بسرعااااااه
هاتوا ملايات من أي بيت هنا ولفوها علينا، بسرعااااااة
في أقل من خمس دقايق كان جوزها وال هو
خطيبي السابق بيجري ع البيوت عايزين ملايات مراتي بتولد في الشااارع.
بدأت مرحلة الولادة وكانت عسيرة جداً، الرجال محاوطينا بالملايات ومعايا واحدة ست ماسكة راسها والتانية كانت بتساعدني، إبنها نزل ع إيدي بس مكنش بيتحرك! بدأ قلق أبوه يزيد، شمس إبني ماله ي شمس إلحقي إبني ي شمس إعملي أي حاجة.
دماغي وقفت من التفكير، دماغي إتفتحت بسبب الخبطة ال أخدتها والموقف كان صعب إن حد يتحمله!
صرخت فيه: اسكت اسكت متتكلمش كفاية.
قولت في سري: يارب دا طفل صغير أنقذه عشان تعب أمه وال شافته فيه يااااارب أعني.
وقتها حضر في ذهني ال قريته في كتب الطب وبدأت أنفذ
مسكت الطفل من رجله وقلبته وبدأت أضرب في مؤخرته وبعض التمارين ع ضهره وعملتله تنفس وفضلت أنفخ في فمه وتماااارين كتير، بدأت أعرق وأتوتر أمه فقدت الوعي أبوه قلقان وموترني!
وبعد ما كنت خلاص فقدا الأمل، بدأت أول صرخة تطلع من الطفل وعربية الإسعاف وصلت وطلعت معاهم، فضلت ماسكه الولد ولفاه بالشال ال كنت خارجة بيه لغاية ما وصلنا المستشفى أخدوا مني الولد على الحضانة ع طول لإنه طول الطريق كان بيتنفس بأكسجين إصطناعي لو شلنا الأكسجين من عليه هيموت!
الحادثة عدت وفاتت وإبنه خرج من المستشفى سليم بعد ما كل الدكاترة عرفوا ال عملته وشكروني وحيوني وقالولي: أنتِ السبب إن الطفل دا عايش لدلوقتي.
ماعدا هو! هو مشكرنيش وكل ما تيجي عيني في عينه يهرب يهرب مني!
وقفت مع مراته لغاية ما خرجت بالسلامة بس للأسف إبنه كان لازم يفضل في الحضانة على الأقل شهر!
_ آنسة شمس آنسة شمس!
= نعم يا أستاذ أحمد، تفضل
(بدأ يتكلم وعينه بتزوغ مني شويا يحطها في الأرض وشويا يبصت لبعيد وبدأ علامات التوتر تظهر عليه)
_ مش عارف أبدأ منين بس بجد بشكرك من كل قلبي وكلمة شكر مش هتوفيكِ حقك ع ال عملتيه مع إبني ال كان هيموت ومراتي، أنا كنت محرج أجي أكلمك وأشكرك بس قولت لازم أقل حاجة أشكرك.
= وياترى بتشكرني ع إي؟ على إني مسبتش شغلي واتمسكت بيه لما أنت خيرتني بينك وبينه؟
ولا شُكراً عشان بسبب شغلانتي دي أنقذت إبنك؟
ولا شُكراً عشان مخذلتكش زي ما خزلتني؟
_ كنت غبي لما فكرت بالطريقة دي، سامحيني بس ال فات مقدرش أصلحه لكن بطلب منك السماح وربنا يرزقك أفضل مني.
= متطلبش االسماح، يكفي بس إنك تفتكر ال أنقذت حياة إبنك هي ال نفسها ال كسرتها بسبب إنها إمتهنت مهنة التمريض وال كانت سبب بردو إن إبنك عايش دلوقتي.
مشيت قبل ما ينطق بحرف تاني، مشيت وأنا بجر ورايا خُزلان وكسرة نفس وألم مكانه في نص قلبي، مشيت وبدأ الشريط يعيد أحادثه من تاني، من كلام الناس لكسرة نفس أهلي لوحدتي وهواني على الناس، مشيت كأني شجرة يبست وكل أوراقها جفت ووقعت وهي لسه في الربيع!
_ آنسة شمس ممكن تحصليني ع مكتبي لو تسمحي
= لي ي دكتور خالد في حاجة؟
_ محتاجك في موضوع مش هينفع أكلمك فيه هنا لو تسمحي يعني خمس دقايق واتفضلي
= تمام، هعدي ع مريض 209 أطمن على نبضة والضغط وهعدي ع حضرتك.
_أدخل، إتفضلي ي آنسة شمس أقعدي
= خير ي دكتور
_سؤال ولا خبر؟
= سؤال!
_ طيب هو خير إن شاء الله وبدون أي مُقدمات، أنا طالب إيدك للجواز، ولو موافقة فهطلب منك رقم الوالد وأحدد معاه ميعاد، وأنا تحت أمره في أي طلب يقوله.
= أفندم؟ أ أ أ حضرتك ي دكتور هو أنت مش متجوز؟
_ أيوا متجوز، بس خلاص معدتش قادر أكمل معاها حاولت كتير ولكني كنت بفشل في كل مرة وهي في كل مرة كانت بتبعدني عنها، في الأخر إكتسفت خيانتها ليا!
(كلامه كله كان مُفاجئ! يتجوزني؟ دكتور شاطر زي دا وأشهر واحد في المحافظة يتجوزني؟ طب لي؟ إي ال خلاه يفكر فيا!
مراته خانته إزاي؟ إزاي جالها قلب تخون شخص زي الدكتور خالد في دينه وأخلاقة ونسبه والمكانه ال هو فيها؟ بعدين بردو يتجوزني إزاي ولي أنا؟ ما باقي الممرضات هتموت عليه حتى لو هيتجوزها ع مراته وبيدلقوا نفسهم عليه، إشمعنا أنا؟!)
