قصة واقعية المضمون أم المظهر

هذه ثلاثة قصص حقيقية مرتبطة ببعضها 
في أواخر التسعينيات و اوائل الألفينيات كان هناك جراح عظام ألماني شهير له إنجازات و ابحاث عظيمة في مجال إصلاح تشوهات العظام ... و لا يزال بإسمه أحد تقسيمات تشوهات عظام الأطفال التي نستعملها حتى اليوم .. و كنا نتعلم منه الكثير 
و في حوالي سنة 2010 عرفت ان هذا الجراح تقدم في السن و تم إيقافه عن ممارسة المهنة في بلده ألمانيًا 
ثم فوجئت بعدها ببضعة سنوات ( حوالي سنة 2013 ) أن هذا الجراح تعاقد مع مستشفى في إحدى دول الخليج العربي..يمارس فيها الطب و الجراحة !!! 
بعد ان فقد قدرته على العطاء بحكم السن ..وجد من هو مستعد لدفع المال الكثير ..فقط مقابل ان يضع إسمه في الإعلانات لجذب الزبائن !!! 
------- 
في سنة 2008 عرفت ان أحد خبراء جراحة المفاصل الأجانب سوف يزور مستشفى خاص في مصر ... و بما أنني أعرف هذا الجراح الشهير ... فقد دعوته على العشاء في أواخر زيارته ...و فوجئت بأنه تقدم كثيرا في العمر ..و فقد تركيزه و أصابت الرعشة يديه 
و بعد نهاية الزيارة عرفت من أحد الزملاء الذين عملوا معه أن الذي قام بعمل الجراحات و تقييم المرضى و كل شيء كأن بعض المساعدين من الأطباء المصريين الشباب !.. كانوا شباب وقتها :) ... و كان هذا الجراح الأجنبي الشهير مجرد واجهة للدعاية و جذب الزبائن !! 

---------
الدكتور مجدي يعقوب جراح القلب المصري الشهير ... بعد ان تقاعد و توقف عن عمل الجراحة و الأبحاث..عاد الى مصر للتقاعد ...و رغم أنه لا يملك خبرة إدارية...و توقف عن ممارسة الطب ..لكن فتحت الحكومة المصرية مستشفى بإسمه كي تضع صورته عليها و تستعمل وجهه في الإعلانات و الدعاية لجمع التبرعات !!! 
------
تذكرت هذه القصص الثلاثة و أنا اتابع حماس نادي سعودي في شراء لاعب شهير اقترب من سن التقاعد ... و كمية الأموال التي انفقها من أجل هذا اللاعب الذي اقترب من تاريخ انتهاء صلاحيته 
لاعب كان الأفضل له أن يتقاعد في قمة مجده سنة 2018 ...!!! 
لمجرد وضع صورة اسم و صورة هذا  اللاعب على قائمة النادي 
🌱لماذا ؟؟ .. لنفس السبب الذي تفعله بعض المستشفيات التجارية و غير التجارية في بلادنا ... في الاستعانة بوجوه متقاعدة بعد ان انتهت أعظم فترات العطاء لديها !!! ..لمجرد الدعاية و المنظر و جذب الزبائن...!!! 
لأن الكثيرين في بلادنا لا يهتم بالمحتوى ..المهم الشكل و المنظر و المظهر أمام الأخرين  
المهم الصورة الخارجية ... !! و السمعة ..بغض النظر عن القدرة على العطاء الحقيقي ! 

تعديل المقال