_ شايفك سكتي يعني؟
= حضرتك بصراحة.....
_ متكمليش أنا عارف الأسألة ال في دماغك، ليه أنتِ مش كدا؟
= أيوا فعلاً
_ بصي ي ستي من فترة وأنا بدأت أشوف فيكِ ال كنت بدور عليه من زمان وال مكنتش بلاقيه في مراتي، إنسانة طموحة بتحبي شغلك والأجر المالي ميهمكيش أهم حاجة عندك تكوني سبب في إنقاذ حياة إنسان، بدأت أراقبك من بعيد ومكنتش عارف ولا مُدرك إمتى دخلتِ قلبي ورضيت بيكِ زوجة، بعترف إني محبتش مراتي ولا قدرت أحبها، هي دكتورة والمُجتمع فرضها عليا أتجوزها، عمري ما شوفت فيها صفة من ال كنت بحلم بيها تكون في زوجتي المستقبلية. غير كدا لفتني إنك مش زي باقي الممرضات، ال تهزر مع المريض دا والمريض دا عشان يديها بقشيش، وال تضحك بصوت عالي مستفز وال تتمايل وال وال وال، لفتني إنك دايماً في حالك محتشمة في لبسك في تصرفاتك مع المرضى ال دايماً بتكون بحدود، لفتتني إبتسامتك إل مكنتش بتطلع غير لطفل أو وحدة ست بتغيريلها ع الجرح.
مش هقدر أصارحك بأكتر من كدا، بس أنا رضيت بيكِ زوجة، وأتمنى إنك ترضي بيا كزوج.
= .........
_ وبكدا نقول السكوت علامة الرضا تاخديلي معاد مع الوالد أجي بُكرا؟
= ال حضرتك تشوفه، السلام عليكم
_________________
الجزء الثالث
_ وبكدا نقول السكوت علامة الرضا تاخديلي معاد مع الوالد أجي بُكرا؟
= ال حضرتك تشوفه، السلام عليكم
(بعترف إن رجلي مكنتش شيلاني عشان أخرج من عنده، نفسي ال كان طالع نازل كأن حد بيجري ورايا كان هيقتلني، فرحتي بإن ربنا إستجابلي وجبرني كانت مطلعاني فوق السما، كنت بعيط وأنا ماشية ومش واعية لنفسي، وقتها بس عرفت حكمة ربنا لما مستجبليش في أول مرة دعيته، كان سبحانه شايلي الأفضل، شايلي دكتور ومش أي دكتور، دا ال كل الناس هتقولي عليه: صبرتي ونولتي. دا ال هيعوضني عن كل كسرة نفس شوفتها وكل كسرة نفس أهلي عاشوها)
_ بُص ي عمي، جهاز البنات ال بتطلع بيه البنت من بيت أبوها دا أنا مش عايزه، ومش هقولك عايزها بشنطة هدومها، أنا هاخدها وأجبلها هدوم، شرعاً ي عمي أبو العروسة ليس عليه شئ، تجهيز بيت الزوجية على الرجل، فاسمحلي ي عمي مش عايز منكم حاجة. والطلبات ال أنتَ تؤمر بيها بأمر الله هنفذها. بنتك غالية والله ي عمي ولازم يكون مهرها غالي.
= ي بني إحنا بنشتري راجل، ماليش طلبات غير إنك تعاهدني أمام الله لا تبكيها في يوم ولا ترفع إيدك عليها في يوم ولا تكسر قلبها في يوم ولا تيجي عليها في يوم، بنتي ال أنت جيت تتقدملها دي داقت المر أنواع، ونفسها كانت دايماً تتكسر من وهي طفلة، لا عرفت تعيش طفولتها ولا عرفت تعيش شبابها،مكانتش بتتجرح غير من القريب، طلبي إنك تعوضها عن ال فات.
_ من غير ما تقول والله ي عمي، لو محستهاش شبهي مكنتش إتقدمتلها، هي كمان هتعوضني عن ال فات. نقول آمين ي عمي ولا ليك طلبات تاني؟
= لا كدا أشيلك فوق راسي، آمين.
_ كدا وبعد كتب الكتاب وبعد ما بقيتي مراتي قدام ربنا، أقدر أقولك إني كنت بحبك قبل ما أتقدملك بسنة، بس كنت كاتم ف قلبي لإن دا وَلَّد عندي شعور إني بخون مراتي برغم كل ال كانت بتعمله فيا.
= أنا كدا إتطمنت على نفسي وهي معاك، عهد أمام الله إني هكون ليك عُكاز وسند وهعوضك إن شاء الله بكل ال فات.
_ بما إنك بتحبي مهنة الطب، إي رائيك تكملي دراسة وأنا هساعدك وتدخلي كلية طب بشري وتحضري ماجستير وتبقي دكتورة وأحسن دكتورة كمان، الشغف ال جواكِ نحية الطب دا مينفعش يموت، لازم يعيش أنتِ هتكوني حاجة كبيرة قوي بس وافقي ومتقلقيش من حاجة.
(وقتها إفتكرت ال قالي يا أنا ي شغلانتك دي، وفضلت أضحك بعد كدا بكيت، أسوء شعور ذلك الذي يكون مُختلط بين الفرحة والبكاء، لم أشعر سوى بذراعين تُحيط بي ويقول: عاهدتُ أباكِ ألا تبكي، ها هي ذراعي إن لم تحميكِ من الدنيا فما فائدتهما؟ بِداخل حدود هذه الذراعين يوجد قصرٌ مُحصن، فاستريحي وقري عينا)
تمت